ما الذي ستشتريه إذا كان لديك ما يكفي من النقود الفائضة لشراء 294 منزلاً متوسط السعر في بريطانيا، أو 176 سيارة رولز رويس فانتوم، أو أسطولًا مكونًا من 11 طائرة من طراز ليرجيت؟. في يونيو، قرر أحد جامعي التحف المجهولة من هونج كونج أن لديه استخدامًا أفضل لمبلغ 85.3 مليون جنيه إسترليني، واشترى اللوحة الأخيرة لجوستاف كليمت، "سيدة ذات مروحة"، التي رسمها عام 1917 والمستوحاة من المطبوعات الخشبية اليابانية ومليئة بالرسومات والزخارف الشرق آسيوية، ووصفتها هيلينا نيومان، رئيسة دار سوثبي في أوروبا، بأنها "جولة فنية مليئة بالتجارب التي تتخطى الحدود، واعتبرتها قصيدة صادقة من الجمال المطلق"، وحطم المزاد في لندن الرقم القياسي لأغلى عمل فني تم بيعه في مزاد في أوروبا، والذي كان يحمله في السابق منحوتة جياكوميتي، والتي بيعت مقابل 65 مليون جنيه إسترليني في عام 2010.
ويعد معرض فريز الفني، الذي يقام في ريجنت بارك كل عام ويعود في أكتوبر، بمثابة نقطة جذب للمليارديرات، لدرجة أن دور المزادات فى العاصمة تحدد الآن موعد مبيعاتها الكبيرة لتتزامن مع ذلك المعرض.
وخلال معرض العام الماضي، حققت دور كريستي وفيليبس وسوثبي معًا مبيعات بلغ مجموعها 165 مليون جنيه إسترليني، "وهذا إلى جانب الملايين التي انتقلت إلى الفن المعاصر داخل خيام فريز الخاصة".
وحاول فنان الشارع بانكسي ذات مرة التعليق بشكل ساخر على عبثية السوق، عندما دمر لوحة الفتاة ذات البالون نفسها في إطارها بعد عرض بقيمة مليون جنيه استرليني في دار سوثبي للمزادات في عام 2018. لكن لفتته الساخرة لم تؤدي إلا إلى تضخيم ظاهرة بانكسي بشكل أكبر وبعد ثلاث سنوات، بيعت اللوحة الممزقة جزئيًا بمبلغ 18.6 مليون جنيه إسترليني.
ما الذي يدفع هذه المبيعات؟ أبسط إجابة هي أن الفن استثمار آمن، ووفقا لديلى تليجراف البريطانية فذات يوم ادعى فرانسوا بينولت، مؤسس شركات السلع الفاخرة ومالك العلامات التجارية أن مديري صناديق التحوط ذات الإنفاق الضخم كانوا يرفعون أسعار الأعمال الفنية بشكل مصطنع حيث قال لصحيفة الفن في عام 2009: "جزئيًا، كان تضخم سوق الفن في السنوات الأخيرة مدفوعًا بما أسميه جامعي الأعمال الفنية الجدد الذين اعتبروا الفن في المقام الأول استثمارًا وليس شغفًا حقيقيًا".
ولكن حتى مديري صناديق التحوط بعد مرور 14 عاماً، وما زالوا لاعبين رئيسيين في سوق الفن يترددون في تصنيف مشترياتهم الشخصية على أنها استثمارات حكيمةإنهم يحبون التأكيد على حبهم للفن أيضًاولنتأمل هنا كيف يصف مدير صندوق التحوط الملياردير جيه توميلسون هيل السبب الذي دفعه إلى شراء الأعمال الفنية: "إن أول ما يتبادر إلى ذهني هو "هل هذا الأمر يصيبني بالقشعريرة؟ هل هذا شيء أرغب في النظر إليه كل يوم وبنفس الحماس الذي أشعر به؟" بعد عام من الآن أو بعد عامين من الآن؟"
ويعد الفن الأصلي بمثابة إغراء لأنه يسمح لك بامتلاك ما لا يستطيع أي شخص آخر امتلاكه، وقد قال الفيلسوف الألماني والتر بنجامين في عام 1936: في عصر إعادة الإنتاج الميكانيكي، يتم تقدير التفرد على نحو لم يحدث قط عندما كان كل شيء مصنوعاً يدوياً يحمل الفن بشكل خاص ما أسماه بنيامين "هالة" الفردية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة