أعشق فصل الصيف، أُحِب شهر أغسطس ، أحتاج للشمس والهدوء أكثر من أي شيء آخر، أشعُر بالسعادة وأنا أرى الأطفال يلعبون فى رمال الشواطى، لدى علاقة وطيدة مع البحر وأجلس أمامه أتأمل أمواجه، فى كل مرة وأنا أتأمل تلك الأمواج أسرَح بخيالى، وأفُكر فى موضوعات كثيرة، لكنى هذه المرة ظللتُ أُفكِر فى الأحداث التى مَرَت فى شهر أغسطس الحالى، لأن جميعها أحداث سارة ومُبهِجَة وإيجابية، مرت أيام شهر أغسطس أمامى كشريط ذكريات أجدنى سعيدة وأنا أسرِده، "مهرجان العالم علمين" جعل الحياة تَدُب فى شرايين منطقة الألغام بعد أن تحولت إلى مدينة الأحلام والسياحة والفن، "مهرجان القاهرة للدراما" أُقيم فى "العلمين" تحت شعار ( ٦٠ سنة دراما ) بمجهود ضخم من "الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية" جعلنى أقول: عظيمة يا "مصر" بـ فَنِك وفنانينِك وأعلامِك وأقطابِك ومشاهيرِك وروادِك من صُناع الدراما الذين أثروا العالم العربي كله بأعظم الأعمال الدرامية على مدار عقود، المسابقات الرياضية والثقافية التى نظمتها وزارتا الشباب والثقافة جعلت من "العلمين" محط أنظار الجميع، لقاءات "الرئيس السيسي" فى "العلمين" مع قادة عرب وزعماء دوليين ومسئولين أوربيين كبار جعلت من العالم كله يلتفِت لما حدث فى "العلمين" من تَحَوُل وتطور وصل لكل العالم بشهادة جميع وسائل الإعلام العالمية.
أعترِف بأن كل هذا أسعدنى للدرجة التى جعلتنى اتمنى بأن يكون العام بأكمله مثل شهر أغسطس، لكن أبى شهر أغسطس أن يرحل إلا وأنا وجميع أفراد الشعب المصرى فى قمة سعادتنا بعد إعلان "بريكس" انضمام مصر لعضويتها بداية من يناير القادم، كانت سعادتى لا تُوصف، بصراحة : طيرت من الفرح، وقُلت: اللهم احفظ مصر وأهلها واجعل لنا فى كل خطوة نخطوها للأمام سلاماً، فقد كان "أهل الشر" ينتظرون حدوث مطبات وعثرات اقتصادية ليشمتوا ويُشَهِروا ويُشوِهوا كل شيء إيجابي، لكن الله أحبط أعمالهم وخذلهم ونصرنا بالحصول على عضوية "بريكس" وهى العضوية التى وَصفها البعض بأنها "جاءت فى وقتها".. لكن البعض يتساءل: ما هى "بريكس"؟ وما هى الفوائد التى تعود علينا من جراء الانضمام لها؟
وبدون تعقيد هذا رأيي بعد أن تابعت باهتمام بالغ كل ما كُتِب عن "بريكس" فى معظم وسائل الإعلام العالمية، سواء صحف أو مجلات اقتصادية أو تقارير عُرِضت فى قنوات إخبارية دولية، إن "بريكس" التى تضم 5 دول هُى: "البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا" أقوى من مجموعة الدول السبع الكبرى ( G 7 ) وهُم : "أمريكا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا وبريطانيا وكندا واليابان"، وبعد انضمام كل من "مصر والسعودية والإمارات والأرجنتين وإثيوبيا وإيران" لِتَجَمُع "بريكس" أصبح يُنافس ( G 7 ) بقوة فى الثروة وعدد السكان والاقتصادية، فإنتاج "بريكس" يبلغ ( ٣١٫٥ ٪ ) من الناتج العالمى ولديهم ( ٤١ ٪ ) من سكان العالم ، بينما إنتاج ( G 7 ) يبلغ ( ٣٠٫٧ ٪ ) من الناتج العالمى.
ما قرأته فى كبرى صحف العالم وما شاهدته فى كبرى فضائيات العالم عن إيجابيات انضمام مصر لـ "بريكس" يدعو للفخر ، فقد قالوا عن "مصر" إنها انضمت نتيجة علاقاتها الخارجية الناجحة مع الدول الأعضاء، ولِثقلها السياسى فى الشرق الأوسط وتعداد سكانها الذى يُعد قوة بشرية لا يُستهان بها وتعتبر سوقاً اقتصاديا ناجحاً له مكانته.. وستستفيد "مصر" بزيادة حجم التبادل التجارى وستبعد عن الضغوط الغربية وستُحقق التوازن وستفتح أسواقاً جديدة وستُنمى أسواقها القديمة وستزيد الإستثمارات والصادرات ويعتبر ذلك بمثابة الخطوة الأولى فى سبيل التخلص من هيمنة الدولار
التفكير فى مصر وشئونها وأحوالها واقتصادها وسياستها وعلاقاتها وخطواتها ومُستقبلها شيء أساسي لدى كل مصرى غيور على بلده ، وتفكيرى فى كل شيء إيجابي حدث لمصر خلال شهر أغسطس الحالى جعلنى أُردد أغنية الرائعة "داليدا" (كلمة حلوة وكلمتين حلوة يا بلدى، غنوة حلوة وغنوتين حلوة يا بلدى)، فالتفكير فى مستقبل مصر أصبح عادة لدى، والأخبار الإيجابية البناءة عن بلدى أصبحت مصدر سعادة بالنسبة لى، وبالرغم من أننى أعلم بأن (المستقبل بيد الله) إلا أننى أتمنى كل الخير لبلدى الذى يستهدفها أهل الشر لكننا عاقدون العزم على أن نكون دروعاً بشرية للتصدى لهؤلاء الأشرار حتى نتجنب شرورهم ونتقدم للأمام، وكما قال الله عزوجل فى كتابه الكريم (فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ).. يا رب