الحضارة المصرية القديمة مليئة بالحكايات والأسرار، التى يتم الكشف عنها من خلال العديد من الأبحاث والحفائر التى تقوم بها الدولة المصرية، متمثلة فى وزارة السياحة والآثار، وسوف نتناول خلال التقرير التالى أنواع السراديب وأوضاعها المختلفة ووظيفتها في مصر القديمة.
نجد في مقابر الجيزة التي من عهد بناة الأهرام فكانت توضع التماثيل في حجرات بنيت خصيصًا لها وراء الباب الوهمي، وفي مقبرة الكاهن المرتل "كاعبر" المعروف بشيخ البلد، وضع تمثاله وتمثال زوجته في كوة عريضة في الجدار الجنوبي لحجرة خارجية ربما كانت مقصورة.
أما في عهد "حسي" كانت التماثيل توضع في نهاية حجرة القربان، وفيما بعد أصبحت للتماثيل حجرة خاصة منفردة في قلب المصطبة بالقرب من حجرة القربان.
وفى موسوعة مصر القديمة للدكتور سليم حسن ذكر أن الواقع في عهد الأسرتين الخامسة والسادسة كانت حجرات التماثيل توضع في أي جهة من جهات القبر، كما يستدل على ذلك من السراديب التي عثر عليها في حفائر الجامعة المصرية بأهرام الجيزة، إذ نجد سراديب في الجهات القبلية والشرقية والبحرية والغربية، غير أنها جميعًا كانت بالقرب من الباب الوهمي أو حجرة الدفن.
وقد عثر للكاهن الأعظم "رع ور" على أكثر من خمسين سردابًا ومقصورة، بعضها مكشوف، وبعضها مغطى، وبعضها في واجهة المصطبة نفسها، والسرداب بالمعنى الحقيقي المعروف لنا هو حجرة مشيدة من جهاتها الأربع ومسقوفة وليس فيها أي منفذ غير ثقب صغير يمكن لزائر المصطبة أن يرى التمثال منه، وهذا الثقب يوضع في الجدار الخارجي للسردات، ويختلف ارتفاعه من سطح أرض الحجرة باختلاف حجم التمثال، فإذا كان التمثال صغيرًا عمل في أسفل الجدار، وإذا كان مرتفعًا عمل في أعلى الجدار بحيث يمكن أن يراه الناظر كله، وأحيانًا يكون في السرداب عدة تماثيل في صف واحد فيكون عدد الثقوب بقدر عدد التماثيل وهكذا. يضاف إلى ذلك أن هذا الثقب كان من وظائفه أن يوصل البخور لتمثال المتوفى.