من منا لا يريد أن يتم إصلاح قضية التعليم؟ وهل أحد يختلف على أن صلاح أي مجتمع يبدأ من تعليم أفراده بما يتواكب مع متغيرات العصر؟.. وهل أحد ينكر ضرورة النظر إلى متطلبات سوق العمل بتطوير التعليم لنتمكن من تزويد المجتمع بخريجين ذوي كفاءات عالية مهنيا ومعرفيا، وتحقيق التميز في عملية التعلّم والتعليم؟.. كل هذه التساؤلات وخلافها تؤكد أهمية الخطة الاستراتيجية للتعليم المرتقب الإعلان عنها 13 أغسطس، باعتبارها مُهمة إصلاحية وطنية في ظل جمهورية جديدة تنشد بناء الإنسان والدولة معا.
وما يبعث بالتفاؤل ونحن نتحدث عن الخطة الاستراتيجية للتعليم، تصريحات المسئولين وعلى رأسهم وزير التعليم د رضا حجازى، لأنها أكدت أن هناك رؤية شاملة وقراءة جيدة للواقع، ومعرفة حقيقية بمتطلبات العصر واحتياجات المجتمع، وبالتالي فنحن أمام رؤية شاملة للإصلاح.
لذلك، كلنا أمل أن تراعى الخطة الجديدة عدة أمور، أهمها في اعتقادنا العلاقة بين الأسرة والمدرسة، لأنها بالفعل تحتاج إلى مراجعة حقيقة، خاصة أن التعليم قضية مجتمع في المقام الأول، وأن يتم إجراء حوار مجتمعى يُشارك فيه الجميع فى بناء المناهج بالاستماع إلى رأى المجتمع، وأن تعمل على دمج التكنولوجيا بالمناهج الدراسية دمجا صحيحا، لأن هذا سينتج ثمارا كثيرة منها كشف الموهوبين والمبدعين فى المدارس، ومنها العمل على إعداد المعلمين تكنولوجيا، وتهيئة البيئة التعليمية لمواكبة الحداثة.
وكلنا أمل أيضا أن تحقق الخطة الاستراتيجية للتعليم أهدافها في توفير خبرات عالية الجودة للطالب ليكون خريجاً قادراً على المشاركة بفاعلية ومسؤولية في عالم متغير، وكذلك دعم المعلمين وتشجيعهم لتحقيق التميّز في مجال التعلم والتعليم، وتوفر بيئة تعليمية محفّزة وداعمة للتميز والإبداع في التعلّم والتعليم وتٌحسن من جودة المُخرجات.
نهاية.. نستطيع القول، إن الخطة الاستراتيجية للتعليم ضرورة حتمية خاصة أنه لا مفر الأن من التطوير والتحديث والمواكبة في ظل صعود قوى للذكاء الاصطناعى والتكنولوجيا الحديثة بشكل بات يُهدد المجتمع الدولى ومجلس الأمن الدولى الذى أصبح على خط النار للمواجهة، غير أن هناك قضايا وتحديات أخرى باتت تهدد البشرية مثل التغيرات المناخية وحروب الجيل الرابع والخامس، وقد يقول قائل: ما علاقة ذلك بتطوير أو خطة التعليم؟.. في الحقيقة العلاقة قوية وشديدة الخصوصية لأنه لا مواجهة أو تسلّح أو أو حياة حتى بدون إيجاد مقترحات عاجلة وحلول جذرية تُمكنا من إيجاد أساليب تربوية وتعليمية تقوم على أساس مبادئ من التعاون والتشارك والتضامن والإبداع لصنع مستقبل أفضل في ظل هذه المتغيرات والمستجدات.. لذا فإن الخطة الاستراتيجية للتعليم تأتى في وقت مهم للغاية نتمنى نجاحها ودعمها من الجميع "أفراد ومؤسسات".. حفظ الله مصرنا الغالية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة