ما أفسده الإنسان تجنى ثماره الطيور.. فهى تدفع ضريبة التغيرات المناخية المتسارعة التى تسبب فيها الإنسان، فراحت تفقد بيئتها الطبيعية التى تُعد ملاذها الآمن على سطح الكرة الأرضية، جراء الأنشطة المدمرة التى قام بها الإنسان دون مراعاة الحفاظ على البيئة.
البطريق الإمبراطور
يأتى البطريق الإمبراطور الذى يقطن القارة القطبية الجنوبية، فى مقدمة الطيور التى تواجه خطر الإبادة نتيجة انخفاض الجليد بالقارة إلى مستويات قياسية، ما أدى إلى نفوق الآلاف من فراخ البطريق الإمبراطور فى أربع مستعمرات فى القارة القطبية الجنوبية، وفشل كارثى فى عملية التكاثر.
وقد أظهر تحليل صور الأقمار الصناعية تفكك الجليد البحرى المستقر عادة واختفاء المستعمرات فى وقت لم تكن فيه الكتاكيت قد نما ريشها المقاوم للماء بعد.
مستقبل غامض
وفى هذا السياق، أكد باحثون أمريكيون، أن طيور البطريق الإمبراطور تواجه مستقبلا غامضا فى ظل الاحتباس الحرارى لأنها تعتمد بشكل كبير على الجليد البحرى، والذى من المتوقع أن يتراجع مع ارتفاع حرارة محيطات العالم، مشيرين إلى فشل التكاثر فى بحر بيلينجسهاوزن بشكل غير مسبوق، حيث ذاب الجليد البحرى الموجود أسفل الكتاكيت وتكسرت قبل أن تتمكن من تطوير الريش المقاوم للماء اللازم للسباحة فى المحيط، حيث لوحظ نفوق كارثى لفراخ البطريق الإمبراطور فى القطب الجنوبى، ويقدر عددها بنحو 10000 طائر صغير.
جفاف بحيرات تونس
ومن القارة القطبية إلى تونس، لم تختلف الآثار التى تركتها التغيرات المناخيى كثيرا، خاصة أنه خلال الأيام القليلة الماضية تجاوزت درجة الحرارة فى تونس 49 درجة مئوية، فى علامة على فصول الصيف الأكثر حرارة التى رافقت فى السنوات الأخيرة فصول شتاء أكثر جفافًا حيث ضرب تغير المناخ شمال إفريقيا.
وتعانى البحيرات والبحيرات الساحلية فى تونس من الجفاف والسخونة الزائدة، مما يعرض النظام البيئى للخطر، ويعطل أسراب الطيور المهاجرة التى تستخدم الأراضى الرطبة كمحطة على الطريق بين إفريقيا وأوروبا، فتونس تقع فى البحر المتوسط باتجاه صقلية، على طريق الهجرة الرئيسى لمئات من أنواع الطيور وأراضيها الرطبة الكبيرة هى ملاذ للطيور الخواضة التى تسافر شمالًا عبر الصحراء أو جنوبًا من القطب الشمالى وشمال أوروبا.
فقد تركت بحيرة أريانا الواقعة خارج العاصمة تونس مساحة متصدعة من الطين الجاف، وجزرها الصغيرة التى عادة ما تعشش فيها الطيور الآن محاطة بالرمال ومجردة من الحياة بعد شهور من الجفاف وموجة حارة شديدة.
وبالنسبة لبحيرة سيجومى، حيث كانت المياه دائمًا أكثر موثوقية، نصف فارغة، أسراب طيور الفلامنجو تلقى بظلالها الوردية الباهتة عبر رقعة من الأراضى الرطبة مع ارتفاع ضواحى تونس على التل الخلفى، وتحيط منطقة سجومى وعشرات البحيرات الكبيرة الأخرى والبحيرات الداخلية بالساحل التونسى خلف الشواطئ الذهبية الطويلة حيث يسافر السياح الأوروبيون فى الصيف.
وأكد خبراء بيئة تونسيون من بينهم، الناشطة البيئية راضية حداد، إنها المرة الأولى التى أرى فيها بحيرة سيجومى تجف بهذه الطريقة، فهذا العام يحمل كارثة بيئية بسبب الجفاف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة