حالة من الجدل الشديد أثارها إعلان إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن الموافقة على إرسال قنابل عنقودية إلى أوكرانيا، على الرغم من أن هذا السلاح محظور فى عشرات من دول العالم.
ووصف الرئيس الأمريكى جو بايدن خطوة تزويد أوكرانيا بالقنابل العنقودية لأول مرة بالقرار الصعب، إلا أنه أشار إلى أنه اقتنع فى نهاية الأمر بإرسال هذا السلاح المثير للجدل لأن كييف تحتاج إلى ذخيرة فى هجومها المضاد ضد روسيا.
وكان البيت الأبيض قد أعلن، الجمعة، أن الرئيس وافق على نقل الذخائر العنقودية إلى أوكرانيا، فى أحدث مثال على قيام واشنطن بتزويد أوكرانيا بأسلحة رفضت إرسالها لها من قبل.
وقال بايدن للإعلامى فريد زكريا على شاشة "سى أن إن" أنه كان قرار صعب للغاية من جانبه، والذى ناقشه مع حلفاء أمريكا، وناقشه مع الأصدقاء فى الكونجرس، مضيفا أن الذخيرة تنفد من الأوكرانيين.
وقالت سى أن إن أن الذخائر العنقودية التى سترسلها الولايات المتحدة إلى أوكرانيا ستكون متوافقة مع مدافع هاوتزر عيار 15 ملم، التى قدمتها الولايات المتحدة، وهو سلاح مدفعى أساسى سمح لأوكرانيا باستعادة أراضيها العام الماضى.
وقال بايدن أن الذخائر العنقودية ترسل كفترة انتقالية لحين تصبح الولايات المتحدة قادرة على إرسال مزيد من مدفعية 155 ملم.
وأشار بايدن خلال مقابلته مع زكريا، والتى ستذاع كاملة غدا الأحد، إلى أن هذه الحرب متعلقة بالذخائر، والذخائر تنفذ من أوكرانيا، والولايات المتحدة متراجعة فى إنتاجها. وأضاف: لذلك، ما فعلته أخيرا هو أننى أخذت بتوصية وزارة الدفاع، بإرسالها ليس بشكل دائم، وإنما بالسماح بذلك خلال هذه الفترة الانتقالية لحين الحصول على أسلحة عيار 155 ملم.
جدير بالذكر أن أكثر من 100 دولة، من بينها بريطانيا وفرنسا وألمانيا، تحظر الذخائر العنقودية بموجب الاتفاقية المتعلقة بها، إلا أن الولايات المتحدة وأوكرانيا لم توقعا على هذا الحظر.
من جانبها، قالت صحيفة ذا هيل، أن القرار أثار مخاوف من جماعات حقوق الإنسان وبعض أعضاء الكونجرس حول قدرة هذا السلاح على إيذاء المدنيين والأطفال لفترة طويلة بعد إسقاط القنابل.
ويتم إسقاط الذخائر العنقودية بطائرة أو إطلاقها من أنظمة سلاح أرضيه فوق منطقة معينة مستهدفة، وتنشر ما بين عشرات إلى مئات من الذخائر الفرعية. ويعد هذا السلاح قيم من الناحية العسكرية لأنه يمكن أن يضرب أهداف متعددة.
وجاء منح واشنطن الضوء الأخضر لتسليم الذخائر العنقودية إلى كييف مع استخدام القوات الأوكرانية معدلات عالية من الذخائر فى الوقت الذى تحرز فيه تقدما بطيئا فى الهجوم المضاد الذى بدأ الشهر الماضى.
وعارضت 38 منظمة حقوقية على الأقل علانية إرسال الذخائر العنقودية إلى اوكرانيا، حيث أن الأسلحة المستخدمة بالفعل لها آثار مدمرة فى هذه الحرب.
وقالت سارة ياجر، مدير منظمة هيومان رايتس ووتش فى واشنطن، أن الأسلحة منتشرة بالفعل فى جميع أنحاء أوكرانيا وتحتاج إلى تطهيرها. وهذا ليس عذرا جيدا بما يكفى لكى تقوم الولايات المتحدة بإرسال المزيد. ورجحت أن تعيد إدارة بايدن وصناع القرار والمشرعون التفكير عندما تظهر صور الأطفال الذين يتأذون بالذخائر العنقودية أمريكية الصنع.
وكان الكونجرس الأمريكى قد أقر فى عام 2009 قانونا يقول أن الولايات المتحدة لا تستطيع أن تنشر أو تنقل الذخائر العنقودية ذات معدل تفجير أعلى من 1%. لكن يمكن للرئيس التوقيع على تجاوز هذا القيد. كما تحظر القوانين الحالية استخدام الأسلحة فى المناطق المدنية.
وجاء القرار قبل أيام قليلة من انعقاد قمة الناتو، التى من المرجح أن يواجه فيها بايدن أسئلة من حلفاء أمريكا حول أسباب تزويد أوكرانيا بسلاح يحظره أكثر من ثلثى الدول الأعضاء فى التحالف العسكرى بسبب سجله فى إيذاء المدنيين.
وداخل الكونجرس، أثار القرار انقساما، حيث انتقد بعض الديمقراطيين الخطوة مقابل دعمه الجمهوريين لها. وعلى تويتر. قال رئيس أوكرانيا فولوديمير زيليتسكى أن حزمة المساعدات الأمريكية ستجعل أوكرانيا أقرب للنصر على العدو، وانتصار الديمقراطية على الديكتاتورية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة