تحل اليوم ذكرى العثور على حطام سفينة تيتانيك الغارقة على قعر المحيط الأطلسي وذلك بعد 73 سنة من غرقها حيث عثرت بعثة أمريكية عام 1985 بينما غرقت السفينة في عام 1912 وإلى قصة السفينة الغارقة.
وقد كانت السفينة على مستوى عال من التجهيزات، فقد تفوقت على منافساتها فى ذلك الوقت، من حيث الفخامة والترف فى زمنها، وقد احتوت الدرجة الأولى على حوض سباحة وصالة رياضية وملعب اسكواش وحمام تركى وحمام كهربائى ومقهى ذى شرفة، كانت غرف الدرجة الأولى مزينة بقطع الخشب المزخرف والأثاث الباهظ الثمن وزخارف أخرى.
وكانت السفينة فى رحلتها الأولى من بريطانيا إلى نيويورك، والتى كان يطلق عليها السفينة التى لا تغرق، لكنها غرفت بعد اصطدامها بجبل جليدى بعد 4 أيام فقط من تحركها ودخولها المحيط، وكان على متن الباخرة 2223 راكبا، نجا منهم 706 أشخاص فيما لقى نحو 1517 شخصا حتفهم، فى هذه الكارثة.
بدأ المشهد البحرى وكأنه مقبرة، مع سماء ملبدة بالغيوم، وضباب متدحرج، وبقدر ما يمكن للمرء أن يراه، ويقول الذين شهدوا هذه اللحظة أن المحيط كانت به أبواب ووسائد وطاولات وبقايا متناثرة فى كل مكان، كما تناثرت شظايا بيضاء فى الحطام، التجمع والتحرك على طول الأمواج مثل قطعان طيور النورس، فى الواقع، كانت هذه البقع البيضاء ركابًا وأعضاء طاقمًا ميتين، فى أحزمة النجاة البيضاء، تركوا منذ أكثر من ستة أيام.
وبعد ثلاثة وسبعين عامًا من غرقها في قاع المحيط الأطلسي الشمالي، قامت بعثة أمريكية فرنسية مشتركة بتحديد موقع حطام سفينة تيتانيك حيث كانت السفينة غارقة على بعد حوالي 400 ميل شرق نيوفاوندلاند في شمال المحيط الأطلسي على بعد حوالي 13000 قدما تحت السطح في الأول من سبتمبر عام 1985.
بدأت الجهود المبذولة لتحديد موقع السفينة تايتانيك وإنقاذها فور غرقها، لكن القيود التقنية فضلاً عن الاتساع الهائل لمنطقة البحث في شمال الأطلسي جعلت الأمر صعبًا للغاية على عالم المحيطات الأمريكي وضابط البحرية السابق روبرت دي بالارد وفقا لموقع هيستورى.
في عام 1985 شرع دى بالارد مرة أخرى مع عالم المحيطات الفرنسي جان لويس ميشيل، في تحديد موقع الحطام، هذه المرة بغواصة تجريبية غير مأهولة تسمى Argo، طورتها البحرية الأمريكية فأبحرت السفينة بقاع المحيط مباشرة، وأرسلت صورًا إلى سفينة الأبحاث كنوز، في الصباح الباكر من يوم 1 سبتمبر مرت السفينة فجأة فوق إحدى الغلايات الضخمة في تيتانيك، على عمق حوالي 13000 قدم حيث تم اكتشاف حطام السفينة في مكان قريب، كان قد انقسم إلى قسمين ، ولكن تم الحفاظ على العديد من ميزاته وتصميماته الداخلية بشكل جيد وقد عثر على مئات الآلاف من قطع الحطام مبعثرة في دائرة نصف قطرها 2 ميل مربع حول السفينة، وتم استكشاف الحطام لاحقًا بواسطة غواصات مأهولة وغير مأهولة ، والتي ألقت ضوءًا جديدًا على تفاصيل غرقها عام 1912.