كنت في زيارة أمس السبت لمشروع توشكى بجنوب غرب مصر ، وهو المشروع الذى يمكن الاعتماد عليه بشكل كبير في الفترة المقبلة خاصة في ملف الأمن الغذائي، ورغم مشقة اليوم و درجة الحرارة المرتفعة، إلا أننى على الصعيد الشخصى كنت سعيدا للغاية بالزيارة، متذكرا بتلك الأجواء الفترة التي عشت فيها بمحافظة الوادى الجديد لفترة تزيد على 14 عاما، أحمل فيها أجمل الذكريات لأهلها الطيبين الذين يحملون درجة عالية من النقاء اتساقا مع الصحراء المتسعة أمامهم، و بين توشكى والوادى الجديد اتصالا جغرافيا، ومتاخمة في الظروف والمستقبل.
و خلال الزيارة التي ننشر تفاصيلها على موقع وجريدة اليوم السابع، كان لدي سؤالا جوهريا، لماذا توشكى في ذلك الوقت، وهى المحسوبة شعبويا على مرحلة سياسية ولت، و ربما التصريحات الصادرة عن السيد الرئيس السيسى تجاوب عن ذلك السؤال بكل مصداقية، باعتبار أن المصلحة القومية ومصلحة المواطن لا يمكن المتاجرة فيها، و أن التوجه لتوشكى هو توجه بعد دراسة موضوعية حول مدى الاستفادة وجدواها في تلك الفترة، و مع ذلك السؤال وخلال مدة الزيارة التي نظمتها إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة، بجهد ملحوظ، ومتابعة ممتازة، ورفقة من ضباطها على أعلى مستوى من التعاون والمرونة والاستماع ، كانت المفاجأة السعيدة للغاية من رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضى الصحراوية، الذى تحدث إلى الرئيس السيسى هاتفيا في نهاية جولتنا، وفتح الحديث معنا مباشرة عبر الهاتف.
حديث الرئيس معنا هاتفيا ونحن على أرض مشروع توشكى يحمل رسالة مباشرة في المقام الأول، ورسائل غير مباشرة، فأما الأولى فهى متابعة الرئيس السيسى المتواصلة لكل شبر على أرض مصر، حتى أنه يتواصل معنا هاتفيا للوقوف على مشاهدتنا الميدانية، وكذلك حرصه على فتح باب للزيارات مستقبليا، ولم تكن هذه المرة الأولى التي يتحدث فيها الرئيس السيسى لزوار مشروع توشكى، فقد تحدث للطلاب ضمن حملة " شوف بنفسك" قبل عد أسابيع وفى نفس المكان تقريبا، و بخصوص الرسائل غير المباشرة التي أقف عليها هي أن الدولة المصرية بقيادتها السياسية لن تتراجع خطوة في شرح وتقديم المعلومات من أرض الواقع وبشكل فيه مكاشفة شديدة وصدق أشد، و يفعل ذلك رئيس الدولة بنفسه، وينسحب ذلك على كثير من المسئولين، وهى الرسالة التي تفرض علينا أمانة النقل، وعدم الركون في مساحة أداء المهمة بشكل روتينى، لأن الآثر العظيم للتذكير تأتى قيمته على الوطن بأكمله، كما أن الرسالة الأخرى التي أراها في غاية الأهمية هي فكرة أن الدولة مرنة في تصوراتها، ويمكنها أن تطورخططها في أي سياق طالما دعت المصلحة الوطنية لذلك، بالإضافة إلى أن تواصل الرئيس السيسى مع كل القيادات في الدولة هى رسالة لكل المسئولين أنفسهم بضرورة فعل ذلك النهج، حتى يكون هناك قدوة متصلة بين الجميع.
ومن الرسائل أيضا التي يمكن استبصارها في حديث الرئيس السيسى للإعلاميين والصحفيين في مدينة توشكى، هى فكرة الإجابة عن الأسئلة مهما كانت، وهو ما قام به بعض الزملاء من أسئلة، وتجاوب معها السيد الرئيس باجابات وافية وكافية، ولعل جوهر القصة الأساسى في الزيارة والاتصال الهاتفى، تؤكد على أن المسئولية والأمانة والإخلاص في تنفيذ المهام، يجب أن يكون بحب وشغف وتفكير وإبداع لايصال المعلومات للجمهور بكافة تنوعاته، وهو ما يجب تجديد العهد فيه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة