تحت عنوان "بريكس وأفريقيا: شراكة من أجل النمو المتسارع والتنمية المستدامة والتعددية الشاملة بشكل متبادل"، من المقرر أن تستضيف العاصمة جوهانسبرج، قمة بريكس فى دورتها الـ15 لهذا العام فى الفترة 22 - 24 أغسطس الجارى، وتم دعوة قادة 67 دولة، و20 ممثلا لمنظمات دولية، وحتى الآن أكدت 34 دولة مشاركتها، بحسب وزيرة خارجية جنوب أفريقيا ناليدى باندور.
وسيشارك قادة الدول (الصين والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا)، وسيمثل روسيا وزير الخارجية سيرجى لافروف، بينما يشارك الرئيس فلاديمير بوتين عبر تقنية "الفيديو كونفرانس".
و"بريكس" هى اختصار لأربع دول الأعضاء هى (البرازيل وروسيا والهند والصين) BRIC وانضمت جنوب أفريقيا إلى المجموعة لاحقًا فى عام 2010، لتصبح "BRICS".
واتفقت دول المجموعة على بعض أسس إصلاح النظام المالى والنقدى الدولى، وذلك بإنشاء بنك التنمية الجديد (NDP)، برأسمال قدره 100 مليار دولار مقسمة بالتساوى بين الدول الخمس فى عام 2014، ويقوم البنك بتقديم القروض والمعونات للدول الأكثر احتياجًا.
كما قامت المجموعة بإنشاء صندوق احتياطى للطوارئ لدعم الدول الأعضاء التى تكافح من أجل سداد الديون بهدف تجنب ضغوط السيولة وأيضا تمويل البنية التحتية والمشاريع المناخية فى البلدان النامية.
وتحظى قمة هذا العام باهتمام كبير، نظرا لتلقيها طلبات من دول عدة للإنضمام إلى المجموعة، على نحو ما قال وزير التجارة والصناعة فى جنوب أفريقيا إبراهيم باتل، أن هناك طلبات من العديد من الدول على الانضمام لتجمع "بريكس" وأيضا للتواصل مع المجموعة، لأنهم يدركون أن العالم يتغير وإن هناك طاقة للنمو وللإنتاج والاستثمار والتكنولوجيا صادرة عن مجموعة "بريكس".
وأشار فى تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط إلى أن قمة "البريكس" ليست مجرد حدث تستضيفه جنوب أفريقيا باعتبارها إحدى الدول المؤسسة للتجمع بل أن انعقاد هذا الحدث بها يعبر عن القارة الأفريقية بأسرها.
وافتتح وزراء تجارة دول مجموعة البريكس (جنوب أفريقيا وروسيا والهند والصين والبرازيل) السبت معرضا تجاريا لعرض منتجات من شركات بجنوب أفريقيا ومن جميع أنحاء القارة قبيل أيام من انعقاد منتدى أعمال المجموعة المقرر فى 22 أغسطس الجارى بجوهانسبرج.
وحول فرص مساعدة دول تجمع "بريكس" للقارة الأفريقية على الانتقال إلى المزيد من التصنيع، حيث مازالت مصدرا للمواد الخام لجميع أنحاء العالم، أوضح أن هناك اتفاقات ومذكرات تفاهم تعقد مع الصين بشكل رئيسى لتقديم المساعدة من أجل زيادة الإنتاج بالقارة.
وأضاف "تقدم القارة جانبا كبيرا من المواد الخام إلى بقية أنحاء العالم، والكثير من تلك المواد مطلوبة لتصنيع بطاريات تخزين الطاقة، على سبيل المثال والتى أصبحت تنتج بالكامل فى أفريقيا الآن اعتمادا على مادة الليثيوم التى تعد جمهورية الكونغو الديمقراطية من الدول الغنية بها، وأيضا مادة الكوبالت من زامبيا، ومن ثم يكتمل التصنيع فى جنوب أفريقيا اعتمادا على ما لديها من التكنولوجيا".
وتابع أن "إنتاج هذه البطاريات بهذه المراحل المختلفة داخل القارة وتزويد العالم بها يمثل قيمة مضافة، والآن لدينا الجاهزية لفعل المزيد، ونتطلع لإنتاج المركبات والسيارات الكهربائية فى القارة الأفريقية والتى يمكن أن تصدر ليس إلى داخل أفريقيا فحسب بل إلى جميع أنحاء العالم".
وفى السابق قال سفير جنوب أفريقيا لدى مجموعة "بريكس" أنيل سوكلال، أن مجموعة بريكس ستناقش تعميق استخدام العملات المحلية فى التجارة بين الدول الأعضاء فى قمة بريكس، وهى خطوة تلقى ترحيبا من المؤسسات الاقتصادية العربية.
وأضاف سوكلال، فى مقابلة بمكتب وكالة بلومبرج فى جوهانسبرج، أن المحادثات ستركز على قضايا من بينها إنشاء نظام مدفوعات مشترك، مؤكدا أنه من المرجح تشكيل لجنة فنية لبدء النظر فى إصدار عملة مشتركة محتملة.
وأكد سوكلال، لا توجد خطط لمناقشة استبدال الدولار كعملة عالمية بحكم الأمر الواقع.وأوضح سوكلال، أن "التداول بالعملات المحلية مطروح على جدول الأعمال".
وتابع سوكلال، "لا يوجد بند فى جدول أعمال بريكس يتعلق بالتخلى عن الدولار، بريكس لا تدعو إلى التخلى عن الدولار، وسيظل الدولار عملة عالمية رئيسية، هذه حقيقة واقعة".
وقبيل القمة قال رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامفوزا أن قمة تجمع "البريكس"، تأتى فى خضم موقف دولى متوتر، بسبب الحرب الروسية الأوكرانية؛ وهو ما انعكس على بلدان القارة الأفريقية ومصالحها وجعل من أفريقيا، ساحة لحروب دبلوماسية لا تتوقف بين الغرب وروسيا والصين؛ تتعالى فيها سخونة المنافسة على المصالح وتعزيز النفوذ فى أفريقيا الغنية بمواردها الطبيعية.
ودعا رئيس جنوب أفريقيا فى مقابلة أجراها مع "القناة الأفريقية المستقلة (إيه.أى.تى)" التى تبث فى العاصمة النيجيرية (أبوجا) - إلى استثمار مناخ التنافس الدولى لتعظيم مكاسب أفريقيا، وذلك من خلال بناء شراكة استثمارية بين دول القارة وبريكس.
وقال أن القمة ستركز على دعم اهتمام دول بريكس بأفريقيا وقضاياها التنموية وكذلك تلك المتعلقة بالاستثمارات وهو ما يحتاج إلى مناخ مستقر على المستوى الوطنى فى بلدان القارة.
وفى يونيو الماضى التقى وزراء خارجية دول بريكس فى كيب تاون بجنوب أفريقيا تحضيرًا لقمة الزعماء المرتقبة، لمناقشة الأدوات التى تمتلكها الكتلة للتخلص من هيمنة النظام الاقتصادى العالمى، تضمنت المحادثات مناقشة الاستخدام المحتمل للعملات البديلة لحماية بنك التنمية الجديد التابع للكتلة من العقوبات، وإزالة الدولرة فى التجارة على نطاق أوسع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة