ثروت الخرباوي يكشف لـ"الشاهد" خطورة بيعة الدم عند "الإخوان"
ثروت الخرباوي: فرج فودة دافع عن صحيح الإسلام في مناظرته الشهيرة بأرض المعارض
ثروت الخرباوي: محامٍ إخواني كان من بين الذين نفذوا عملية اغتيال فرج فودة
قال الكاتب والمفكر ثروت الخرباوي، إنّ جماعة الإخوان الإرهابية تستقطب الشباب صغير السن في مراحلهم العمرية الأولى عن طريق العاطفة والمشاعر والطموح لإقامة الدولة الإسلامية والكلام العام والمرسل وبعض الآيات القرآنية والأحاديث وأداء صلوات القيام.
وأضاف "الخرباوي"، في حواره مع الكاتب الصحفي والإعلامي الدكتور محمد الباز، مقدم برنامج "الشاهد"، على قناة "إكسترا نيوز: "الجماعة توزع على أعضائها عددا من الكتب مثل كتاب الإخوان المسلمون.. أحداث صنعت التاريخ لمحمود عبدالحليم لأنه يجعل حسن البنا في صورة مقدسة ويجعل تاريخ الإخوان مقدسا".
وتابع الكاتب والمفكر: "ما يحدث هو أن الشباب ينبهرون بهذا الكتاب وبالجماعة، ولكنهم يقابلون حالات اغتيال نفذتها الجماعة، وعندما يسألون عن أسباب تنفيذها، تقول القيادات إن ما حدث تهور من الشباب وإن هذا ليس من نهج الإخوان وأن حسن البنا مؤسس الجماعة قالوا إن منفذيها ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين بعد اغتيال النقراشي"، مشيرًا إلى أن الجماعة تخدع أعضاءها وتوهمهم بأنها مجرد جماعة دينية فقط تريد أن يعود الناس لحكم الناس وكأن الدين هاجر الناس وابتعد عنهم وذهب إلى آفاق بعيدة.
و قال المفكر والكاتب ثروت الخرباوي، إنّ هناك بيعتين في الإخوان، موضحًا أن الأولى بيعة الدعوة بحيث يكون العضو منخرطا في العمل الدعوي أو النقابي أو البرلماني أو السياسي، الثانية بيعة الدم وتسمى البيعة المغلقة.
وأضاف "الخرباوي"، في حواره مع الكاتب الصحفي والإعلامي الدكتور محمد الباز، مقدم برنامج "الشاهد"، على قناة "إكسترا نيوز: "في البيعة الثانية يتم اختيار بعض أفراد الجماعة الذين لديهم روح جهادية والذين يقتنعون بعبارات وشعارات وأناشيد الجماعة، حيث تحرضهم وتجندهم الجماعة على حمل السلاح".
وتابع، أن بيعة الدم تعني أن عضو الجماعة لو طُلب منه إراقة الدم سيفعل دون أن يناقش لأنه يعلم أنهم درسوا الموضوع من الناحية الدينية ويعلمون أنه حق، كما أن هذه البيعة تعني أن الجماعة تحل دم العضو شخصيا إذا خالف أو أفشى سرا من أسرار الجماعة، لذلك، فقد وضعت الجماعة سيفين في شعارها.
وأكد، أن كل أفراد التنظيم السري بايعوا بيعة الدم، مثل حسني عبدالباقي والسندي ومصطفى مشهور وغيرهم، وبالتالي، فإن من انشقوا عن الجماعة ولم يُقتلوا لم يتعرضوا للأذى لأنهم يبايعون الجماعة بيعة الدم.
وقال المفكر والخبير في شؤون حركات الإسلام السياسي ثروت الخرباوي، إنّ الشيخ محمد الغزالي ظلّ على فكرته الإخوانية، وكان يحب أغاني أم كلثوم ويسمعها ويعزف على البيانو ولم تكن ابنته محجبة، أي أنه كانت لديه حياة بشكل يختلف عن مخزونه الفكري في الكتب.
وأضاف "الخرباوي"، في حواره مع الكاتب الصحفي والإعلامي الدكتور محمد الباز، مقدم برنامج "الشاهد"، على قناة "إكسترا نيوز"، أن الشيخ الغزالي كان متناقضا، كأنه يريد أن يعجب طائفتين من الناس، الأولى مستنيرة والثانية متشددة، فيظهر في بعض الأحيان بمظهر المستنير وفي أحيان أخرى يظهر بصورة متشددة.
وشدد الكاتب والمفكر، على أن الشيخ الغزالي كان يحصل على منافع من الإخوان بشكل أو بآخر، حيث ارتبط بالجماعة حتى بعدما تركهم، لكنه ظل متمسكا بالفكرة وبخاصة إذا تماشت مع مصلحته، كما اختلفت تصريحاته وحواراته ومقالاته عن بعض كتاباته، مثل شهادته في محاكمة المتهمين في قضية فرج فودة، حيث قال إن فرج فودة كان مرتدا وكان يجب أن تنفذ الدولة فيه حكم الردة، وبالتالي فإن من ينفذها غير الدولة يجب أن يحاكم بتهمة التعدي على حق الدولة، لا أن يتهم بالقتل.
وقال المفكر والخبير في شؤون حركات الإسلام السياسي ثروت الخرباوي، إنّ هناك فارق كبير بين الانفصال عن جماعة الإخوان والانفصال عن أفكارها، موضحًا أن عددا كبيرا ممن خرجوا من هذه الجماعة مازالوا يحملون الفكرة الإخوانية في ضميرهم، لكنهم يرون أن التنظيم لم يقدر على التعبير عنها، ولفت إلى أنّ أقوال وكتابات الغزالي كانت مغايرة لفكره.
وأضاف "الخرباوي"،: "الشيخ محمد الغزالي كان يؤمن بتلك الأفكار التي تعلمها في الإخوان وهو معجب جدا بحسن البنا وعندما رآه كان الغزالي طالبا في الأزهر، بينما كان البنا يؤثر في الصغار ولا يؤثر في الكبار أيضا.
وتابع: "الكاتب الصحفي الراحل محمد حسنين هيكل أخبرني عن رأيه في حسن البنا وقال لي إنه رجل عادي ليس مؤثرا فقد كان يتعجب منه، فقد كان البنا يذهب إلى بعض العمال والمواطنين البسطاء في الإسماعيلية ويدعوهم إلى الله، أي أنه كان يؤثر في البسطاء ولم يكن قادرا على التأثير في المثقفين".
وقال الكاتب والمفكر ثروت الخرباوي، إنّه لم يستكمل الطريق في بيعة الدم بجماعة الإخوان الإرهابية، مشيرًا إلى أنّ ما جعله يتردد ويبدأ جديا في المراجعات التي قادته إلى ترك جماعة الإخوان الإرهابية، أنه ذهب كغيره إلى المناظرة الشهيرة التي دارت في معرض القاهرة الدولي للكتاب، وشارك فيها المفكر الراحل فرج فودة من ناحية وعدد من ممثلي الجماعة والتيار الديني من ناحية أخرى عن الدولة العلمانية والدولة الدينية بتكليف من الجماعة حتى يكون هناك حشد إخواني كبير والانتصار للمناظر الذي تؤيده الجماعة والهتاف في المناظرات من أجل التأثير فيها والإرهاب النفسي لمن يناظرهم.
وأضاف "الخرباوي"، في حواره مع الكاتب الصحفي والإعلامي الدكتور محمد الباز، مقدم برنامج "الشاهد"، على قناة "إكسترا نيوز: "كل شيء في المناظرات كان مخططا له من جانبنا حتى تؤثر في الخصم وندعم الطرف الذي تدعمه الجماعة، وتحدث فرج فودة عن أن الجماعة ارتكبت بعض الأفعال التي لا علاقة لها بالإسلام ولكنهم جعلوها ترتدي ثبرئ الإسلام والإسلام منها بريء".
وأشار، إلى أن فرج فودة كان يدافع عن صحيح الإسلام في هذه المناظرة، ثم عدّد الجرائم التي ارتكبتها الجماعة الإرهابية، فقد فجرت 7 أقسام شرطة في عام 1946م، ثم فضح الجماعة وأكد أنها لم تقاتل الاحتلال الإنجليزي ولكنها قتلت المصريين واغتالت المستشار أحمد الخازندار رئيس محكمة جنايات القاهرة وأحمد ماهر باشا رئيس وزراء مصر الأسبق.
وواصل: "ما قاله فرج فودة وقتها يهز أي أحد، عندها اعتقد أعضاء الجماعة الذين بايعوا بيعة الدعوة أن كل هذه الجرائم نفذها مجرد شباب منفلت وأن هذه الجرائم لا تُحسب على الإخوان، فإذا بمأمون الهضيبي يرد ويقول نحن نتعبد لله بأعمال الجهاز السري للإخوان قبل ثورة 1952م، وعندما أصدر بعض أعضاء الجماعة إشارات تطلب من الحضور الهتاف بشعار الله أكبر، فهتفنا جميعا، وهنا ظهر لي خطر العقلية الجمعية على الفرد".
وقال المفكر والخبير في شؤون حركات الإسلام السياسي ثروت الخرباوي، إنّ الشيخ محمد الغزالي كتب كتابا في ستينيات القرن الماضي اتهم فيه حسن الهضيبي بأنه ماسونيا، ولكن الجماعة طلبت منه حذف الفصل المتضمن لهذه الاتهامات حتى يتم نشره، وودعته بأن الكتاب سيوزع توزيعا ضخما جدا، فقبل وحذف هذا الكلام.
وأضاف "الخرباوي"، في حواره مع الكاتب الصحفي والإعلامي الدكتور محمد الباز، مقدم برنامج "الشاهد"، على قناة "إكسترا نيوز: "ترك التنظيم وحكى في بعض كتبه أنه والشيخ سيد سابق كانا موجودين في المنيل والتقيا باحد مسؤولي شعب الإخوان وقال لهما إنهما خرجا من الدين بتركهما للإخوان، لكن الشيخ الغزالي سخر منه وقال إنه وسيد سابق ضحكا على ما قاله، وهاجم الجماعة واكد أنها تُكفر الناس".
وتابع، أنه عندما جرى تنصيب الشيخ حسن الهضيبي مرشدا للإخوان، اتفق الشيخ محمد الغزالي مع مجموعة من النظام الخاص الرافض للهضيبي وخرجت هذه المجموعة بعربيات واحتلت مكتب الإرشاد وأجبروا الهضبي على التنازل عن منصبه.
ثروت الخرباوي: حسن البنا كان يؤمن بالعنف المؤجل.. والنقراشي وأحمد ماهر باشا كانا وطنيين
قال الكاتب والمفكر ثروت الخرباوي، إنّه قبل أن يغادر جماعة الإخوان الإرهابية درس تاريخ الاغتيالات التي نفذتها بعدما أكد المفكر فرج فودة أن ما فعلته ليس من الإسلام في شيء في المناظرة الشهيرة بأرض المعارض، مشيرًا إلى أنها اغتالت أحمد ماهر باشا والنقراشي باشا والخازندار وغيرهم كانوا من الثائرين ضد الإنجليز وحوكموا أمام محكمة عسكرية إنجليزية في مصر، أي أنهم كانوا وطنيين.
وأضاف "الخرباوي"، في حواره مع الكاتب الصحفي والإعلامي الدكتور محمد الباز، مقدم برنامج "الشاهد"، على قناة "إكسترا نيوز: "مصطفى النحاس باشا كان محاميهم في الاستئناف وصدر حكم ببرائتهم، كنت مرتبكا جدا، وبدأت مراجعة أفكاري، وعندها وجدت أن حسن البنا قال إن العنف المؤجل عقيدة قائمة عند الإخوان ويمكنهم استخدامه ضد مجتمعهم بعدما تكتمل أدوات القوة لديهم".
وأكد، أن المشاعر تتسبب في تزييف العقول بحيث يستقبل العقل الشيء على غير معناه الصحيح، حيث سأل مصطفى مشهور وعمر التلمساني عن وجود سيفين في شعار الجماعة، وكانت إجابتاهما واحدة، وهي "سيف ينبغي أن يوجه للداخل وآخر للخارج"، حيث كانا يريان أن الناس لن يقتنعوا بمنهج الجماعة في الإسلام، ومن ثم، كان واجبا إجبار المجتمع على اعتناق أفكار الجماعة.
وأشار، إلى أن السيف الثاني فهو يعني غزو بلدان العالم، لذلك وضع البنا كلمة وأعدوا تحت السيفين في الشعار، وكان المصحف موجودا في حماية السيفين، حتى إن مصطفى مشهور قال له "الإرهاب كويس وربنا يأمرنا بأن نكون إرهابيين، وكل ذلك جعلني أتوقف إلى أن تركت الجماعة".
وقال المفكر والخبير في شؤون حركات الإسلام السياسي ثروت الخرباوي، إنّه كان من بين المتهمين في قضية قتل المفكر فرج فودة محامٍ ينتمي إلى الإخوان: "أنا أعرف هذه المحامي وحضرت معه جلسات في الإخوان، وكان يتحرك تحت غطاء الجماعة الإسلامية".
وأضاف "الخرباوي"، في حواره مع الكاتب الصحفي والإعلامي الدكتور محمد الباز، مقدم برنامج "الشاهد"، على قناة "إكسترا نيوز: "هذا المحامي أدين وحُكم عليه، لكن لم يقل أحد إنه من الإخوان، كما أنني كنت أذهب إلى جلسات المحاكمة، وخرج من السجن بعد أحداث 25 يناير 2011".
وتابع المفكر: "هذا المحامي فتح مكتبا في منطقة مصر الجديدة ولا أعرف ما إذا كان موجودا في مصر أو خارجها"، مشددًا على أن الجماعة فرحت فرحا شديدا باغتياله، حتى أن الشيخ محمود مزروعة أحد قيادات قسم الدعوة في الإخوان والشيخ محمد الغزالي ذهبا إلى محكمة الجنايات التي تحاكم المتهمين، وقال مزروعة إن هؤلاء الشباب الذين قتلوا فرج فودة وقال إنه أفتى بإقامة حد الردة على "فودة" من جانب الدولة، فإن لم تفعل الدولة ينفذه أي إنسان مسلم غيور على دينه.
ولفت الخبير في شؤون حركات الإسلام السياسي، إلى أن الشيخ محمد الغزالي زعم أن فرج فودة ارتدّ وأن ما كان يقوله يمثل ردة واضحة وظاهرة لا تحتاج إلى تأويل، وأن الدولة يجب أن تنفذ حد الردة عليه، رغم أن الشيخ الغزالي له كتب ومقالات يقول فيها إن حد الردة ليس من الدين، لكنه كان يريد الانتصار للمتهمين: "كل ذلك كان يمثل لي كارثة في المراجعات التي بدأتها منذ يناير 1992م".
ةقال المفكر والخبير في شؤون حركات الإسلام السياسي ثروت الخرباوي، إنّ الإعلامي محمد الباز اقترح عليه توثيق وتسجيل تجربته مع الجماعة الإخوان الإرهابية وكتابة انتقاداته الموجهة إليهم: "استمديت القوة من يقين محمد الباز، وكتبت 3 مقالات، أوردت فيه اعتراف مأمون الهضيبي وجود تنظيم سري للإخوان ينفذ عمليات إرهابية وعددا من الأدلة الأخرى التي أثبتت تناول إرهاب الجماعة الإرهابية".
وأضاف "الخرباوي"، أن المفكر الراحل فرج فودة كانت لديه قدرة غير عادية على توصيل الفكرة لعموم الناس بسهولة وبساطة ومنطق، لذلك كانت هناك تعليمات مشددة من الجماعة بعدم متابعته أو القراءة له.
وتابع: "كنت أقرأ بعض المقالات التي تنشر في جريدة الأحرار للمرحوم فرج فودة وكنت أجد أن هناك منطقا في الكلام الذي يقوله، وكنت أشك في دوافعه وكنت أعتقد أنه لا يريد الإسلام بسبب السخط في الجماعة عليه، ثم حدثت مناظرة بين فرج فودة من ناحية ومحمد عمارة وسليم العوا من ناحية أخرى وكان ذلك في نقابة الأطباء بالإسكندرية واكتسحهما".