وقعت في سنة 271 هجرية العديد من الأحداث المهمة يأتي في مقدمتها الحرب التي دارت بين جيش الخليفة وجيش المصريين في موقعة الطواحين، فما الذى يقوله التراث الإسلامي؟
يقول كتاب البداية والنهاية لـ ابن كثير تحت عنوان "ثم دخلت سنة مائتين وإحدى وسبعين":
فيها عزل الخليفة عمرو بن الليث عن ولاية خراسان وأمر بلعنه على المنابر، وفوض أمر خراسان إلى محمد بن طاهر، وبعث جيشا إلى عمرو بن الليث فهزمه عمرو.
وفيها كانت وقعة بين أبى العباس المعتضد بن الموفق أبى أحمد وبين خمارويه بن أحمد بن طولون، وذلك أن خماروية لما ملك بعد أبيه بلاد مصر والشام جاءه جيش من جهة الخليفة عليهم إسحاق بن كنداج نائب الجزيرة وابن أبى الساج، فقاتلوه بأرض ويترز فامتنع من تسليم الشام إليهم، فاستنجدوا بأبى العباس بن الموفق، فقدم عليهم فكسر خمارويه بن أحمد وتسلم دمشق واحتازها، ثم سار خلف خمارويه إلى بلاد الرملة فأدركه عند ماء عليه طواحين فاقتتلوا هنالك، وكانت تسمى وقعة الطواحين، فكانت النصرة أولا لأبى العباس على خمارويه، فهزمه حتى هرب خمارويه لا يلوى على شيء فلم يرجع حتى دخل الديار المصرية، فأقبل أبو العباس وأصحابه على نهب معسكرهم فبينما هم كذلك إذ أقبل كمين لجيش خمارويه وهم مشغولون بالنهب، فوضعت المصريون فيهم السيوف فقتلوا منهم خلقا كثيرا، وانهزم الجيش وهرب أبو العباس المعتضد فلم يرجع حتى وصل دمشق، فلم يفتح له أهلها الباب فانصرف حتى وصل إلى طرسوس، وبقى الجيشان المصرى والعراقى يقتتلان وليس لواحد منهما أمير.
ثم كان الظفر للمصريين لأنهم أقاموا أبا العشائر أخا خمارويه عليم أميرا، فغلبوا بسبب ذلك واستقرت أيديهم على دمشق وسائر الشام، وهذه الوقعة من أعجب الوقعات.
وفيها: جرت حروب كثيرة بأرض الأندلس من بلاد المغرب.
وفيها: دخل إلى المدينة النبوية محمد وعلى ابنا الحسين بن جعفر بن موسى بن جعفر بن محمد بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب، فقتلا خلقا من أهلها وأخذا أموالا جزيلة، وتعطلت الصلوات فى المسجد النبوى أربع جمع لم يحضر الناس فيه جمعة ولا جماعة، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
وجرت بمكة فتنة أخرى واقتتل الناس على باب المسجد الحرام أيضا.
وحج بالناس هارون بن موسى المتقدم.
وفيها: توفى عباس بن محمد الدوري، تلميذ ابن معين وغيره من أئمة الجرح والتعديل.
وعبد الرحمن بن محمد بن منصور البصري.
ومحمد بن حماد الظهراني.
ومحمد بن سنان العوفي.
ويوسف بن مسلم.
وبوران زوجة المأمون.
زوجة المأمون.
ويقال: إن اسمها خديجة، وبوران لقب لها، والصحيح الأول.
عقد عليها المأمون بفم الصلح سنة ست ومائتين، ولها عشر سنين، ونثر عليها أبوها يومئذ وعلى الناس بنادق المسك مكتوب فى ورقة وسط كل بندقة اسم قرية أو ملك جارية أو غلام أو فرس، فمن وصل إليه من ذلك شيء ملكه، ونثر ذلك على عامة الناس، ونثر الدنانير ونوافج المسك وبيض العنبر.
وأنفق على المأمون وعسكره مدة إقامته تلك الأيام الخمس ألف ألف درهم.
فلما ترحل المأمون عنه أطلق له عشرة آلاف ألف درهم، وأقطعه فم الصلح.
وبنى بها سنة عشر.
فلما جلس المأمون فرشوا له حصرا من ذهب ونثروا على قدميه ألف حبة جوهر، وهناك تور من ذهب فيه شمعة من عنبر زنة أربعين منا من عنبر.
فقال: هذا سرف.
ثم أمر بالدر فجمع فجعل فى حجر العروس وقال: هذا نحلة منى لك، وسلى حاجتك.
فقالت لها جدتها: سلى سيدك فقد استنطقك.
فقالت: أسأل أمير المؤمنين أن يرضى عن إبراهيم بن المهدي، فرضى عنه.
ثم أراد الاجتماع بها فإذا هى حائض، وكان ذلك فى شهر رمضان، وتأخرت وفاتها إلى هذه السنة ولها ثمانون سنة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة