كتبت مقالة عن ظاهرة المطرب الملحن علي جزئيين، وفي الجزء الثاني تناولت قصة عن أغنية " نوره " التي غناها فريد الأطرش في فيلم " لحن حبي "، وكانت في البداية ملحنة خصيصا للعندليب، وكانت لدي مصادر في هذه القصة هي حكاية لمودي الموجي، الذي قيل أنه ابن الملحن الكبير محمد الموجي، والمعلومة والتصريح كانت من مصدر اعتقدت أنه موثوق ، وهو بالمناسبة موسوعة غنائية معروفة لا داعي لذكر اسمها ، ووجدت أيضا تصريحات باسم مودي الموجي في أحد المواقع الفنية .
لم تنتهي هنا القصة ولكن بعد نشر المقالة الأخيرة، حالفني الحظ وقرأها استاذنا الناقد الكبير طارق الشناوي، الذي اصفه بـ " جبرتي الفن المصري " بما يعرفه من قصص وحكايات بعضها عاصره وبعضها سمعها من مصادرها الخاصة ونسبة التوثيق والمصداقية والحقيقة في قصص أستاذنا طارق الشناوي وحكاياته الفنية تصدقها بنسبة 100% .
المهم هاتفني أستاذنا طارق الشناوي وقال لي أنه يشك في قصة أغنية " نوره " وأنها لحنها فريد للعندليب وقال " جبرتي الفن المصري " نصا : دخلت بيت الموجي في العباسية ولم أجد في أولاده اسم " مودي " فأولاده ثلاثة هم : أمين والموجي الصغير ويحيي الموجي ، والقصة المنسوبة عن أغنية " نوره " التي لحنها فريد للعندليب قصة مختلقة واعتقد لا أساس لها من الصحة ، وهذه الأغنية نسج حولها الكثير من القصص ومنها أن فريد كتبها من أجل نريمان التي أحبها، وبعد طلاقها من الملك رفضوا زواج فريد منها وقالوا : كيف تتزوج من الملك ثم تتزوج بعدها من فريد .
أما قصة أن أغنية " نوره " لحنها للعندليب أكاد أجزم أنها قصة مختلقة، وذلك بالمنطق لأن الأغنية قدمها فريد عام 1953، أي انها لحنها مثلا في نهاية عام 1952 ، ووقتها كان عبد الحليم نكرة ومجهول، ولم يذكر في كتب التاريخ ان فريد هو من اكتشف عبد الحليم.
أما اغنية "الربيع" فقد أكد لي شاعر الأغاني مأمون الشناوي وحكي لي أنها كتبت لأم كلثوم بالفعل، ومنها أغنية " حبيب العمر " ولكن أم كلثوم كانت دائمة تطلب التغيير في الكلمات والشاعر الكبير عمي " مأمون الشناوي " كان يرفض ، وكانت المسافة ما بين بيت ام كلثوم وفريد 100 متر في حي الزمالك ، فكان عمي يذهب لفريد ويمنحه الأغاني لأنه صديقه المقرب .
لكن لا ذكر علي الإطلاق أنها عرضت علي العندليب ، ولكن هناك أغاني عرضها فريد علي العندليب ، ومنها مثلا أغنية " يا وحشني رد عليا " التي عرضها فريد علي عبد الحليم ولكن الأخير رفضها، فمنحها فريد لمحرم فؤاد كنوع من الانتقام فقد منحها لمنافسه وقتها ، وفي تلك الأغنية سنجد محرم يتقمص روح فريد في الأداء، فدائما ألحان فريد تجد روحه طاغية في الأداء، وهناك أغاني أخري أيضا عرضها فريد علي العندليب ولكن لم يكتمل التعاون بينهما.
تصحيح الأستاذ طارق الشناوي واجب فهو كما ذكرت مصدر ثقة وشاهد علي عصر فني عاشه وقابل وحاور نجومه، لذلك فكل معلومة لديه هي مصدر ثقة، فهو بطبعه مدقق ومصحح ولا يقول معلومة إلا بعد توثيقها أو مراجعتها بالمنطق ، ولذلك فانا أتوجه له بالشكر علي تصحيح المعلومة فهو حقا " جبرتي الفن المصري " .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة