على ناصية شارع صغير بمدينة قنا تجد شابا متوسط القامة يستقبلك بحفاوة على عربية صناعة الحلويات والمشروبات، لتعرف بعدها قصة كفاح ذلك الشاب الذى يدرس فى كلية الآداب بقسم الجغرافيا، ويستكمل يومه بالعمل على تلك العربة الصغيرة للإنفاق على نفسه وتوفير مصاريف الجامعة على مدار العام، ليثبت أن الشباب يقدر على تحقيق ما يريد ويوصل رسالة لهم "عليكم العمل ومواصلة العطاء".
بهدوء وبشاشة وجه يبدأ الطالب فى صناعة الزلابية والحلويات على عربته الصغيرة، حيث يقبل على شرائها زبائن من المكان وخارجه، وطريقة تعامله التى تلفت انتباه الحاضرين، وكذلك الأسعار التى تبدأ من 5 جنيهات، كما أن الطالب ابتكر نكهات مختلفة للحلويات مع تقديمها بطريقة غير تقليدية للزبائن، ليعود فى نهاية اليوم محملا بالرضا والمكسب الذى يعينه على توفير مصروفاته اليومية ومصروفات الجامعة.
وقال فارس عبد الناصر، طالب بكلية الآداب، إنه منذ عام قرر العمل مع أحد أصدقائه على عربة لبيع المشروبات الساخنة والزلابية وتعلم خلالها عمل الزلابية بشكل جيد، ووقتها كان يدرس فى الجامعة نهارا ويعمل على العربة فى المساء واستطاع أن يجتاز العام الأول فى الجامعة بنجاح وتفوق.
وأوضح عبد الناصر أنه قرر بعد ذلك شراء عربة صغيرة والتواجد فى أحد الأماكن بشارع الشنهورية فى مدينة قنا، حيث يتواجد من الخامسة مساء حتى فترات الليل، وذلك بعد انتهاء يومه الدراسى، لافتة إلى أنه فضل الاعتماد على نفسه وتوفير مصروفاته الدراسية بدلا من الاعتماد على والده، كما أن لديه شقيقه يدرس فى كلية الطب ويحتاج إلى مصروفات أكثر منه.
وأشار فارس عبد الناصر إلى أنه ابتكر أطعم جديدة فى محافظة قنا خاصة بطريقة عمل الزلابية مثلا الشيكولاتة والفراولة وغيرها من الأنواع، وهذا جذب العديد من الزبائن، بالإضافة إلى المشروبات الساخنة التى تتواجد على العربة، متمنيا أن يفتتح مشروعا أكبر خاص به وموجها رسالة للشباب عليكم بالعمل وألا ننتظر الوظيفة فقط.
فارس عبد الناصر بائع الزلابية بقنا
أثناء إعداد الزلابية على العربة
بائع زلابية بقنا
فارس عبد الناصر بائع الزلابية بقنا٥
طالب وبائع زلابية بقنا
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة