بدأ توافد الفرق الهندسية المتخصة فى استكشاف الغاز والبترول على مطار رفيق الحريرى بلبنان، لاستخراج ثرواته من الغاز بحقل قانا الكائن فى البلوك 9 بمياه بالبحر المتوسط الواقعة فى نطاق حدود لبنان البحرية، والتى ظلت لسنوات محل خلاف مع إسرائيل حول ملكيتها قبل أن يتم التوصل لاتفاق فى أكتوبر الماضى بموجبه أصبح حقل قانا من نصيب لبنان، مقابل أن ذهب حقل كاريش لملكية إسرائيل.
وكانت شركة النفط والغاز الفرنسية "توتال إنرجيز" قد وقعت في يناير الماضي، اتفاق مع الحكومة اللبنانية بشأن حقل الغاز، مع دخول اتفاقية حدودية بحرية مع إسرائيل حيز التنفيذ، وقالت الشركة حينها، إنها ستعمل على بدء التنقيب في إطار مشروعها للغاز البحري في البلوك رقم تسعة في لبنان اعتباراً من 2023.
التحضيرات اللوجيستية
أكد وزير الطاقة والمياه اللبنانى وليد فياض، أن التحضيرات اللوجيستية قد انتهت والآن بدأ نقل الفرق الفنية والهندسية التابعة لشركة توتال الفرنسية إلى مواقع الحفر فى البلوك 9، حيث بدأوا منذ أمس التوافد على مطار رفيق الحريرى.
كما أكد فياض أن هذه الاستكشافات تمثل بادرة أمل كبيرة للاقتصاد اللبنانى ، حيث تستعيد ثقة المستثمرين فى قوة اقتصاد لبنان الذى عانى الكثير من المشكلات الفترة الأخيرة .
وأشار إلى أن منصة الحفر في البلوك 9 ستبدأ أعمالها وتستمر لمدة90 يوماً للوصول إلى العمق المطلوب، مشيراً إلى أن معادلة القوة فرضت الالتزام على المجتمع الدولي.
بدء التنقيب
وفى السياق نفسه، أوضح وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، علي حمية، أن باخرة التنقيب عن النفط والغاز قد وصلت أمس الأربعاء إلى البلوك رقم 9 لبدء الحفر، وذلك بعد أن أنهت سفينة "جانوس2" عملية المسح البيئي في البلوك رقم 9 من المياه اللبنانية.
وبعد انتهاء عملها وصلت السفينة إلى مرفأ بيروت، حيث تم تفقدها ميدانيا بحضور وزير الطاقة والمياه وليد فياض، ووزير البيئة ناصر ياسين، ووزير الأشغال العامة والنقل علي حمية والمدير العام لمرفأ بيروت عمر عيتاني، وممثلين عن هيئة إدارة قطاع البترول إلى جانب مسؤولين من مختلف الإدارات اللبنانية.
ثروة لبنان البحرية
شير التقديرات الأولية لوزارة الطاقة اللبنانية، إلى احتمال وجود نحو 30 تريليون قدم مكعب من الغاز و660 مليون برميل من النفط السائل، أي ما يوازي 600 مليار دولار من عائدات الغاز و450 مليار دولار من عائدات النفط.
وقد قرر لبنان تقسيم المساحة البحرية، التي تبلغ نحو 22 ألف كلم مربع (مرتين حجم لبنان)، إلى 10 بلوكات، عرض فقط البلوكين الرابع والتاسع على الشركات العالمية، وكانت المناقصة من نصيب ثلاث شركات وهي: "توتال" الفرنسية بنسبة 35 في المئة، و"قطر إنرجي" بديلاً عن "نوفوتاك" الروسية بنسبة 30 في المئة، و"إينى" الإيطالية بنسبة 35 في المئة، وذلك بإدارة شركة "توتال" التي تدير العمل والناطق الرسمي باسم الـ"كونسورتيوم".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة