الظروف الاقتصادية الاستثنائية التى يمر بها الاقتصاد العالمى ويتأثر بها الاقتصاد المصرى، بسبب التداعيات السلبية للحرب الروسية الأوكرانية وجائحة كورونا وما تبعها من ارتفاع معدلات التضخم واضطراب سلاسل الإمداد وارتفاع الأسعار، تحدث حالة من القلق والفزع لدى المواطنين، وهذا أمر طبيعي.
لكن ما يدعو للأمل هو أن الدولة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي لا تتوانى عن بذل أقصى الجهود الممكنة لإنقاذ الاقتصاد الوطني والحفاظ على صلابة في مجابهة الأزمات.. والمعروف أن وقت الأزمات تزداد الشائعات المغرضة والأكاذيب، وهو ما تواجهه مصر على مدار السنوات الأخيرة خاصة منذ نجاح ثورة 30 يونيو المجيدة في إسقاط حكم جماعة الإخوان الإرهابية ومنذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي حكم البلاد، ومع الاستقرار والأمان الذي عاد إلى مصر ومع كل إنجاز يتحقق على أرض الواقع تظهر الشائعات وتزييف الحقائق التي يروجها أهل الشر وأعداء الوطن والإعلام المعادي.. حرب شائعات شرسة، ولكن الفيصل والرهان هنا كان على وعي وإدراك الشعب المصري العظيم الذي وقف داعما ومساندا لوطنه وفي كل مرة كان يفوت الفرصة على قوى الشر في النيل من مصر واستقرارها.
المرحلة الحالية أشد خطورة؛ تمر مصر بظروف دقيقة بالغة الصعوبة بسبب تداعيات الأزمات الاقتصادية المتتالية، وسط تربص أعداء الوطن وحرب الشائعات والمعلومات واستغلال التطور التكنولوجي الهائل ومنصات السوشيال ميديا التي تشهد يوميا سيل من الأخبار الزائفة ومجهولة المصدر وترويج شائعات عن الأوضاع في مصر لتشويه أى إنجازات للنيل من مؤسسات الدولة وإحداث الفتنة والبلبلة، مما يستوجب الحيطة والحذر وعدم الانسياق خلف الأكاذيب، وأن يتحرى المواطن المعلومات من مصادرها الرسمية.
هنا تظهر أهمية الوعي الوطني المقرون بمسئولية كل فرد في المجتمع نحو الحفاظ على وطنه والتصدي للأعداء وألا يكون المواطن خنجر مسموم يستغله أهل الشر للطعن في قلب الوطن، فالشعب المصري يظهر معدنه الأصيل دائما في الشدائد ودائما يفطن لما يحاك لمصر من مؤامرات ومخططات خبيثة ولا ينساق خلف المحرضين والمخربين، فالوعي يطفئ نار الفتن ويمنع الفوضى، ولعل ما شهدته بعض الدول في المنطقة من صراعات وتخريب وفوضى دليل على أهمية وعى المصريين الذين حافظوا على وطنهم طوال السنوات العشرة الماضية.
وفي هذه الظروف الصعبة الحالية تحتاج مصر إلى وعى أكبر، فرغم الأزمة الاقتصادية ومعاناة المواطنين فإن الدولة المصرية تبذل جهوداً كبيرة من أجل تخفيف الأعباء وتوسيع مظلة برامج الحماية الاجتماعية وتشجيع الاستثمار وتعميق التصنيع المحلي وإزالة المعوقات لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وتحسين مستوى المعيشة ومواجهة التحديات الناتجة عن الأزمات الاقتصادية، ما يدعو لبث الأمل والتفاؤل بقدرة مصر على تخطى الأزمة الاقتصادية، ومن مؤشرات ذلك انضمام مصر إلى تجمع البريكس، وكذلك استضافتها الاجتماعات السنوية للبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية خلال شهر سبتمبر الجاري، وهما من المؤسسات الاقتصادية الدولية المهمة، ما يؤكد الثقة في الاقتصاد المصري.
لذا من الضروري دعم برامج تنمية الوعى لدى المواطن، فعصر المعلومات الذي نعيش فيه الآن يستلزم القدرة على فرز المعلومات والتمييز بين المعلومة الصحيحة والخاطئة، والرئيس السيسي أكد في أكثر من مناسبة أن عملية بناء الوعي معركة تقع مسئولياتها علي الجميع، دولة ومؤسسات وأفراد، بهدف بناء شخصية قوية سوية قادرة علي مواجهة التحديات، فيجب ترقية الوعي الوطني والفهم المجتمعي بصورة تتناسب مع العصر والتحديات الدولية والإقليمية التي تشهدها بلدنا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة