في اليوم العالمى للشباب نتذكر أنه من أدوات الدولة المصرية لدعم الشباب المصرى، هو وضعهم في كافة السياقات والمسارات في الدولة، لجعلهم في قلب الحدث، ايمانا من الدولة بأن الشباب هم مستقبل الأمة كما قال الرئيس السيسى في أحد خطاباته، مؤكدا أن الدولة تعطي للشباب مفاتيح القيادة، وهذا هو نص حديث الرئيس السيسى، وهو ما يدفعنى للقول بأن الشباب بما أنهم قد استلموا مفاتيح القيادة، فعليهم بطبيعة الدنيا وتطوراتها أن يسلموها لمن بعدهم، حتى يكون هناك اتصالا جيليا مستمرا، ويناسب الثقة التي منحتها الدولة لجيل كامل من الشباب يتصدرون الساحة حاليا، لذلك ففي اليوم العالمى للشباب الذى يواكب 12 أغسطس من كل عام، يتذكر البعض الحديث حول دور الشباب المصرى في الجمهورية الجديدة، ويتسآل الكثيرون حول ماهية التأهيل والتمكين الذى قامت به الدولة المصرية خلال العقد الأخير، وهل ما تحقق هو المطلوب في هذه المرحلة، أم هناك مآلات أخرى يمكن السير فيها، وحقيقة الأمر أن الدولة المصرية ممثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسى، كانت لديها عدة أولويات رئيسية منذ تولي الرئيس السيسى المسئولية، منها ملف الشباب، باعتباره مشروعا قوميا ضخما يمكن السير فيه وتقديم التطلعات والأحلام، وفى ذلك الاطار ساندت الدولة المصرية كل الجهود التي تستهدف تمكين وتأهيل وتدريب الشباب، حتى صارت الصورة العامة للدولة المصرية يسيطر عليها جيل الشباب كليا، وسط تداخل _ بطبيعة الحال_ لأصحاب الخبرات.
في رصد موضوعي للغاية في كافة مؤسسات الدولة الحكومية، والمؤسسات العامة وكذلك المؤسسات الإعلامية والاقتصادية، وكل من يمثل صورة الدولة بشكل أو بآخر يمكن ملاحظة سيطرة صورة الشباب على المشهد بأكمله، و لم يكن ذلك يتحقق لولا أن هناك اهتماما رئيسيا من الرئيس السيسى نفسه، انسحب على كافة المستويات بعد ذلك، ونتذكر في تجربة دعم الشباب ظهور الأكاديمية الوطنية للتدريب والتأهيل، التي أنشأت في الأصل لتأهيل وتدريب الشباب، فخرجت عدة دفعات من البرنامج الرئاسي للشباب، وهم من خيرة شباب المجتمع، وأصبحوا مع الوقت أحد العلامات الوطنية البارزة في تلك المرحلة، حتى أن قدراتهم وتطلعاتهم التي تناسب ما فعلوه في السنوات الأخيرة، تؤهلهم لأن يكونوا ملهمين لشباب خارج مصر وفى دول مختلفة كليا في السياسة والثقافة والاقتصاد.
أيضا من أدوات دعم الدولة المصرية للشباب في العقد الأخير، هو ظهور مشروع تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، والتي صارت علامة ورقما مهما في المشهد العام، و بفضل نوابها و شبابها المنتشرون في كافة أنحاء الجمهورية، شجع ذلك الكثيرون للانضمام إليها، حتى صارت " براند" وطنى في تمكين الشباب في مختلف المجالات، واستطاعت خلال السنوات الأخيرة أن تقدم نموذجا منضبطا يتوافق مع معايير العالم في المشاركات السياسية والعامة.
كل ما ذكرته وغيره الكثير يؤكد أن الشباب المصرى في مرحلة ذهبية يجب أن يكون فيها على قدر المسئولية، ويقدم كل الجهد والأفكار والطموحات، حتى يحقق لنفسه و لمن بعده فرصة حقيقية في وطن لديه الكثير والكثير ليقدمه للجميع وفى قلبهم الشباب.