يعرض المتحف المصرى بالتحرير أقدم متحف أثرى فى الشرق الأوسط، أكبر مجموعة من الآثار المصرية القديمة فى العالم، تمتد من فترة ما قبل الأسرات إلى العصرين اليونانى والرومانى، ومن بين القطع التى تعرض تمثال للمعبودة تاويرت.
والمعبودة تاويرت هى راعية الولادة وحامية النساء والأطفال، فى الفترة المتأخرة، الأسرة السادسة والعشرون، اكتشفت فى الكرنك.
تعد الأسرة السادسة والعشرون، أو الأسرة الصاوية أو العصر الصاوى، من أمجد الفترات التاريخية فى تاريخ مصر القديمة، خصوصًا فى العصر المتأخر، أو فى نهاية العصور المصرية القديمة.
تمثال للمعبودة تاويرت
جاء الملوك الصاويون إلى حكم مصر نتيجة هروب الكوشيين من بلاد النوبة العليا إلى الجنوب تحت الهجمات الآشورية، ثم تراجع الآشوريين لاحقًا، وبسبب ذلك، نهض المحاربون الصاويون ليحكموا مصر التى كانت دولة مجزأة سياسيًا، وملأوا الفراغ السياسي في مصر القديمة آنذاك.
ويقول الدكتور حسين عبد البصير، عالم المصريات ومدير متحف آثار مكتبة الإسكندرية، إنه على الرغم من أن مصر القديمة في تلك الفترة كانت تابعة للآشوريين، فإن مصر لم تعد خاضعة لحكم الكوشيين، وأُعيد توحيدها مرة أخرى تحت حكم مصري وطني رشيد، واستمر العصر الصاوي أو فترة الملوك الصاويين أو الأسرة السادسة والعشرين لمدة 138 عامًا منذ عام 664 إلى عام 526 قبل الميلاد.
وتابع الدكتور حسين عبد البصير: وفي عام 656 قبل الميلاد، نجح الملك بسماتيك الأول في ضم مصر العليا إلى ملكه الموحد حديثًا من خلال تعيين ابنته الأميرة نيتوكريس كزوجة إلهية مستقبلية للمعبود آمون في طيبة أو الأقصر الحالية، وبذلك تم توحيد مصر السفلى ومصر العليا نتيجة عملية سلمية في الأساس، وعلاوة على ذلك، كان الملوك الصاويون حكماء، فلم يخلعوا النخب الإقليمية في صعيد مصر من مناصبهم، لافتا إلى أن ثلثي مدة الأسرة الصاوية استغرقها حكم الملكين: بسماتيك الأول وأحمس الثانى، المعروف باسم الملك أمازيس.