صندوق النقد: تغير المناخ يؤدى لتفاقم الصراعات وتزايد حدة الفقر بالبلدان الهشة

الأربعاء، 30 أغسطس 2023 04:44 م
صندوق النقد: تغير المناخ يؤدى لتفاقم الصراعات وتزايد حدة الفقر بالبلدان الهشة صندق النقد الدولى -أرشيفية
أ ش أ

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نشر صندق النقد الدولى تقريرا مفصلا، اليوم الأربعاء، يتناول فيه التغيرات المناخية وأثرها على تفاقم الصراعات وتزايد حدة الفقر فى العالم فى بعض الدول الهشة والمتضررة بالنزاعات.

 

وسلط التقرير، الذى نُشر على الموقع الرسمى لصندوق النقد الدولي، الضوء على بعض الإحصاءات الهامة، حيث أشار إلى أن نحو واحدة من كل خمسة بلدان فى العالم تعتبر بلدان هشة ومتضررة من النزاعات، وأن هذه البلدان تأوى مجتمعة ما يقرب من مليار شخص ونحو 43% من فقراء العالم.

وباستخدام نهج مبتكر، توصل التقرير إلى أن أوجه الهشاشة الكامنة فى تلك البلدان؛ والمتمثلة في: الهشاشة المناخية، وجود صراعات، والاعتماد المتزايد على الزراعة المطرية، وكلها أمور تؤثر على بعضها البعض، مما يؤدى إلى تفاقم التأثير السلبى على الأشخاص والاقتصادات.

وأشار التقرير إلى أن البلدان الهشة والمتضررة من النزاعات سوف تعانى بشكل متزايد من آثار التغير المناخى؛ لأسباب منها: موقعها الجغرافى واعتمادها على الزراعة. فمنذ عام 1980 تواجه تلك البلدان ظواهر مناخية متطرفة مدمرة بمعدل سنة واحدة من كل أربع سنوات، مع وجود وقت قليل لديها للتعافى بشكل كامل قبل وقوع كارثة جديدة، كما تواجه هذا البلدان بالفعل درجات حرارة أكثر ارتفاعا من البلدان الأخرى، كما ستكون أكثر عرضة للحرارة الشديدة فى المستقبل.

وتشير التوقعات إلى أن تغير المناخ سيؤدى إلى إطالة الفترات التى ترتفع فيها درجات الحرارة بشكل ملحوظ، الأمر الذى يعرض صحة الإنسان للخطر، وبحلول الأعوام 2040-2059، ستواجه هذه البلدان درجات حرارة مرتفعة تتخطى الـ35 درجة مئوية لمدة 61 يوما فى السنة، وذلك مقارنة بـ 15 يوما فقط من أيام الحرارة المرتفعة التى تواجهها الدول الأخرى فى ظل سيناريو الانبعاثات المرتفعة.

وسوف يؤثر تغير المناخ أيضا على البلدان الهشة والمتضررة بالنزاعات بسبب الاعتماد المفرط على القطاعات التى تعتمد على المناخ؛ لاسيما الزراعة، فضلا عن هشاشة البنية التحتية الحضرية؛ بسبب دفع السكان إلى مناطق عُرضة للفيضانات والانهيارات الأرضية، ناهيك عن الوصول المحدود إلى مياه الشرب الآمنة والصرف الصحي.

كما حذر التقرير من أن خسائر الناتج المحلى الإجمالى فى البلدان الهشة والناجمة عن الصدمات هى أكثر حدة واستمرارية مقارنة بغيرها من البلدان، حيث من المقدر أن تصل الخسائر التراكمية فى الناتج المحلى الإجمالى على المدى القريب بنحو 4% فى تلك البلدان بعد مرور ثلاث سنوات من حدوث حدث مناخى متطرف ومدمر، وذلك بالمقارنة بنحو 1% فى بلدان أخرى

وعلى المدى الطويل، تبين أن ظروف الجفاف المتفاقمة لها تأثير أكبر وأكثر استمرارا فى المناطق الهشة والمتضررة بالنزاعات مقارنة بالمناطق غير الهشة، مما يعنى أن الدخل فى تلك البلدان سوف يتراجع أكثر فأكثر عن البلدان الأخرى، كما من شأن تفاقم ظروف الجفاف فى البلدان الهشة أن يؤدى إلى خفض نمو نصيب الفرد من الناتج المحلى الإجمالى الحقيقى كل عام بمقدار 0.2% فى حال تطبيق سيناريو الانبعاثات المنخفضة، و0.4% فى ظل سيناريو الانبعاثات المرتفعة. وبحلول عام 2060، سيكون نصيب الفرد من الناتج المحلى الإجمالى الحقيقى فى البلدان الهشة أقل بنسبة 5% بموجب سيناريو الانبعاثات المرتفعة مقارنة بسيناريو الانبعاثات المنخفضة.

كما من شأن الجفاف أن يؤدى إلى زيادة الجوع فى المناطق الهشة عن مستوياته المرتفعة بالفعل. وتبين أن إنتاج الأغذية فى البلدان المتأثرة بالنزاعات أكثر حساسية لظروف الجفاف على المدى الطويل بمرتين مقارنة بالبلدان غير المتأثرة بالنزاعات. ويرتبط تدهور ظروف المناخ أيضا بالضغط المتصاعد والمستمر على التضخم فى البلدان الهشة، حيث يمثل الغذاء حصة كبيرة من استهلاك هذه الدول.

وبالنظر إلى المستقبل، فإن انخفاض إنتاج الأغذية وارتفاع الأسعار فى ظل سيناريو الانبعاثات المرتفعة من شأنه أن يدفع أكثر من 50 مليون شخص إلى الجوع بحلول عام 2060

ومن اللافت للنظر أيضا أن ما يقرب من 95% من اللاجئين، و86% من النازحين داخليا، و20% من المهاجرين على مستوى العالم قد نشأوا فى البلدان الهشة والمتضررة بالنزاعات، فعلى الرغم من أن النزوح القسرى والهجرة لهما عدد من دوافعهما المعقدة، إلا أن تغير المناخ يشكل عاملا متزايد الأهمية، ضمن تلك الدوافع.

وخلص التقرير إلى تبيان كيف تؤدى مصادر الهشاشة المختلفة لدى البلدان الهشة والمتضررة من النزاعات؛ بما فى ذلك هشاشة التأثر بالتغيرات المناخية والتضرر من النزاعات والاعتماد بشكل رئيسى على الزراعة فى إنتاج الأغذية، على تضاعف تأثير الصدمات المناخية وتزايد معدلات الفقر.

وأخيرا نوه التقرير إلى أن صندوق النقد الدولى يعمل على تكثيف دعمه للبلدان الهشة والمتضررة بالنزاعات فى التعامل مع التحديات المناخية من خلال تقديم المشورة المصممة بعناية بشأن السياسات والتمويل وتنمية القدرات. كما يقدم صندوق النقد الدولى المساعدة الفنية والتدريب التى من شأنها أن تساعد البلدان المتضررة من النزاعات والصراعات على تحسين المهارات لديها المتعلقة بالمناخ وإدارة المخاطر بشكل أفضل.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة