خمس عشرة سنة مرَّت على رحيل محمود درويش، شاعر القضية الألمع والأكثر تعبيرًا عن المحنة الطويلة، بمرارتها الزاعقة وصوتها الخفيض.. وُلِد على أعتاب الربيع؛ لكنه لم يختبره كحال فلسطين كلها؛ إذ سرعان ما اندلع الصيف بالتقسيم، وتجدَّد لاهبًا بهزيمة يونيو وابتلاع ما تبقَّى من الجغرافيا، ولم يكن قلبه الدافئ ليرتاح للشتاء؛ فأحب الخريف واجتهد فى استنطاقه، أو مثلما يقول: «أُحبّ الخريف وظلَّ المعانى/ ويُعجبنى فى الخريف غموضٌ شَفيف». وعلى قدر ما طالت رحلته بين الفصول، سياسيًّا وحركيًّا وراويةً للحكايات، دهمه الصيف مُجدّدًا بانقسام الإخوة/ 2007، فانقضَّت الروح من عليائها وتداعى النبضُ وأَسْلم أنفاسه على عتبة خريف العام التالى. يُلخِّص «درويش» من حيث لا يعلم، وربما لا يريد، شيئًا من سيرة البلد الذى زرعه ساكنوه بالزيتون، ولم يجدوا على غصونه إلا الرصاص؛ فكان أن ساعدوا لُصوص الحقل بالاستدارة وقطاف الأحلام من عيون بعضهم.
أطالت فلسطين العَيش فى خريفها، وليس فى وسع الأصدقاء إلا التفاوض على تحسين الشُروط، أو الاجتهاد لزحزحتها نحو فصلٍ جديد؛ غالبًا لن يُنهى السرديَّة الحزينة لكنه قد يُجدِّد الأمل؛ شريطةَ أن تُريد هى ذلك وتقبض عليه بإخلاص. يقول درويش: «فى مثل هذا الخريف/ تقاطع موكبُ عُرسٍ لنا مع إحدى الجنازات/ فاحتفل الحىُّ بالميِّت والميت بالحى». ويستبسل الرفاق الآن فى سرقة بطاقة الحياة وإلصاق صفة الموت بالخصوم، بينما يشتغل المُخلصون من الأصدقاء بجدٍّ لتوزيع فُسحة الهواء على رئاتهم بالتساوى. ما تعيشه فلسطين تحت نزاع الفصائل منذ ستة عشر خريفًا جريمةٌ فى حقِّ الوطن الحلم، وما يمشى إليه الجيران، وئيدًا أو هرولة، محاولة مُخلصة لتفنيد التُّهمة وإبراء المُتهمين. ينطبق ذلك على كل جولات الحوار وتقريب الرؤى، فى القاهرة وعمَّان، وهو بالضبط ما يُمكن التطلُّع من منظاره لقمّة العلمين الثلاثية.
بين مصر والأردن كثيرٌ من عناوين الشراكة؛ لكن عندما يلتقى الرئيس السيسى بالملك عبدالله ومعهما أبو مازن؛ فإن فلسطين هى العنوان. القمَّة توكيدٌ لفظى ومعنوى لسوابقها: جرت جولة ثلاثية بالقاهرة يناير الماضى، ولقاء خماسى مع أمريكا وإسرائيل بالعقبة فى فبراير، وحلقته الثانية بشرم الشيخ/ مارس، وصولاً لاجتماع الفصائل بالعلمين قبل أسبوعين. لم تنقطع مصر عن القضية منذ بواكيرها، وقد سدَّدت ضريبة الدم حربًا وسلمًا، ولا تخلو صفحة فى كتاب فلسطين من تواقيع أمّ الدنيا؛ لكنها منذ اشتدّ الخريف، واختلط هجير الخصام بشراسة الاحتلال، كثَّفت نشاطها واحتضنت عشرات اللقاءات للتهدئة، وكذلك فعل الأردن. إذ لا أفق للبحث فى السياسى أو العسكرى، وإسناد السلطة القائمة أو السير بها لحلِّ الدولتين، من دون وفاقٍ يُمكِّن أفضل ما فى ترسانة الإخوة من أوراق قوّة، ويُخلّصهم من أسوأ ما يُقوّض جهودهم ويُهدّد مصيرهم المشترك. المشكلة أن ما نراه، وتعيشه فلسطين، من خريف طويلٍ سقيم، قد يعدّه بعض الفرقاء ربيعًا، وفق الأهواء أو ريح المصالح، وهنا تحديدًا لُبّ المُشكلة.
كان الجامع الأوطد حول الهَمِّ الفلسطينى ما جسَّده من عنوان عروبى. عدالة القضية لا شكَّ فيها، وسؤالها الإنسانى الجارح أثمن ما تواجه به العالم؛ لكن بعض المُتلاعبين سعوا إلى تقسيم «كعكة العدل» قبل أن يُقسِّموا خبَّازيها، فحملوا القضية على رياح تُفرِّق ولا تُلملم. أكبر ضربةٍ طالت فلسطين من الإسلاميين؛ إذ عندما غلّفوها بالعقيدة كانوا ينزعونها من العمومية للفئوية، ومن الحقّ المُطلق إلى التنازع النسبى، ويُحمِّلونها جريرة الاختلافات الروحية أو النفور من الأُصولية المُتطرّفة؛ ثم زاد الطين بلّة بمَذهبة الصراع وعَرقنته، فتوزَّع الدمُّ بين خناجر السنَّة والشيعة، أو بين أجندات العثمانيين والفُرس. كان تَشتُّت الولاءات وتصادمها أفدح خريف تعيشه؛ فقد تُركت للعواصف الترابية، بينما انشغلوا بكِباش الثمر واستقطار الزيت حتى النوى.. يمضى المُشيِّعون دائمًا ويتركون الحُزن لأهل المأتم؛ ولا مفرَّ من أن يعرف الفلسطينيون أن المنطقة لا تعيش فصلاً مُوحّدًا، ولا مناخاتها معزولة عن بعضها؛ لذا فقد يتخطَّف الأقوياء ألطف المواقيت ويتركونهم فى الخريف، وربما يُزيحون إليهم قيظ الصيف وزمهرير الشتاء، فلا يكون نسيم ولا دفء ولا زيتون.
يُعاد تركيب الإقليم. نمت محفظة السلام الإسرائيلية بعد اتفاقات أبراهام، وتخوض واشنطن جولات لرفع الحصيلة بعواصم وازنة. أزمة الاقتصاد تُعطِّل سياسات الداعمين، وتضغط على قنوات المزايا المُتدفِّقة للسُّلطة والفصائل، واتفاق السعودية وإيران فى بكين يُبرّد جبهاتٍ مُتأجِّجة، لكنه قد لا يخلُص من مناوراتٍ تُشعل ساحات بديلة، وحتى اللحظة لم تُثمر عودة سوريا للعرب التزامًا بمُقرّرات «جدة وعمّان والقاهرة»، أو انخراطًا جادًّا منها تحت سقف «الخطوة مقابل خطوة». ربما لا نُبالغ لو قلنا إن صراعًا عالى الحرارة يتمدّد بالمنطقة، ولدى كل طرف أولويات يحميها، ومصالح يستهدفها، ودوائر لن يتسامح فى خَرقها؛ ولعلَّ فلسطين آخر القائمة. معنى ذلك لا ينحصر فى أنها قد تُغادر الترتيبات أو تُوضع جانبًا حتى حين؛ إنما أنها ربما تتحوُّل ساحةَ اختبارٍ لموازين القوى، ويضغط بها كلُّ طرفٍ على منافسيه لحصارهم فى بقية الساحات.. تلك أزمةٌ تُنذر بالخطر؛ ولا سبيل لاتقائها إلا المصالحة ورصّ الصفوف على قاعدة وطنية، خالصةٍ من المواءمة وضيق الحسابات.
تحت هذا الشرط؛ ربما تكون مصر والأردن الوجهة المثالية لإنضاج مشروعٍ فلسطينى جديد. لا ينطلق ذلك من طول خبرتهما بالقضية وإخلاصهما العميق لها فحسب؛ إنما لأنهما خطَّا التّماس مع الباقى من الخريطة، ولهما مصالح حقيقية فى ترميم البيت المُتهدِّم؛ حرصًا على التهدئة، وتخفيفًا لأعباء انفلاتات تُكلِّفهما كثيرًا فى الأمن والاقتصاد. إنجاز حلم الدولة يرسم خطَّ دفاعٍ مُتقدّمًا لكل العرب، ويُحسِّن شروط الجوار والتعايش، كما أن الأردن معنىٌّ بوضع الضفة من زاوية الإشراف على المُقدَّسات، ومصر معنيّةٌ بالقطاع من باب اتصال الأرض والعوائل، وقد ترجمت ذلك فى وساطات التهدئة، وفى مُبادرة إعمار ضخمة بعد صدام غزّة الأخير بجيش الاحتلال. «قمّة العلمين» تُؤكّد الروابط وتُوثّقها، وتستقبل الخريف الجديد وما يفرضه من تحديات، طارئة ومُتكرِّرة، بجاهزيّةٍ وحصافة فى قراءة مُتغيِّرات المنطقة والعالم، وداخل إسرائيل.
عن الخريف، يقول درويش: «يعجبنى أنه هُدنة بين جيشين/ ينتظران المبارزة ما بين شاعرتين تُحبَّان فصل الخريف/ وتختلفان على وجه الاستعارة».. خارج القصيدة، يبدو الخلاف أكبر من نزاعات التأويل. لا يرى العالم من فلسطين إلا مُنظّمة التحرير، حتى العدو يعترف بشرعيتها مُمثّلاً وحيدًا؛ لكن فصائل فاعلة ترفضها ولا تحوز عضويّتها. الهروب من الخريف القائم يقتضى رفعَ القواعد التى كان عليها البناء، لا رسم أساسات جديدة فى الخيال؛ دونما قدرةٍ لتوقيعها على الواقع. الحادث أن «حماس والجهاد» وغيرهما يُخلصون لراياتٍ لا تخصّ فلسطين حصرًا، ويسعون لأن يكونوا عنوان المقاومة والسياسة خارج ترتيبات أُوسلو. تلك الصيغة تضع البيض فى سلَّة واحدة، وتهدى «تل أبيب» حجرًا ثقيلاً.. بات التغيير ضرورة لا فِكاك منها، والسلطة تحتاج إنعاشًا وتجديد دم، وتحتاج مدَّ جسورها المقطوعة مع غزة، بل وبعض مُخيَّمات الضفّة؛ إنما لا يجب استغلال الحاجة الوطنية لإنفاذ رُؤية فصائليّة، سواء أسموها المُمانعة أو أسميناها امبراطورية وتصدير ثورة إسلامية، من دون ذلك قد لا يمر الفصل هادئًا ورفيقًا بالبساتين وأهلها.
شهد الخريف على وثيقة الاستقلال، التى كتبها درويش وقرأها عرفات فى 1988: «مُمارسةً من الشعب الفلسطينى لحقِّه فى تقرير المصير والاستقلال السياسى والسيادة فوق أرضه؛ فإن المجلس الوطنى يُعلن: بسم الله وباسم الشعب العربى الفلسطينى، قيام دولة فلسطين».. الطقس الآن أبعد ما يكون عن الاستقلال وتقرير المصير، وقد ارتمى البعض فى التبعية ورهنوا مصائرهم طائعين. المشكلة أن خبرتنا بالخريف لا تخلو من ذكريات أليمة: اتفاق القاهرة 1969 بعد أحداث نهر البارد بلبنان، وأيلول الأسود عقب صدامٍ خشن بالجيش الأردنى، وقد أفضيا إلى دمٍ ونزوح ومشاعر سلبيّة. لم نُحسن القفز بين المواسم إلا عندما خلعنا مُراهقتنا وتحدَّثنا لُغةَ العالم: كامب ديفيد، ومؤتمر مدريد، واتفاق أوسلو ومُعاهدة وادى عربة، وكلُّها أحرزت أرضًا مغصوبةً أو مُهدَّدة، حتى لو ظلّ تمكينًا معنويًّا فى حالة الضفّة والقطاع. التحدِّى اليوم أشرس وأخطر ممَّا مضى، ولا عرفات هنا أو درويش، ولا مهرب من الاضطلاع الواثق والأمين بعبء التجربة.
كانت حكومات إسرائيل مُتطرِّفةً دائمًا؛ حتى مع الاختراقات المهمّة فى ولاية «رابين». رغم ذلك؛ فإن الحكومة الحالية قد تكون الأسوأ على الإطلاق. الصهيونية الدينية تتقدَّم وتُجاهر برغبتها فى تصفية فلسطين وحلم الدولتين، والمستوطنون يستغلّون ذلك ويُصعِّدون الهجمات كما يفعل «فتيان التلال» مُؤخّرًا، ونتنياهو يعيش محنةً تُهدّد ائتلافه ومستقبله وقد تحمله للسجن كسلفه «أولمرت»، وبين تمسُّكه بمشروعه لقَضم القضاء، ومُعاناته من ضغوط وصلت إلى الجيش؛ قد يكون غاية ما يحتاجه الآن تصعيدًا من الأرض المُحتلَّة أو خارجها، يُعيد التلاحُم ويصُفُّ الخصوم خلف قيادته. التوتُّر أول ما يجب أن يتجنّبه الفلسطينيون الآن؛ لأنه سيُوحِّد صفوف العدو، وسيدفعه لذروة الخشونة؛ إذ كلما اشتدّ السَّحق تعافت شقوقه أسرع، كما سيزيد انقسام الفصائل، ويُقلّص حضورها الشعبى، ويضغط على مواردها، ويفرض بقاءها فى خريفٍ طويل لحين مُداواة جراح المواجهة.
طال التشرذم مكانة القضية فى نفوس الجمهور. الصراحة تقتضى الإقرار بأن فلسطين لم تعد موضوع إجماع بين شباب العرب كما كانت، ولا على الدرجة نفسها من حساسية القراءة وتشاركية الرؤى بين الحكومات؛ وقد يعود ذلك لتلوينها بمساحيق الأصولية، وحشرها غصبًا خلف أجندات إقليمية مُعادية. وبازدياد وتيرة التقارب مع إسرائيل قد تفقد لافتة «الأرض مقابل السلام» معناها، حتى لو ظلَّت مرفوعة؛ إذ حلّ عنها: الأمن مقابل السلام، أو السلام مقابل السلام، أو «المصالح المتبادَلة» تأويلا نفعيًّا وتطبيقيًّا للسلام. التمادى فى الانقسام لا يُوفِّر عنوانًا معروفًا لمن يُريدون مُراسلة فلسطين، وهو لا يُبرئ ذمّة الجيران فقط؛ إنما يُثقل كاهل أهل البيت وحدهم بالذنب.. يقول درويش: «ويعجبنى فى الخريف التواطؤ بين الرؤى والعبارة»؛ لكن للأسف فإن الطقس الذى خلقته الفصائل واحتُبست فيه، يتواطؤ على الرسائل المُعلنة والمعانى المُستترة، وعلى البلد كاملاً، لفائدة أطراف لا يعنيها هجير جباليا وخان يونس، ولا طقس نابلس ورام الله.
انطلقت القمَّة من إيمانٍ «مصرى/ أردنى» بأن تبقى فلسطين تحت الضوء، ومُتوَّجةً بزخمٍ لا يذوب فى سخونة المحيط العربى. أشاد الملك وأبو مازن بمواقف القاهرة والرئيس السيسى، وتوافق الثلاثة على رؤيةٍ شاملة لا تُسقط أسباب اعتلال الداخل، ولا تُفرّط فى مفاعيل الخارج. حملت مواقف صريحة من الاستيطان والتهويد والتهجير والعنف ومُصادرة المُمتلكات وتغيير الهوية وحصار غزة وتقييد موارد السلطة، ودعت لمُساندة الفلسطينيين ودعم «أونروا» واحترام الاتفاقات وأُطر القانون الدولى، وشدَّدت على نهائية الوصاية الهاشمية ورفض اقتحام الأقصى ومساعى تقسيمه زمانيًّا أو مكانيًّا، وأشارت لقضايا اللاجئين وحق العودة، وجدَّدت تمسُّكها بالمبادرة العربية وإحياء السلام بجدولٍ واضح. أهمية الحدث أنه يُذكِّر بالثوابت والحقوق غير القابلة للتصرُّف، ويُجنِّب القضية تأثير التفاهمات الثنائية والمُوسَّعة، ويضع الفُرقاء أمام مسؤوليتهم عن استعادة الوحدة؛ إذ هى رافعةٌ لا غنى عنها لاستبقاء الملف مفتوحًا وساخنًا. ومن تلك الزوايا فقد أحرزت «ثلاثية العلمين» هدفها، وأطلقت ضوءًا لامعًا على جغرافيا، يُراد لها أن تستوطن رمادية الخريف وظُلمة لياليه المُتطاولة الكئيبة.
كانت تشابكات الإقليم حاضرةً، وتطبيب جراحات فلسطين أيضًا، واحتدام المواجهة بين القوى الإسرائيلية وأثرها على قناة اتصال تل أبيب بالبيت الأبيض؛ لا سيما أن «بايدن» يتأهب لانتخابات محفوفة بالمُغامرة. إنّما لجانب ذلك؛ نحن على موعد خريفى بالأمم المُتحدة فى دورتها العادية، وكانت السُّلطة تخلَّت عن خطوة اللجوء إليها بموجب تفاهمات العقبة وشرم الشيخ، ثم عادت عن ذلك بعد اقتحام جنين. قد يكون مُهمًّا الآن تدارُس المسارات الدولية والأُمميّة المُمكنة، واجتراح الهيئة المُلائمة لأن يُعاد تسويق القضية عليها؛ وقد باتت المنطقة مسرح تنافسٍ تتقدَّم فيه موسكو وبكين، ولهما مواقف سابقة وحالية يُمكن أن تُصرف رصيدًا فى التوازنات الدولية. بالطبع لن يتحدَّى البلدان أمريكا فى حليفتها الأقرب؛ إنما قد تصبُّ المناورة المحسوبة لصالحنا فى لعبة كسب النقاط. ويظلّ الأثر مرهونًا بأن يلعب الفلسطينيِّون أوّلاً فى فريقٍ واحد.
قمَّة العلمين تستهدف ذلك، ولقاءات مصر غرضها توحيد الفريق والملعب، بدلاً عن إهدار الجهد فى ملاعب بديلة.. إن فلسطين، وهى تستقبل خريفها الجديد؛ تتطلَّع إلى أبنائها بعين العتاب والعَشَم، ولو قرأوا الرسالة على وجهها الصحيح مرّةً واحدة، فقد يفلتون من خناق صيفٍ حارق يعيشه الإقليم والعالم، ويبتكرون خريفًا لطيفًا على أرض الزيتون.