امل الحناوى

رداً على "مَن يرتدون النظارة السوداء"

السبت، 12 أغسطس 2023 10:27 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
طوال الفترة من ( يناير ٢٠١٢ وحتى يونيو ٢٠١٣ ) ولمدة عام ونصف ، كُنت أتردد _ بِحُكِم عملى الإعلامى _ على "سيناء" لتغطية الأحداث هناك على أرض الواقع ، لا أُخفى عليكم سراً  وأقوله بصوتٍ عالٍ : فى كل مرة ذَهبت فيها لـ "سيناء" كُنت أبكى بكاءاً شديداً ، كنت أشعُر بالخوف على مصرنا الحبيبة ، كان اليأس والمُر والمَرار والإحباط يُلازمُنى على الدوام ، كُنت أتألّم _ مِثلى مِثل جميع المصريين المُخلصين _ على ما آلت إليه الأوضاع فى سيناء ، فقد إنتشرت بها معسكرات لتدريب الإرهابيين على التفجير والتدمير وإستخدام السلاح وضرب النار وأعمال العنف .. بصراحة : كان أقصى ما أتمناه أن بتم تطهير سيناء من هؤلاء الإرهابيين ، وبنفس الصراحة أقول : وقتها لم أكن أتمنى أكثر من ذلك ، لم يكُن لدى طموح أكثر من ذلك ، بل أننى لم أُفَكِر فى أى شيئ أخر إلا زوال هذا الخطر الذى كان يُنبىء بمصير لا يعلمه إلا الله 
 
.. طوال عام ( ٢٠١٢ ) وحتى منتصف عام ( ٢٠١٣ ) عشتُ هذه الأيام وفى يدى ميكروفون وحينما كُنت أنِهى حديثى فى كل مرة وأنا أقف أمام الكاميرا أقول : حفظ الله "سيناء" وأعادها لنا خالية من الإرهابيين .. وقتها ، نسيت كل المشكلات التى كُنا نُعانى منها ، وخرجت مع الشعب المصرى للثورة فى (٣٠ يونيو ٢٠١٣ ) ضد نظام حُكم وضع الجماعة الإرهابية فى كَفة والوطن فى كَفة ، وللأسف الشديد كانت الجماعة تُخَطط لـ "بَلِع الوطن" لِتَكِبَر الجماعة وتَقِوَى شّوكّتها ويضعف الوطن وينتهى به الأمر ليكون مُجرد "إمارة" تابعة للجماعة الإرهابية 
 
.. سَرَدِتُ كل ما سبق من أجل تذكير بعض مِمَن يمسكون أقلامهم ويُسطرون كلمات _ ضد الوطن _ لا محل لها من الإعراب ، كلمات غريبة وعجيبة وتحمِل فى طياتها البؤس والشُؤم واليأس والتشاؤم ، كلمات مُغرِضة بهدف النيل من كل الإيجابيات التى تحدُث على أرض بلدى الحبيبة مصر .. أرَدِتُ أن أسرِد ما شاهدته بـ "عَينى" فى سيناء لكى أقول لهؤلاء : إخلعوا النظارة السوداء التى ترتدونَها ، إنزعوها من على أعيُنكم لِتَرّوا مصر الجديدة والجمهورية الجديدة التى نّنِعَم فيها بالأمن والأمان ، إخلعوها لِتَرَوا حجم الإنجازات التى حدثت فى وقت قياسى فى كل المجالات ولا تَنسوا ما مَرت به "مصر" من مؤامرات خبيثة إستهدفت تقطيعها إلى أشلاء .. إنزَعوا النظارة السوداء _ والله الذى لا إله هو _ ستشاهدون "مصر" على حقيقتها بمُدنها الجديدة وموانيها المتطورة وطُرقها التى تم رفع كفاءتها ومطاراتها الحديثة ومزارعها الواسعة ومصانعها المُتعددة ومتاحِفها الجديدة .. إنظروا لـ "مصر" بعين الحق والعدل وكونوا رُحماء بها وقولوا شهادة حق _ عن إنجازاتها _ ستُحاسبون عليها أمام الله عزوجل يوم القيامة .. كونوا أُمناء فى أحكامِكُم على وطن كان فى طريقه للضياع وتم إنقاذه وإستفاق والآن ينهض وينمو ويستيقظ ويتطور بِخُطي ثابتة وبسرعة مُذهلة 
 
.. يا مَن تَرتَدون النظارة السوداء وتكتبون ضد "مصر" كلمات جوفاء غير حقيقية هى والكذب مُتطابقين ومُتلازمين _ كـ "السبابة والإبهام" _ أريد أن أسألكم سؤالا بسيطا : هل طاوعتِكُم أقلامكم وهى تكتُب كلام كذب كذاب مكذوب ؟ ، فى يَقينى أن أقلامكم تلوم نفسها على كتابة كلمات هى والعدم سواء عن وطن يُعافر من أجل بناء حياة كريمة لمواطنيه فى عالم يمتليء بالصراعات والمُتغيرات .. فى يَقينى أن أقلامكم بريئة مما كَتَبَته عن وطن عانى كثيراً من الفوضى وتكتبون ضده .. فى يَقينى أن أقلامكم بريئة ولا ترضى بما كَتَبَته وسَطَرته لأن الظرف التاريخى يُحَتِم علي كل الأقلام الشريفة أن تجتمع على كلمة الوطن والشد من آزره وتشجيع كل خطوة للبناء نقوم بها لصالح الأجيال القادمة .. فى يَقينى أن أقلامكم ترفض إهانة الوطن لكن فى قلوبكم مرضُ تجاه وطنكم أدعو الله أن تُعالَجوا منه قريباً لِتَنِعّموا بالشفاء من الغل الذى يملأ قلوبكم 
 
.. كيف لـ "مصرى" يُقيم بالخارج أن يشن هجوماً غير مُبرر على المشروعات القومية وهو لم يشاهدها وهو بعيد عنها لمدة تقترب من الثمانى سنوات ؟ ، هل نسيتم أننا ظللنا لفترات طويلة ننتقد عدم تنفيذ مشروعات قومية كبرى فى مصر طوال أربعين عاماً وكُنا نقول : لماذا لا تُنَفذ الدولة مشروعات قومية لإستيعاب فرص عمل جديدة وتشغيل الخريجين الجُدد ؟ ، هل نَسيتم أننا كُنا نعيبُ على الحكومات السابقة بأنها لا تُخطط للمستقبل وتنظر تحت قدميها ؟ .. كيف لـ "مصرى" محسوب على المُثقفين والنُخبة وهو مقيم بالخارج أن يخرُج علينا ويكتُب مقال مدح وإشادة فى رئيس دولة أخرى وبعد إسبوع يكتب مقال طَعن وهجوم ونقد وتشكيك وتقطيع فى كل شيء فى مصر ؟ هل يّستقيم ذلك ؟ 
 
.. يا مَن ترتدون النظارة السوداء كونوا مُنصفين ، وأعلموا أن التاريخ لا يَرحَم أحدا ، وأنه مِن الإنصاف أن نقول : أين كُنا ؟ وكيف أصبحنا ؟ ونُقارن بين السؤالين وهذه المقارنة ستأخدنا إلى النظرة المُستقبلية الحقيقية الصائبة ، وقتها سنُدرك أننا نسير فى الطريق الصحيح مُحملين بضغوط وصِعاب ومطبات وتحديات نحن قادرون على تحمُلها وتخطيها .. أعلم جيداً أن شعب "مصر" تَحَمل الكثير والكثير لكنه يّتَحَمَل وهو صامد وكثرة الصعاب تُزيده صلابة وثقة فى أن القادم أفضل بإذن الله سبحانه وتعالى .
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة