الحضارة المصرية القديمة مليئة بالحكايات والأسرار، التى يتم الكشف عنها من خلال العديد من الأبحاث والحفائر التى تقوم بها الدولة المصرية، متمثلة فى وزارة السياحة والآثار، وسوف نتناول خلال التقرير التالى حكاية علامات حجرة الدفن التي لم تمس على الإطلاق إلى أن تم اكتشافها.
ويقول الدكتور سليم حسن في هذا الشأن بموسوعته مصر القديمة : يظهر أن ذلك كان من الطقوس الدينية، إذ لم نجد قط بئرًا قد ملئت فوهته بغير المخلفات التي نتجت من نحته في الصخر.
وأوضحت موسوعة مصر القديمة أن ذلك من الوسائل التي تساعد الحفار على معرفة عما إذا كان البئر سليمًا أو سطا عليه اللصوص من قبل، فإذا وجد أن الأحجار الصغيرة والحصى التي تملأ فوهة البئر مكونة كلها من مخلفات النحت لم يخالطها شيء آخر عرف أن حجرة الدفن سليمة.
وقد ثبتت هذه النظرية في الآبار التي وجدت على هذه الحالة، أما الآبار التي نهبت فنجد في فوهتها أجسامًا غريبة، وهذا دليل على أنها نهبت من قبل، هذا إلى أن حجر الدفن كان يسد بابها بأحجار ضخمة، أما المنزلق فكان يقفل من أوله إلى آخره بأحجار ضخمة من الحجر؛ الواحدة تلو الأخرى مما يجعل انتزاعها من المنزلق صعبًا.
الدكتور سليم حسن هو أحد أعلام المصريين في عِلم الآثار، قدم العديد من الدراسات الرائدة في هذا المجال، كان منها عمله الأبرز "موسوعة مصر القديمة"، ذلك العمل الذي يتكون من ثمانية عشر جزءًا، كما كان له العديد من الاكتشافات الأثرية في المنطقة المحيطة بأهرامات الجيزة، ويُلقَّب بعميد الأثريين المصريين.
عين سليم حسن وكيلًا عاما لمصلحة الآثار المصرية، ليكون أول مصري يتولى هذا المنصب، ويكون المسئول الأول عن كل آثار البلاد، وقد أعاد إلى المتحف المصري مجموعة من القطع الأثرية كان يمتلكها الملك فؤاد، وقد حاول الملك فاروق استعادة تلك القطع، ولكن سليم حسن رفض ذلك، مما عرضه لمضايقات شديدة أدت إلى تركه منصبه عام 1940م، وقد استعانت الحكومة المصرية في عام 1954م بخبرة سليم حسن الكبيرة فعينته رئيسًا للبعثة التي ستحدد مدى تأثير بناء السد العالي على آثار النوبة، وانتخب سليم حسن في عام 1960م عضوًا بالإجماع في أكاديمية نيويورك التي تضم أكثر من 1500 عالم من 75 دولة، ورحل عن عالمنا سليم حسن عام 1961م.