تشير أدلة علمية جديدة إلى أنه حتى مستويات تلوث الهواء التى كان يُعتقد منذ فترة طويلة أنها آمنة، يمكن أن تزيد من مخاطر المشاكل الصحية بما فى ذلك فى الدماغ لدى الأطفال، وفقا لما نشره موقع نيويورك بوست.
وأظهرت نتائج الدراسة التى أجراها باحثون فى كلية كيك للطب فى جامعة جنوب كاليفورنيا أدلة علمية جديدة أنه حتى مستويات بعض الملوثات التى تعد آمنة من قبل وكالة حماية البيئة، مرتبطة بالتغيرات فى وظائف المخ بمرور الوقت.
وقال مؤلف الدراسة ديفين إل كوتر، طالب الدكتوراه فى علم الأعصاب فى كلية كيك للطب: "فى المتوسط، تكون مستويات تلوث الهواء منخفضة نسبيا فى الولايات المتحدة، لكننا ما زلنا نشهد تأثيرات كبيرة على الدماغ".
وعلى وجه التحديد هناك ملوثات فى الهواء اعتبرتها وكالة حماية البيئة غير ضارة ترتبط الآن بالتغيرات طويلة المدى فى الدماغ بمرور الوقت.
واستخدم الباحثون بيانات مسح الدماغ لأكثر من 9 آلاف مشارك فى دراسة التنمية المعرفية للأطفال (ABCD)، تتراوح أعمارهم بين 9 و10 سنوات، وتم جمع مجموعة فرعية من بيانات الأطفال بعد ذلك بعامين، ما سمح للباحثين بمراقبة كيفية تغير اتصال الدماغ بمرور الوقت.
وأظهر الأطفال الذين تعرضوا لمزيد من الملوثات "تغيرات فى الاتصال بين مناطق الدماغ المختلفة".
وفى بعض المناطق، كان لديهم اتصالات أكثر من المعتاد، بينما فى مناطق أخرى، كان لديهم عدد اتصالات أقل.
ويساعدنا التواصل بين مناطق الدماغ على التنقل افتراضيا فى كل لحظة من يومنا، من الطريقة التى نأخذ بها المعلومات حول محيطنا إلى كيف نفكر ونشعر، تتطور العديد من هذه الروابط الحاسمة بين سن 9 و12 عاما ويمكن أن تؤثر على ما إذا كان الأطفال يعانون من تطور معرفي وعاطفي طبيعي أو غير نمطي.
ولاستبعاد العوامل الأخرى التي يمكن أن تفسر الاختلافات في نمو الدماغ، أخذ الباحثون في الاعتبار كلا من الجنس والعرق ومستوى تعليم الوالدين ودخل الأسرة والموقع الحضري مقابل الريف، والموسمية، حيث يختلف تلوث الهواء عبر أشهر الشتاء والصيف.