قال الكاتب الصحفي والإعلامي عادل حمودة، إن الشعب المصري لم يكن الوحيد الذي رصد تجاوزات حكم الإخوان وحكم عليهم بالفشل في إدارة البلاد، ولم يكن الإعلاميون المصريون وحدهم الذين حذروا من إصرار الإخوان على تشويه الشخصية المصرية، « لم نكن وحدنا الذين تخوفنا من اشتعال حرب أهلية في مصر، لم نكن وحدنا الذين توقعنا أن يثور المصريون عليهم، لم نكن وحدنا بل كان العالم معنا».
وأضاف « حمودة»، خلال تقديمه برنامج «واجه الحقيقة»، الذي يعرض على شاشة «القاهرة الإخبارية»، أن كان هناك عدد يصعب حصره من خبراء المراكز الاستراتيجية وكبار المحللين الصحفيين الدوليين وأعضاء في الكونجرس الأمريكي، وسياسين وبرلمانيين من أركان الكرة الأرضية الأربعة، «لقد وقفت الدنيا على أطرافها وهي تتابع حشود الملايين في 30 يونيو».
وأوضح الإعلامي والكاتب الصحفي، أنه في 30 يونيو كان المشهد لا يُنسى، فخرج شعب بكل طوائفة وطبقاته وأجياله يُطالب بأن تكون كلمته لا ترد، وهي إسقاط النظام الذي خاف منه على سمات حضارته الإنسانية العريقة، « فمن يجرؤ على أن رفض مطالبه، الجيش جيشه ولينفذ مشيئته، لكن رغم ذلك منح وزير الدفاع حينذاك عبد الفتاح السيسي السلطة القائمة فرصة أخري لتنزل عن غطرستها وعنادها مهلة جديدة».
وتابع: «في يوم الثالث من يوليو حدث ما أراد الشعب، لنقف عند البياني التاريخي الذي القاه عبد الفتاح السيسي».
وقال عادل حمودة، إنه التقى إيرك تراجر ، متخصص في شئون الجماعات الإسلامية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأوسط، في أعقاب ثورة 30 يونيو، إذ يؤمن تراجر أن الإخوان لديها خطة سياسية للسيطرة على الحكم بدأها حسن البنا يوم أسس الجماعة في عام 1928، وأن خيرت الشاطر أمين التنظيم حفظ الخطة وكررها علنا بعد أن أطلق سراحه بعد أحداث يناير 2011.
وأضاف أن تراجر ذكر أن الإخوان يتحدثوا كثيرا عن أسلمة المجتمع، ويقولون أن لديهم رؤية شاملة لكافة نواحي الحياة في البلاد، وعندها سألهم عن هذه الرؤية، وجد أن الأمور غامضة، إذ سألهم « الآن بعد أن أصبحتم في السلطة ماذا تعنون بتطبيق الشريعة؟، ماذا يعني ذلك بالنسبة للتعليم والصحة والضرائب والسياسة الخارجية؟».
وأوضح الإعلامي والكاتب الصحفي، أن تراجر، ظل يحاول استفهام الموقف، لكن لم يجد عن التنظيم الإخواني أي إجابات لاستفساراته، « بالنسبة لهم كان تفسير الإسلام هو ما يقولونه، وفي مجتمع متعدد الأديان يمكن استبعاد قطاع كبير منه، وتراجر قال عبارات محددة و واضحة وهي كانت السلطة التي وصلوا إليها بلا هدف، كانت سلطة مثيرة للانقسام، كانت سلطة استبدادية، كانت سلطة نفر الشعب منها بسرعة كبيرة»، في الوقت نفسه لم يدرك الإخوان ذلك.
وقال عادل حمودة، إن الكونجرس الأمريكي لم يكن بعيدًا عما حدث في مصر خلال عام الإخوان، إذ كان السؤال المفتاح الذي بحث أعضاء الكونجرس عن إجابة عليه هو « كيف تعامل الإخوان مع الأقليات الدينية وعلى سبيل المثال الأقباط والمسيحيين؟»، وبالصوت والصورة، قال أحد الخبراء في جلسة استماع بالكونجرس، «كنت هناك في عام 2013 ودعا قادتهم وأئمتهم إلى أعمال عنف ضد الأقباط والطوائف المسيحية الأخرى».
وأضاف «حمودة»، أنه جرى نقاشات كثيرة في الكونجرس حول ما يحدث في مصر بتلك الفترة، وتحدثوا هناك أيضا عن أن العديد من القادة الإسلاميين الذين يدعون إلى ارتكاب أعمال العنف افلتوا من العقاب في عهد حكم الإخوان.
كما سرد الإعلامي والكاتب الصحفي، لحظات سجلتها وعاشتها نانسي يوسف أثناء حكم جماعة الإخوان، وهي صحفية مصرية أمريكية تتولى ملف الأمن القومي في صحيفة ديلي بيست، كما تشارك في أبحاث معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إذ ذكرت أن محمد مرسي فاز بنسبة 52% فقط، وبمجرد توليه منصبه تصور أن الانتخابات هي اللحظة الوحيدة التي يخضع فيها للمساءلة.
وتابع: «نانسي يوسف قالت (لم تسر الأمور على ما يرام، بدأنا نرى التغييرات، محمد مرسي كان على الأرض فلم ير سوى قطعة صغيرة، لم ير مصر الأوسع، وفى نوفمبر من ذلك العام انتزع سلطة القضاء، لكن كان هناك شارع قادر على التغيير، بعد ذلك بدأنا نسمع أنفاس يوم 30 يونيو، يوم الذكرى السنوية لحكمه اجتذبت الملايين من الناس في الشارع، الناس الذين أيدوا مرسي والناس الذين منحوه فرصة فجأة أصبحوا يتحدثون عن النزول إلى الشارع، وهكذا مرة أخري بدأ الشعور بالتغيير».
وقال الإعلامي والكاتب الصحفي عادل حمودة، إنه في يوم 9 يوليو عام 2013 تحدث روبرت ساتلوف المدير التنفيذي لمعهد واشنطن للشرق الأدنى، أنه كان هناك ملايين الملايين من المصريين في شوارع مصر على الجانبين، كانوا على وشك ان يشتبكوا فيما يمكن أن يكون كارثة وطنية حيث يقتل الآلاف من الناس في معارك بين مؤيدي حركة تمرد والإخوان، وتدخل الجيش، لأن محمد مرسي من جماعة الإخوان كان عاجزا وغير كفء في التعامل مع هذا الصدام.
وأضاف «حمودة»، أنه لم يكتف روبرت ساتلوف بذلك وإنما طالب الولايات المتحدة بموصلة مساعداتها العسكرية والاقتصادية لمصر، وعند سؤاله عن سبب ذلك أجاب: لأن مصر مهمة، ولأننا استثمرنا الكثير في نمو مصر وتنميتها، لأن بيننا مصالح مشتركة منها الأمن الإقليمي، ومنها خوض حرب مشتركة ضد الإرهاب، ومنها تطوير حكومة شفافة وخاضعة للمساءلة وتعكس إرادة الشعب».
وأوضح الكاتب الصحفي والإعلامي، أن سوء إدارة مرسي للشؤون السياسية حطم الدولة حقا تحت قيادته، وبحلول الوقت الذي بدأت فيه الاحتجاجات يوم 30 يونيو كان في الحقيقة مجرد رئيس بالاسم فقط ولم يتحكم في أي شيء حقا، وبدأت المعارضة تتصاعد بالفعل في يوم 22 نوفمبر بعد إعلانه الدستوري الذي وسع فيه من سلطاته التنفيذية التي لم يخضعها للقرابة وفي الأسابيع التي تلت ذلك اندلعت احتجاجات حاشدة خارج القصر الرئاسي، أرسل الإخوان كوادر لمهاجمتها».
وتابع: «من تلك النقطة فصاعدا قررت قطاعات كبيرة من المعارضة أنها ببساطة لا تستطيع العيش معه، عندما أطيح بمرسي في 3 يوليو كان ذلك استجابة للواقع، الواقع يتمثل في نقطتين، أولا وقبل كل شيء لم يكن مرسي يتحكم حقا في أي شيء في تلك المرحلة، ثانيا كان هناك دعم جماهيري في الشوارع للجيش لإزاحته»
وقال عادل حمودة، إنه في يوم 11 يوليو عام 2018 تحدث عضو الكونجرس رونالد ديسانتيس، أمام مجلسه قائلا: «لقد رأينا ما حدث عندما سيطر الإخوان على مصر وكانت النتائج مروعة، تحدي محمد مرسي حكم القانون ومنح نفسه سلطة شبه مطلقة، اغتصب سلطات الدولة، كرس نواب الإخوان مبادئ الشريعة كمصدر رئيسي للقانون في الدستور المصرى وبمفاهيم مغلوطة».
وأضاف أن عضو الكونجرس استكمل حديثه « استخدمت حكومة مرسي مؤسسات الدولة للترويج للراديكالية الإسلامية، قضت على حرية الصحافة، أطلقت موجة من محاكمات التجديف أي محاكمات المختلفين معها دينيا، ليس هناك شك في أن فروع الإخوان متورطة في الإرهاب».
فيما تابع رونالد ديسانتيس: «لم تعد حكومة مرسي والإخوان موجودة لكن الجماعة وأتباعها يواصلون الترويج لأجندتهم في جميع أنحاء الشرق الأوسط وفي جميع أنحاء العالم»، فيما أكد مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية السابق روبرت مولر ذلك في شهادته أمام الكونجرس، « عناصر الإخوان هنا وفى الخارج دعموا الإرهاب، لذلك صنفت حكومة الولايات المتحدة عددا من المنتسبين إلى جماعة الإخوان كإرهابيين»
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة