"لا يمكن أن يبدع الخائفون" هذه المقولة الشهيرة للعالم الجليل الراحل أحمد زويل، والتى تليق بما نراه فى العلمين الجديدة، بعدما رأينا ضخ كم كبير من الإبداع، لا يمكن مقارنته مع الوقت الذى دشن فيه أكبر حدث ومهرجان فى العالم خلال الفترة الأخيرة، قوة وجراءة وسير نحو النجاح بشكل سريع، يجعل كلا منا يفتخر ويشعر بأنه جزء مهم من تكوين تاريخ كبير للأجيال القادمة، لست بصدد كتابة موضوع عن وصف المدينة أو تاريخها أو احتلال العلمين من جديد صدارة المشهد فى مصر، بل سأحاول وصف الحالة التى صنعتها العلمين بداخل المصريين قبل الأجانب.
المدينة الجديدة التى تم إنشاؤها فى ظل تنافس عالمى حول استغلال الدول لمواردها الطبيعية، واستغلال رقع كبيرة من الأراضى مهملة على مر العصور، فى ظل تكدس عمرانى رهيب وحيازة مدن ودول بعينها على موارد السياحة والترفيه بشكل حصرى، الأمر الذى أدى لالتفات الدولة المصرية حكومة وشعباً لتلك المعضلة.
إنشاء مدن جديدة واتساع الرقعة العمرانية ليست رفاهية، بل إنها محاولة لتنظيم الدولة والاستفادة الكاملة من مواردها الحقيقية المهملة، العلمين مجرد نموذج لمدن جديدة تم إنشاؤها وتعميرها مما أدى لنزوح المواطنين إليها، بسبب الهدوء والتنظيم وفرص العمل الجديدة التى وفرتها تلك المدن.
وعلى رأسها التجارة والصناعة والزراعة والسياحة، لم تتوقف الدولة عن الاهتمام بالاتجاهات الاستراتيجية للدولة، من السلوم للعريش ومن أسوان لإسكندرية، لوضع أقدام المصريين فى أقطار مصرية جديدة تزيد من أهمية مصر إقليمياً ودولياً.
تلك المدن أصبحت حلقات وصل تجارى واقتصادى وثقافى أيضا، فلم تقتصر على اتجاه واحد دون سواه، مما يجعل الدولة المصرية حاليا ومستقبلاً هدفا استراتيجيا للاستثمار، ومركز قوة حقيقى بالعلم والمعرفة.
العلمين مجرد مدينة، مدينة حولت التراب إلى ذهب، ولكنها استطاعت تصدر المشهد بدعاية بسيطة، وليس القوة الكاملة للدعاية الحقيقية التى تنتهجها بعض الدول، تصدرها جاء من أهمية موقعها التاريخى والطبيعى، وسهولة الوصول إليها، واستطاعة كافة المصريين التمتع بها وبجميع تفاصيلها.
مدينة العلمين نموذج فاق التوقعات فى النجاح، يحتاج منّا نحن المصريين الدعم بكافة صوره، يحتاج منا الإشادة بنجاحه، والمساهمة فى إنجاحه أكثر فأكثر، فليست العلمين وحدها هى من ستفوز فى النهاية، بل سيكون الفوز حليفنا نحن المصريين، وسنحتفل مستقبلاً بنجاحات مدن جديدة أخرى مصرية، بنيت وعمرت بالمصريين وللمصريين.