بعد إعلان انضمام مصر إلى تكتل البريكس يناير المقبل، تلك التكتل المتوقع أن يستهدف 50% من اقتصاد العالم، وبعد مشاركتها المثمرة فى قمة مجموعة العشرين مع كبار العالم الذى تحتل 80% من الإنتاج العالمى و75% من حجم التجارة العالمية، وبعد إعلان عضوية دائمة للاتحاد الأفريقي بمجموعة العشرين G20، يكون السؤال المهم والذى يدور في أذهان الجميع، ما مصلحة مصر.. وماذا يعنى هذا كله؟
شعلة مضيئة في القارة الأفريقية
الحقيقة الواضحة وضوح الشمس، أن الكل ينظر الآن إلى مصر على أنها شعلة مضيئة في القارة الأفريقية والشرق الأوسط، وأنها تمتع بأهمية كبيرة داخل محيطها الإقليمى سياسيا واقتصاديا واستراتيجيا، وأن لديها رؤية ثاقبة نحو الازدهار في ظل جهودها المضنية في إحداث تنمية مستدامة خاصة فى طاقة المستقبل "الهيدروجين الأخضر والطاقة المتجددة" وجهودها المقدرة في إحداث طفرة غير مسبوقة في البنية التحتية بكافة مجالاتها، خلاف إيمان العالم كله بقدراتها الجيوسياسية التي تُمكنها من استقرار المنطقة، وتجعلها لاعبا مهما في مستقبل الاستثمار والتعاون الاقتصادى البناء.
ثقل سياسى واستراتيجى
ولأنه ببساطة، "الكبار" في هذا العالم المادى الذى لا يعرفون إلا مصالحهم الخاصة، لذا فلن تمنح دولة ثقة انضمام أو دعوة دولة للمشاركة في قمم عالمية، وهم لا يدركون مؤهلات وقدرات هذه الدولة، فهل يُعقل أن يتم انضمام مصر لتكتل البريكس دون مرعاة نجاحاتها وجهودها التنموية وثقلها السياسى والاستراتيجى؟.. وهل يُعقل أن يتم الموافقة على ضم الاتحاد الأفريقي لمجموعة الكبار G20 وهم لا يعلمون أن مصر هي بوابة أفريقيا ومفتاحها؟
تقديم حلول لمواجهة التحديات العالمية
لذلك، فإن وجود مصر ومشاركتها في التكتلات الاقتصادية الكبرى ليس من فراغ ولا محل صُدفة، وإنما لجهود كبيرة ونجاحات متواصلة ومقدرات هائلة، ومساهمات ناجزة فى تقديم حلول ومقترحات لمواجهة التحديات العالمية بما فيها أهم القضايا مثل "التغير المناخي، والتنمية المستدامة، وقضايا الصحة العالمية، ومشاكل الأمن الغذائي".
الأمن المناخى.. وصوت العالم النامى
فإذا تحدثنا عن التحدى الأكبر للبشرية الآن، فهل ينسى أحد ما قدمته مصر في مؤتمر المناخ بشرم الشيخ COP27 حيث التنفيذ والصوت العالى في الدفاع عن الدول النامية والقارة الأفريقية والخروج بتوصيات جادة ومقدرة ولك في إنشاء صندوق الخسائر والأضرار نموذجا، ومازال عطاء مصر متواصلا ومتدفقا فيما يخص التغير المناخى وما تقدمه من جهود تنموية في الطاقة المتجددة والاقتصاد الأخضر لخير دليل.
التنمية المستدامة.. والنموذج المصرى
وإذا كان الحديث عن التنمية المستدامة، فرؤية مصر 2030 وحجم المشروعات القومية التي نفذت والجارى تنفيذها في كافة المجالات والمشروعات الكبرى في المنطقة كمشروع الشام الجديد والربط الكهربائى مع دول عربية وفى القارة خير برهان أن مصر تعيش وتحيى تنمية مستدامة.
قضايا الصحة العالمية.. والإنجاز المصرى
أما عن دورها في قضايا الصحة العالمية، فمن ينكر جهود مصر الصحية الكبرى التي مكنتها من تخطى أزمة كورنا بنجاح واقتدار ومن يغفل نجاح مبادرة 100 مليون صحة والقضاء على فيروس سى والقدرة على تحقيق إنجاز يشبه الإعجاز بشهادة منظمة الصحة العالمية، بل وتصدير خبراتها ومقوماتها الصحية إلى الدول الصديقة والأفريقية دعما وحبا.
مخزن عالمى للحبوب على أرض مصر
أما مشكلات الأمن الغذائي والطاقة المتجددة، فمعلوم للجميع أن مصر تتوسع بشكل كبير في توفير احتياجاتها الغذائية محلياً بل وتسعى إلى أن تكون مخزن عالمى للحبوب، وهو ما عرضته مصر خلال قمة البريكس الأخيرة بجنوب أفريقيا وخلال قمة العشرين في نسختها الحالية بالهند.
الموقع الاستراتيجى.. وشريان التجارة العالمى
ناهيك عن تمتع مصر بموقع استراتيجى فهى بوابة أفريقيا وقلب الوطن العربى النابض، وبها شريان التجارة العالمى الأهم فى العالم – قناة السويس- والدولة التي لديها سواحل لا مثيل لها فهى المُطلة على البحر المتوسط والبحر الأحمر لذا فهى بوابة العبور للتجارة والأعمال.
لذلك.. أعتقد أن هذه كله يجعل مصر تلعب دورا مهما في تشكيل جدول الأعمال الاقتصادى العالمى، وتصبح صوتا مهما فى مناقشات التكتلات الاقتصادية الكبرى، بل تصبح شعلة مضيئة داخل تكتلات الكبار، ونموذجاً يُمكن محاكاته في خطط التنمية المستدامة.. حفظ الله مصرنا الغالية