قال الناشر أحمد رشاد، إن قانون حماية الملكية الفكرية يحمي ما ينتجه الإنسان، وليس ما ينتجه الذكاء الاصطناعى، وبالتالى فإن من ينبغي عليه أن يتخوف هو من سيعتمد على الذكاء الاصطناعي كبديل للإبداع.
وقال الناشر أحمد رشاد، المدير التنفيذي فى الدار المصرية اللبنانية، خلال تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" إن القضية التى تطفوا على السطح في عالمنا العربي، والعالم أجمع، هى قضية الذكاء الاصطناعى، وحقوق الملكية الفكرية، ولكنني قد أبدو مختلفا مع بعض الآراء، وكأن الذكاء الاصطناعى ظهر من عدة أشهر، وهو ما أكرره دائما، فما ينبغي الحديث عنه هو المرحلة الجديدة من الذكاء الاصطناعى، والتطور الذى يشهده، لأن الذكاء الاصطناعى موجود منذ أكثر من عشرين عاما، ومرتبط بصناعة النشر، ولدينا العديد من الجامعات التى تعمل بنظام معين يساعدها في معرفة إذا ما كانت المادة العلمية مسروقة أم لا، ومن الذى يمكلها، ولدينا تقنيات الدعاية والسوشيال ميديا، والعديد من البرامج الخاصة بعالم النشر، هى فى الأساس مرتبطة بالذكاء الاصطناعى.
وقال أحمد رشاد: أرى أن الذكاء الاصطناعى سلاح ذو حدين، فهو له العديد من المزايا، وله عيوب، ولا اعتقد أنه سوف يشكل خطرا على صناعة النشر، إلا في حالة إذا ما تغيرت القوانين، لأنه حتى اللحظة التى نتحدث فيها، لا توجد قوانين في أي دولة بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية تحمى أي مادة مصنوعة بالذكاء الاصطناعى، وقانون الملكية الفكرية يحمي فقط تلك المادة التى صنعها الإنسان فقط، فبالتالى هذا هو أول خطر قد يهدد أي شخص قد يلجأ للذكاء الاصطناعى كبديل عن الإبداع.
وأضاف أحمد رشاد: ولهذا أرى أن الذكاء الاصطناعى قد يساهم فى عملية التحرير، أو وضع أفكار، بناء هيكل لموضوع ما، يمكن له أن يكون وجود كبير فى الكتاب العلمى، لكننى أرى أنه لن يكون لديه وجود في عالم الإبداع كالشعر أو الرواية أو القصة، لأنه لن يتمكن من أن يكون بديلا عن الإنسان نفسه، فمهما وصل التطور بالذكاء الاصطناعى إلى أقصاه، سيظل لدي الإنسان ما يميزه، وهو الإبداع الشخصي، وإذا ما نظرنا إلى بعض برامج الذكاء الاصطناعى الحالية التى يمكنها المساعدة فى كتابة مقال أو فكرة أو رسالة، سنجد حينما نقرأها أنها تفتقر إلى الإنسان المبدع ذاته.
ولهذا أعود وأكرر إلى أن المادة المصنوعة بالذكاء الاصطناعى ليس لها قيمة، ولا يوجد قانون يحميها من أي شيء، ولكن مزايا الذكاء الاصطناعى أفادت وسوف تفيد بشكل أكبر في عملية صناعة النشر.
وأشار أحمد رشاد إلى أن الخوف من الذكاء الاصطناعى يذكره بنفس الحالة التى حدثت حينما بدأ الكتاب الصوتي أو الإليكتروني، واتضح فيما بعد أنها تقنية إضافية إلى الكتاب الورقى.
ورأى أحمد رشاد، أننا إذا ما لجأنا إلى الذكاء الاصطناعى لعمل كتاب فى مجال تنمية الذات، بناء على فكرة معينة، وقام شخص آخر بالاعتماد على الذكاء الاصطناعى فى نفس الفكرة، سنجد أن ما حصلا عليه الاثنين هو إجابة واحدة.