لا شك أن تجربة اختيار معاونى ونواب لرؤساء أجهزة المدن من الشباب والتي طبقتها وزارة الإسكان خلال السنوات الأخيرة، أثبتت نجاح كبير وساهمت بشكل ملحوظ في ارتفاع معدلات التنمية داخل المدن الجديدة، حيث كان لتلك التجربة أثر في تغيير الدماء داخل أجهزة المدن الجديدة والاستفادة من طاقات هؤلاء الشباب.
وكان للدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء الحالي، صاحب الفضل في الاستفادة من الشباب، حيث قرر أن يختار معاونين له من الشباب، خلال توليه حقيقة وزارة الإسكان، كما قرر تعيين عدد من الشباب في منصب رؤساء أجهزة مدن، وكان ذلك يعد أول مرة أن يتولى شاب عمره لا يتخطى الـ 40 عام، منصب رئيس جهاز، هذا مع منحهم صلاحيات واسعة حتى يتمكنوا من تحقيق طفرة كبيرة في التنمية ونجاح تلك التجربة، وخلال سنوات قليلة أثبتوا هؤلاء الشباب نجاح منقطع النظير في تلك التجربة سواء في مناصب رؤساء أجهزة مدن أو نواب أو معاونين، ومن ثم أصبح الطبيعى والمعتاد عليه حاليا داخل وزارة الإسكان هو تعيين الشباب في المناصب القيادية سواء داخل أجهزة المدن أو داخل ديوان الوزارة والهيئات التابعة لها.
ولا شك أن تولى الدكتور وليد عباس، منصب الإشراف على مكتب وزير الإسكان، بجانب منصبه الإشراف على قطاع التخطيط العمرانى داخل هيئة المجتمعات العمرانية، يعد أكبر دليل على نجاح تجربة احتيار الشباب في المناصب القيادية، حيث كان وليد عباس أحد الثلاثة معاونين الذى اختارهم الدكتور مصطفى مدبولى ليكونوا معاونين له، خلال فترة تولية الإسكان، فضلا عن أسماء أخرى ساهمت في تغير شكل المدن التي تولوا قيادتها منها جهاز القرى السياحية الذى يرأسه المهندس خالد سرور، وكذلك العاصمة الإدارية الجديدة، أكبر مدينة ذكية في الشرق الأوسط، وتمثل مشروع مصر المستقبل ، يتولى رئاسة الجهاز بها المهندس شريف الشربينى، وكذلك جهاز القاهرة الجديدة، برئاسة المهندس عبد الرؤوف الغيطى، فضلا عن مدن الشروق وحدائق العاصمة وسوهاج الجديدة، وغيرها.
وزارة الإسكان، تعتبر الجهة الحكومية الوحيدة التي تمنح صلاحيات واسعة للشباب في مختلف المناصب القيادية، وتؤكد على ذلك، وهذا ما نقله الدكتور وليد عباس خلال لقائه مع معاونى ونواب رؤساء أجهزة المدن الجديدة، خلال لقاءه معهم، حيث أكد على تمكين الشباب الأكفاء وإعدادهم لتحمل المسئولية والاستفادة من طاقاتهم فى دفع معدلات التنمية بالمدن الجديدة، وكذلك تفعيل وتقوية دور معاونى رؤساء أجهزة المدن الجديدة.
ولعلك عزيزى القارىء أصبحت على يقين كامل بأن الحكومة والقيادة السياسية تعمل في الوقت الحالي على تمكين الشباب الأكفاء، وإعدادهم وتدريبهم لتحمل المسئولية، ودمجهم مع القيادات العليا، لاكتساب الخبرات المختلفة، لتولى المناصب القيادية مستقبلا، بعد صقلهم، وتدريبهم على أعمال الإدارة المختلفة، والاستفادة من طاقاتهم.
وخلال اللقاء الذى جمع مدير مكتب وزير الإسكان مع معاونى ونواب رؤساء أجهزة المدن، أكد على الوزارة تحرص على ضرورة تفعيل وتقوية دور معاونى رؤساء أجهزة المدن الجديدة، وإشراكهم فى تحمل المسؤولية عن مختلف المهام بمدنهم، فكل معاون هو مرشح لأن يكون رئيسا لجهاز إحدى المدن الجديدة مستقبلاً، بشرط أن يثبت جدارته واستحقاقه، لهذا المكان، وكثير من الدفعة الأولى من معاونى رؤساء الأجهزة، أصبحوا حالياً رؤساء لعدد من أجهزة المدن الجديدة، وقال "معاون رئيس الجهاز، يجب أن يكون مُلِمَاً بمختلف أنماط العمل داخل مدينته، موضحاً أن توجيهات وزير الإسكان، تنص على تشكيل مجموعات عمل ميدانية من معاونى رؤساء الأجهزة، تقوم بزيارة المشروعات بمختلف المدن، من أجل تبادل الخبرات، والارتقاء بمستوى جودة الأعمال المنفذة بمختلف المشروعات، وإعداد تقارير شهرية عن الأعمال التي يتم القيام بها."، وفى الختام، أتوجه بالشكر للدكتور مصطفى مدبولى، لرئيس الوزراء صاحب تلك التجربة الناجحة، وكذلك الشكر موجه للشباب أنفسهم الذين ساعدوا في نجاح تلك التجربة بكافة طاقاتهم .