حورمحب "نحو 1323-1295 ق. م" هو آخر ملوك الأسرة الثامنة عشرة، وكان قائدًا للجيش -قبل صعوده إلى العرش- فى عهد توت عنخ آمون "حوالي1336-1327 ق.م."، وحمل ألقاب أخرى مثل "نائب الملك في كامل الأرض"، وتم دفنه في نهاية المطاف في وادي الملوك بما يليق بمكانته الملكية، لكن قبل ذلك كان حورمحب بنى مقبرة أخرى فى سقارة.
تلك المقبرة هى الأكبر فى جبانة الدولة الحديثة جنوبي الطريق الصاعد للملك أوناس (حوالي 2375 - 2345 ق.م)، مثل المقابر الرئيسية الأخرى في تلك الجبانة، وتبدأ المقبرة بصرح يسبق فناءين مفتوحين يليهما الحجرات الداخلية للمقصورة، حيث كانت تتم ممارسة طقوس تقديم القرابين لحور محب، أما الحجرة الوسطى فكان يعلوها هريم وهو رمز شمسي للبعث وإعادة الولادة، وكانت حجرة الدفن الواقعة تحت الأرض يتم الوصول إليها من خلال بئر عمودي مقطوع عبر أرضية الفناء الداخلي. وقد تم اكتشاف بقايا عظام لجنين إلى جانب هيكل عظمي لأنثى ربما كانت "موت نجمت" زوجة حورمحب في مقبرته بجبانة منف وهو ما دل على أنها لم تستخدم، كما ذكرت وزارة السياحة والآثار.
مقبرة حور محب
تشمل النقوش التى تزين تلك المقبرة مناظر تصور حورمحب وهو يقوم بنشاطاته، حيث يظهر مجموعة من ممثلي الحكام الأجناب وهم يتوسلون أمام توت عنخ آمون، بينما يظهر حور محب بدور الوسيط. وهناك منظران يدلان على مدى مكانته الرفيعة حتى قبل صعوده إلى العرش، حيث يظهر متبوعًا بصفوف من الأسرى الأجانب وهو يتقلد مكافأته وهي ذهب الشجاعة من قبل توت عنخ آمون نفسه، فكان يتم منح ذهب الشجاعة من قبل الملوك لمسئوليهم مقابل خدماتهم الاستثنائية. كما تم تزيين المقبرة بمناظر جنائزية أيضًا ، منها طقسة فتح الفم.
لم يكن موقع تلك المقبرة معروفًا، حيث تم اكتشافها في أوائل القرن التاسع عشر ضمن العثور على الجبانة من قبل لصوص المقابر وتجار التحف الذين سرقوا وباعوا ما عثروا عليه للمتاحف وجامعي التحف بالخارج. ولم تكن تلك السرقات مقصورة على التماثيل وغيرها من القطع المنقولة فحسب، ولكن تمت إزالة أجزاء كاملة من جدران المقابر ولم يتم تسجيل أي منها. وقد تأثرت مقبرة حورمحب بشكل خاص، حيث اندثر مكانها. ولحسن الحظ ، تمت إعادة اكتشافها مرة أخرى ضمن جبانة الدولة الحديثة في عام 1975.