إبن محافظة البحر الأحمر من عامل رخام إلى قائمة الـ 2% من العلماء الأكثر تميزا وتأثيرا عالميا، أما إن تحدثنا عن العزيمة ، فقد استحوذ الجين المصرى عليها بقوة ليوجه أنظار الدنيا ، إلى هذا البسيط المتواضع بالإمكانات و الذى من ناحية أخرى يمتلك طاقة هائلة من التحدى و الإصرار و مخزون فطرى من الإبداع والابتكار فريد من نوعه.
لكنها العقبات و المعوقات التى عادة ما تحول دون تحقيق الحلم بأرض الوطن إذ أن هناك من المفسدين الذين لا يرجون خيراً لهذا البلد لطالما استقرت أوضاعهم ببقاء الحال على ما هو عليه. أما الآن، فقد حان الوقت لتستفيد بلادنا من إبداعات أبنائها وبناتها الذين بات تفوقهم و إسهاماتهم العظيمة ملء الأسماع و الأبصار بكافة بقاع الأرض، و عودة للحديث عن بطل التريند المصرى بمقال اليوم:
"الدكتور أحمد ابراهيم الشريف" إبن الصعيد و الذى بدأت رحلته الملهمة، من عامل رخام إلى عامل بمقهى لتقديم الشاى إلى (مدرس بجامعة الملكة البريطانية)، إلى قائمة الـ 2% من العلماء الأكثر تميزا وتأثيرا عالميا، إليكم بالسطور القادمة رحلة أحمد إبراهيم من الصعيد لـ إنجلترا:
==========
ولد إبراهيم بقرية أم الحويطات بالبحر الأحمر وانتقل بعدها برفقة أسرته الفقيرة إلى سفاجا، وبدأ رحلة العمل منذ أن كان طفلا فى العاشرة من عمره، وفى المرحلة الابتدائية قاده الفضول إلى الذهاب مع والده إلى منجم فوسفات بباطن الأرض، ليرى كيف يعمل أباه فى مهنة تكسير الجبال، وهناك عاش أصعب أيام عمره مع الحرارة التى لا تطاق.
و بعد خروجه من النفق تولد داخله الحلم وبدأت مسيرة الإصرار على النجاح، والتحق بورشة للرخام لم ترحم ضعفه، فتشققت يداه من أثر استخدام الجير وأصيب بجـروح قطـعية فى اليد نتيجة استخدام الشنيور، وظل يتنقل بين حرفة وأخرى حتى جاءت المرحلة الجامعية وأصبح يقدم الشاى لرواد إحدى المقاهى واجتهد فى مذاكرته إلى جانب عمله فى الكافتيريا حتى تخرج فى جامعة جنوب الوادى كلية العلوم وكان الأول على دفعته.
ثم بدأ ابن الجنوب بتحدى نفسه، وظل بالمقهى حتى تسلم قرار تعيينه معيدًا، فواصل التفوق وحصل على الماجستير فى الكيمياء، وقدم على بعثة دراسية قصيرة إلى بريطانيا فقابله المشرف بالاستـهانة من لهجته الصعيدية وخاطبه حسب روايته كالتالى:
«قول يا صعيدى بالعربى ملكش دعوة بالإنجليزى» ليبهره الآخر بإتقانه اللغة الأجنبية ويبدع فى الإجابة على أسئلة المشرفين ويحظى بفرصة السفر لجامعة فكتوريا بإنجلترا. استمر فى التألق ونشر بحثًا أبرز نبوغه وعرضت عليه جامعة الملكة منحة كاملة للدكتوراة، وأنهى رسالته وأبحاثه وعُين أستاذًا فى بريطانيا، وتمر الأيام وتتقلب الأحوال ويأتيه بحث للإشراف عليه مقدم ممن استهان به قبل سفره، ليسطر واحدة من أهم قصص الكفاح والنجاح.
أسس أحمد إبراهيم قناة على يوتيوب تحمل اسم «علم تيوب» يتابعها أكثر من 2 مليون شخص، ويقول ، إنها أهم شىء فى حياته، لأنه ينشر من خلالها علمه الذى تعلمه طيلة السنوات الفائتة حتى يستفيد منه الشباب المصرى، ويكون بذلك استطاع أن يقدم شيئا لوطنه الذى يعيش فى قلبه ويصاحبه أينما ذهب.
يقول الدكتور أحمد:
أول ما وصلت انجلترا من 10 سنين .. كنت طالب دكتوراة فى جامعة الملكة وأكيد المرتب مش كفايه لو معاك عائلة لازم تشتغل شغلانة تانية .. وعلشان الانجليزى كان على قدة مفيش شغل اضافى هيقبلك بسهولة .. لذلك رحت مطبخ الجامعة وقدمت انى اشتغل معاهم فى الضيافة .. وكنت بشتغل فى المطبخ فى غسيل الاطباق لمدة 3 سنين.. اجمل فترات الدكتوراه واللى كتبت فيها ورقة النيتشر اللى نشرناها لما كنت باخد فترة الراحة اللى كانت تقريبا ساعة .. كنت بطبع الابحاث واقرأها فى الوقت ده لاننا كنا بنخلص شغل متأخر الساعة ممكن 2 بالليل ومعايا شغل فى المعمل الصبح بدرى ..
لذلك لما احتفلت بيا جامعة الملكة بنشرى ل 100 بحث دولى . .. ,أول ناس فكرت احتفل معاهم فى الجامعة كانوا فريق المطبخ الجميل وانى فخور انى واحد منهم، وبرضه علشان من الامانه انى اقولكم انى الواحد مننا وخصوصا الناس الشقيانه .. النجاح بياجى بعد تعب ومجهود، لكن فى الاخر ربنا بيكرم وافتكروا دايما وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا… صدق الله العلى العظيم
اى حد بيفكر انه فاشل ودى نهايته ،ده كان نفس احساسى والله لما سافرت من مصر فى 2012 .. بعد أربع سنين تعب وشغل ومعافرة والنتيجة صفر من الابحاث .باحث فاشل .. انا كنت متأكد ان توفيق ربنا هياجى طالما الواحد بيشتغل على نفسة ومش مقصر وقبل ده كله يكون قريب من ربنا .. وسبحان الله أسافر فى 2012 وانا صفر فى نشر الابحاث والان وصلت لنشر 100 بحث دولى فى جامعة الملكة كأصغر دكتور فى القسم يوصل للرقم ده من النشر الدولى فى مجلات عالمية .. سبحان الله تحول الباحث الفاشل .. الى متميز .. .. لا تتضايق يا صديقى ... فى آيه بحبها جداا فى سورة يوسف ..وشايف انها ممكن تلخص حاجات كتير فى حياتنا ...إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِين ... صدق الله العلى العظيم
تلقى الدكتور أحمد إبراهيم، صاحب الـ 37عاما، دعوة من الولايات المتحدة للمشاركة بأبحاثه فى قمة المناخ المنعقدة بمدينة شرم الشيخ بحضور زعماء العالم، وكتب الدكتور أحمد على صفحته قائلًا: «الصعايدة فخر لمصر لأنهم رمز الشهامة والجد والابتكار» إذ أنه قد تم اختيار الدكتور أحمد إبراهيم الشريف ضمن قائمة الـ 2% من العلماء الأكثر تميزا وتأثيرا عالميا.
إلى لقاء غير منقطع مع نموذج جديد للتريند المصرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة