أكرم القصاص

السيسى والبرهان.. مصر واستعادة مسار السياسة بالسودان

الأربعاء، 30 أغسطس 2023 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم تتوقف مصر عن تأكيد دعمها ومساندتها للشعب السودانى، والسعى المستمر لوقف الصراع، والدفع نحو مسارات سلمية تجنب الأشقاء أى آثار سلبية، من هنا فإن الزيارة التى قام بها الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السودانى، لمصر، تحمل الكثير من الإشارات المهمة، حيث إن البرهان اتخذ مصر أول محطة فى جولته الخارجية، منذ بداية الأزمة. 
 
الجولة والزيارة تحمل إشارات إيجابية عن قرب انفراج الأزمة بفضل الجهود التى بذلتها مصر منذ اللحظات الأولى لاندلاع الصراع بين الأشقاء بالسودان، حيث تحرص الدولة المصرية على حفظ التوازن والتعامل بدقة مع كل معطيات ملف تعرفه جيدًا، بحكم العلاقة التاريخية، والاستراتيجية، بجانب أن مصر منذ اللحظة الأولى اتخذت مسارات متعددة، من ناحية دعم الشعب السودانى وتسهيل دخول المساعدات، واستضافة الأشقاء الفارين من الصراع، مع السعى لوقف الحرب، وفى مايو الماضى أمام قمة مجلس السلم والأمن الأفريقى، أعلن الرئيس السيسى، أن مصر مستعدة للوساطة بين الفرقاء، مع مواصلة الاتصال بين الأطراف المختلفة، الدولية والإقليمية، لإيقاف الصراع فى أسرع وقت والعودة للمفاوضات، ووجه الرئيس نداءً لاستعادة الهدوء والجلوس على مائدة الحوار بين كل الأشقاء فى السودان، كما أكد أن الجهود فى إطار الاتحاد الأفريقى، تكمل مسارات أخرى، ومن ضمنها جامعة الدول العربية التى أقرت، فى قمتها الأخيرة، تشكيل مجموعة اتصال وزارية عربية، للتعامل مع الأزمة، وكذا جهود «تجمع الإيجاد» والاتفاقيات التى تم توقيعها فى مفاوضات «جدة».
 
اللقاء بين الرئيس السيسى والفريق أول البرهان بالعلمين الجديدة، شهد استعراض تطورات الأوضاع فى السودان، والتشاور حول الجهود الرامية لتسوية الأزمة حفاظًا على سلامة وأمن السودان الشقيق، على النحو الذى يحافظ على سيادة ووحدة وتماسك الدولة السودانية، ويصون مصالح الشعب السودانى الشقيق وتطلعاته نحو المستقبل، كما تناول تطورات مسار دول جوار السودان، حيث رحب رئيس مجلس السيادة السودانى بهذا المسار الذى انعقدت قمته الأولى فى مصر الشهر الماضى. 
كانت قمة دول جوار السودان، عقدت فى 12 يوليو الماضى، وانطلقت من الاحترام الكامل لسيادة السودان وسلامة أراضيه وعدم التدخل فى شؤونه، واعتبار النزاع الحالى شأنًا داخليًا، والحرص على استعادة الاستقرار والحفاظ على الدولة الوطنية حتى تتمكن المؤسسات من القيام بدورها لمعالجة تداعيات الأزمة وتعويض ما فات.
 
وكان هدف القمة وضع آليات بمشاركة دول الجوار، لتسوية الأزمة بصورة سلمية، بالتنسيق مع المسارات الإقليمية والدولية الأخرى انطلاقًا من حرص الرئيس عبدالفتاح السيسى، على صياغة رؤية مشتركة لدول الجوار المُباشر للسودان، واتخاذ خطوات لحل الأزمة وحقن دماء الشعب السودانى، وتجنيبه الآثار السلبية التى يتعرض لها، والحفاظ على الدولة السودانية ومُقدراتها، والحد من استمرار الآثار الجسيمة للأزمة على دول الجوار وأمن واستقرار المنطقة، ويطالب الرئيس الأطراف السودانية بتغليب لغة الحوار والتوافق الوطنى، وإعلاء المصالح العليا للشعب السودانى الشقيق. وفى البيان الختامى الذى ألقاه الرئيس عبدالفتاح السيسى، بمؤتمر دول جوار السودان اعتبر أن وضع حلول عملية قابلة للتنفيذ لوقف القتال فى السودان، هى مفتاح الحل للأزمة، وصياغة رؤية مشتركة لدول الجوار المُباشر للسودان، لحل الأزمة وحقن دماء الشعب السودانى، وهى رؤية تقوم على خبرة مصر وعلاقاتها ورؤيتها المستمرة تجاه وقف أى صراع والانخراط فى مسارات سياسية.
 
فى لقائه مع البرهان، أمس، بالعلمين الجديدة أكد الرئيس السيسى، على موقف مصر الثابت والراسخ بالوقوف بجانب السودان، ودعم أمنه واستقراره ووحدة وسلامة أراضيه، خاصةً خلال الظروف الدقيقة الراهنة التى يمر بها، أخذًا فى الاعتبار الروابط الأزلية والمصلحة الاستراتيجية المشتركة التى تجمع بين البلدين الشقيقين.
 
الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، أشاد بالمساندة المصرية الصادقة للحفاظ على سلامة واستقرار السودان فى ظل المنعطف التاريخى الذى يمر به، خاصةً من خلال حُسن استقبال المواطنين السودانيين، وتقدير بلاده للدور الفاعل لمصر بالمنطقة والقارة الأفريقية. 
 
رئيس مجلس السيادة السودانى، شدد على أن القوات المسلحة السودانية ليس لديها أى نزعة للاستيلاء على السلطة أو أى نزعة للاستمرار فى حكم السودان، وأكد «نطمئن كل أصدقاء السودان وجيرانه، بأننا ماضون فى السعى لإنهاء الحرب واستكمال المسار الانتقالى الديمقراطى وإقامة انتخابات حرة ونزيهة فى نهاية المسار الانتقالى لكى يختار الشعب السودانى من يحكمه».
 
بالطبع فإن تصريحات «البرهان» تؤكد الرغبة فى إنهاء الأزمة، والانخراط بالمسار السياسى، وتنفى الكثير من الدعايات التى تدفع لإشعال الصراع، وبالطبع سوف تسهم الجولة السودانية فى توضيح الصورة، وهو ما تحرص مصر على تأكيده بأن الخلاف سودانى داخلى يحله السودانيون، مع أهمية حفظ وحدة واستقرار السودان.
 
p.8

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة