تتداول أسعار الذهب بالقرب من أعلى مستوياتها في شهر وسط تزايد التوقعات بتوقف البنك الفيدرالي المؤقت عن رفع الفائدة خلال اجتماع سبتمبر القادم، وذلك بعد المزيد من البيانات الاقتصادية الضعيفة عن الولايات المتحدة الأمر الذي زاد من فرص مكاسب الذهب على حساب الدولار وعوائد السندات، حيث تتداول أسعار الذهب الفورية اليوم الخميس وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند المستوى 1944 دولار للأونصة، مرتفعة بنسبة 0.1% منذ بداية جلسة اليوم، وذلك بعد أن سجلت يوم أمس اعلى مستوى منذ شهر عند 1949 دولار للأونصة لتسجل ارتفاع يوم أمس بنسبة 0.3%.
ارتفعت أسعار الذهب منذ بداية الأسبوع بنسبة 1.6% في طريقه لتسجيل ارتفاع للأسبوع الثاني على التوالي، بينما خلال شهر أغسطس لا يزال الذهب منخفض بنسبة 1% وذلك بعد أن قلص من خسائره الكبيرة خلال الشهر والتي دفعته لتسجيل أدنى مستوى منذ 5 أشهر عند 1884 دولار للأونصة
من جديد جاءت البيانات الاقتصادية الأمريكية لتصب في صالح تداولات الذهب، فقد صدر يوم أمس مؤشر ADP لوظائف القطاع الخاص الأمريكي عن شهر أغسطس ليظهر تراجع الوظائف الجديدة إلى 177 ألف من القراءة السابقة 371 ألف، بينما سجل الناتج المحلي الإجمالي عن الربع الثاني نمو أقل من المتوقع بنسبة 2.1% من القراءة السابقة بنسبة 2.4%.
عملت البيانات الضعيفة عن النمو وعن قطاع العمالة لزيادة التوقعات أن الاقتصاد الأمريكي بدأ يظهر علامات على الضعف وهو الأمر الذي من شأنه أن يقلل من فرص رفع الفائدة خلال اجتماعات البنك القادمة في 2023
تسببت البيانات مرة أخرى في اضعاف الدولار الأمريكي مقابل سلة من العملات الرئيسية وفقاً لمؤشر الدولار، فقد انخفض الدولار يوم أمس بنسبة 0.3% وسجل أدنى مستوياته منذ أسبوعين، وذلك قبل أن يتعافى اليوم ويسجل ارتفاع بنسبة 0.2% ليعوض جزء كبير من خسائره يوم أمس.
من جهة أخرى وسعت عوائد السندات الحكومية الأمريكية من خسائرها ليسجل العائد على السندات لأجل 10 سنوات أدنى مستوى في 3 أسابيع عند 4.087% منخفضة منذ بداية الأسبوع بنسبة 3%.
الأسواق تقوم حالياً بتسعير احتمال بنسبة 90% أن يثبت البنك الفيدرالي أسعار الفائدة دون تغيير خلال اجتماعه القادم في سبتمبر، بينما تراجع احتمال رفع الفائدة في اجتماع نوفمبر ليصبح بنسبة 41.2% مقابل 54.9% يرى أن البنك سيثبت الفائدة أيضاً في اجتماع نوفمبر.
ضعف الدولار وتراجع عوائد السندات الأمريكية أهم عاملين وراء تعافي أسعار الذهب هذا الأسبوع، ولكن البيانات الاقتصادية الهامة لم تنتهي بعد هذا الأسبوع، فاليوم يصدر مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الجوهري وهو مؤشر التضخم المفضل لدى البنك الفيدرالي، وأي تغير إيجابي في هذا المؤشر كفيل بأن يدفع الذهب إلى التراجع من جديد ليخسر جزء كبير من مكاسبه.
وتترقب الأسواق غداً تقرير الوظائف الحكومي عن الولايات المتحدة عن شهر أغسطس، وقد شهد التقرير العديد من المفاجآت قبل ذلك وكان تأثيره سلبي على الذهب، لذلك تبقى المراهنات على الذهب في حالة من عدم اليقين خاصة أن الاتجاه الهابط لا يزال يسيطر على تداولاته.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة