ثلاث عشرة سنة مرت على رحيل المفكر المصرى الكبير نصر حامد أبو زيد (1943- 2010) الذي تعرض لمحنة كبيرة فى تسعينيات القرن الماضى وما بعدها، ونستعرض معًا تفاصيل هذه المحنة.
تقدم الدكتور نصر حامد أبو زيد بعدد من الأبحاث من ضمنها كتاب "نقد الخطاب الدينى" لنيل درجة أستاذ فى قسم اللغة العربية، تقدم بهذه الأبحاث إلى اللجنة العلمية فى جامعة القاهرة خلال العام الدراسى فى عام 1992، وذلك حسبما تدور الأعراف الأكاديمية بأن يحصل الباحث على ترقياته العلمية عبر خطوات معروفة ومحددة.
فتقدم نصر حامد أبو زيد بأبحاثه إلى لجنة من كبار الأكاديميين لتعتمده، وكانت اللجنة تضم فى عضويتها كلاً من "عبد الصبور شاهين، ومحمد عونى عبد الرؤوف، ومحمود مكى"، وفى حين أشاد كل من محمود مكى ومحمد عوني عبد الرؤوف بالأبحاث، وقدما تقريرًا يشيد بمنهجية أبو زيد العلمية، كان موقف عبد الصبور شاهين، على النقيض تمامًا، بل إنه لم يتطرق لمنهجية البحث ومدى دقته البحثية والعلمية، لكنه لجأ إلى التفتيش فى عقيدة أبو زيد، متهمًا إياه بالتشكيك فى الغيبيات وتمجيد الماركسية.
ولم يتوقف الأمر عند حدود الجامعة التي رفضت الترقية، بل وصل إلى الشارع عن طريق منابر المساجد، وانتهى فى القضاء إذ أصدرت المحكمة حكما شرعيًا بتفريق نصر حامد أبو زيد عن زوجته الدكتورة ابتهال يونس، إلا أن أبو زيد اتخذ قراره في سنة 1995 بترك مصر وذهب إلى هولندا التى عينته أستاذ كرسي فى جامعة ليدن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة