قال الكاتب والباحث رفعت سيد أحمد متخصص في شؤون الحركات الإسلامية، إنّ نزول المصريين في 30 يونيو 2013 كان ثورة على حسن البنا والتشكيلات الأولى للتنظيم الخاص للإخوان في الثلاثينيات وحقبة الأربعينيات، وكانت ثورة على الذين اغتالوا النقراشي والعنف في التاريخ واستخدام العنف في الحكم وإقصاء الآخرين.
وأضاف "أحمد"، في حواره مع الإعلامي محمد الباز مقدم برنامج "الشاهد"، المذاع على قناة "إكسترا نيوز"، أنّ المصريين ثاروا على تاريخ الإخوان، أي أنها كانت ثورة تاريخية، فقد كانت الحاجة تاريخية أكثر من كونها صداما في لحظات.
وتابع الكاتب والباحث، أنّ خروج المصريين للشوارع في 30 يونيو كانت ثورة على موروث كبير من كراهية الآخر واختطاف الوطن من أجل وضعه داخل تنظيم، وليس تنظيما في إطار وطن، بالإضافة إلى أنها ثورة على مفاهيم وفلسفة في الحكم وروح الثأر والانتقام من المختلفين.
وقال الكاتب والباحث رفعت سيد أحمد متخصص في شؤون الحركات الإسلامية، إنّ حادث اغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات تصادف مع نهايات دراسته في المرحلة الجامعية واستعداده للانضمام للقوات المسلحة المصرية، مؤكدًا أن هذا الحدث جلل وغيّر أشياءً كثيرة في تاريخ مصر، وكان مفصليا بالنسبة إليه، وبخاصة أنه كان له هوى صحفي وإعلامي.
وأضاف "أحمد"،: "هذا الحادث جعلني أتساءل عما جرى، فقد كانت هذه الجماعات والرئيس السادات بينها تحالف وتم إخراجها من السجون، ونحن شهود في الجامعات على مساحة الحرية التي أعطيت لهم".
وتابع الكاتب والباحث: "هذه التيارات كان لها سيطرة قياسا بالحركات اليسارية والناصرية التي كنا ننتسب إليه، وهذا الحدث الكبير دفعني إلى إعادة القراءة والاهتمام بدءً من أول الثمانينيات، حيث انضممت إلى القوات المسلحة وأصبحت ضابط احتياط في أكاديمية ناصر العسكرية العليا التي تعتبر معقلا من معاقل الفكر الاستراتيجي والكتب الزاخرة في تاريخ مصر، واندمجت في فكرة القراءة والبحث في تلك الحركات التي قتلت رئيس دولة، عندئذ بدأت أهتم بالتاريخ".
وواصل: "كان أستاذي الدكتور علي الدين هلال أحد دوافعي لقراءة هذا التاريخ، وأعددت ماجستير عن علاقة الدين والدولة في مصر الناصرية بكل تفاصيلها، وذلك منذ عام 1952 حتى عام 1970، وبخاصة الصدام مع الإخوان".
و قال الكاتب والباحث رفعت سيد أحمد متخصص في شؤون الحركات الإسلامية، إنّ حادث مقتل القيادي الشيعي حسن شحاتة قبل 7 أيام من ثورة 30 يونيو 2013 كان له دلالات مخيفة، موضحًا: "حدثت أيضا عشرات الحرائق للكنائس في مصر، ومن ثم، فقد كان هناك الرفض للآخر الديني والسياسي واستخدام لغة ومناهج وأساليب الإقصاء ضده وصولا إلى الصدام مع الناس ومؤسسات الدولة، أي أن صدام الإخوان كان مع تاريخ ومجتمع".
وأضاف "أحمد"، أنّ خروج الناس كان رفضا لهذا الخيار التاريخي الذي كان مرسوما وفقا لمخططات الإخوان على الأقل 500 سنة تحكم فيها هذه الجماعة مصر ولا تتداول السلطة، مشيرًا إلى أنه تناول هذا الأمر وكتب مقالا بعنوان "عدى النهار" في أبريل 2013.
وتابع الكاتب والباحث: "في مقال عدى النهار كنت أسقط قصيدة الراحل المبدع عبدالرحمن الأبنودي التي صاغها عشية حرب 1967 وقلت إن الإخوان هم المغربية، وأن الشعب سيخرج منه نهار ونور قريبا، وكان ذلك إحساس مثقف وإنسان وواحد من الناس، فاتصل ليلا مكتب الإرشاد يهدد، وقال لنا مدير مكتب المرشد في الليلة ذاتها إحنا قاعدين 500 سنة على الأقل، أنت رجل تعيش في برج عاجي، وكل ما تقوله تُرهات".