دراسة تبرز تفاصيل ديمومة العلاقات المصرية اليونانية وتطورها لتعاون نموذجى

السبت، 05 أغسطس 2023 12:00 ص
دراسة تبرز تفاصيل ديمومة العلاقات المصرية اليونانية وتطورها لتعاون نموذجى المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية
كتبت إيمان على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تعد العلاقات المصرية اليونانية نموذجًا فريدًا للتعاون متعدد الأوجه والاتجاهات بين الدول الأوروبية والعربية، وكذا مثالًا مهمًا للشكل الذي ينبغي أن تكون عليه العلاقات بين دول حوض البحر الأبيض المتوسط، الطابع التاريخي لهذه العلاقات ربما يرتبط بشكل أو بآخر بالحضارات التي قامت على أراضي كلا البلدين، والتي جعلت جذور العلاقات بينهما تعود إلى نحو 300 عام قبل الميلاد، وهو ما أسهم -بجانب الروابط الجغرافية والاقتصادية والروابط الإنسانية التي نُسجت بين الشعبين نتيجة وجود جاليات كبيرة من كلا البلدين على أراضي البلد الآخر- في تشكيل هذا النموذج من العلاقات الإيجابية والبناءة بين القاهرة وأثينا.
 
وكشفت دراسة للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن العلاقات بين مصر واليونان تلقت دفعات كبيرة إلى الأمام منذ عام 2014، فقد وضعت القاهرة نصب أعينها تقوية علاقاتها على كافة المستويات مع جيران الشمال (اليونان – قبرص)، في إطار من الصداقة والعلاقات الودية التي تشمل التعاون في كافة المجالات الاقتصادية والسياسية والعسكرية، وقد نجحت مصر بشكل كبير في تقديم نموذج حي لكيفية التعايش والتعاون بين دول حوض البحر الأبيض المتوسط، وهو ما تعزز بالتقارب الملحوظ في الرؤى خلال السنوات الأخيرة، بين مصر واليونان، تجاه الملفات الإقليمية والقضايا الأساسية الملحة.
 
وأكدت الدراسة أن الملفات التي تحظى باهتمام كلا الدولتين، على المستوى الاقتصادي والسياسي والأمني، والتي تتنوع بين ملف الهجرة غير الشرعية ومكافحة الإرهاب، وملف أمن الطاقة، والملفات الإقليمية المرتبطة بالأوضاع السياسية في عدد من الدول من ليبيا غربًا إلى سوريا شرقًا، وصولًا إلى ملفات التعاون الثنائي بين البلدين؛ تفرض جميعها على مصر وأثينا تعزيز العلاقات الحالية بينهما، ونقلها إلى آفاق أوسع وأرحب، في ظل حالة التعاون والتضامن التي تسعى القاهرة إلى تعميمها في حوض البحر الأبيض المتوسط، وهو ما إن تم بشكل كامل سينعكس بشكل إيجابي على الحالة العامة في دول هذا الحوض على كافة المستويات.
 
وتعد القمة المصرية اليونانية التي احتضنتها مدينة العلمين الجديدة، بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس أحدث نتائج ودلائل هذه العلاقات المميزة بين الجانبين، خاصة أن هذه الزيارة تعد الأولى لرئيس وزراء اليونان للمنطقة، بعد إعادة انتخابه وتشكيل حكومته الجديدة.
 
 
وذكرت الدراسة أنه انعقدت حتى الآن تسع قمم ثلاثية سابقة بين الدول الثلاث، كانت الأولى في شهر نوفمبر من عام 2014 بالعاصمة المصرية، فيما انعقدت القمة الثانية في أبريل من العام التالي 2015 في قبرص، ثم القمة الثالثة في ديسمبر من العام نفسه في أثينا، والقمة الرابعة في القاهرة في أكتوبر 2016، وانعقدت القمة الخامسة في شهر نوفمبر عام 2017 في قبرص، ثم القمة الثلاثية السادسة في اليونان في أكتوبر عام 2018، والقمة السابعة في القاهرة في أكتوبر عام 2019، ثم القمة الثلاثية الثامنة في نيقوسيا في أكتوبر 2020، ثم القمة التاسعة في اليونان في أكتوبر 2021.
 
وأكدت أنه لم تكن هذه القمم سببًا في تعزيز واستمرار التعاون الثنائي والثلاثي بين الدول الثلاث فقط، بل أسهمت أيضًا في تنفيذ قرارات مهمة على المستوى المحلي والإقليمي، من أجل دفع التعاون بين قارتي أفريقيا وأوروبا في مجالات النقل والتجارة والطاقة، وهو محور ظل أساسيًا في المناقشات بينهم.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة