نشرت إسرائيل بالتزامن مع الذكري الخمسين لحرب أكتوبر، آلاف الوثائق والصور والتسجيلات ومقاطع الفيديو التي سلطت الضوء على فترة الحرب والمفاجآة التي تعرض لها الجيش الإسرائيلي فيما أطلقت عليه صحيفة إسرائيل تايمز بالفشل الاستخباراتي الكبير.
يعرض حاليا موقع ويب مخصص باللغة العبرية فقط – حوالي 3500 ملف أرشيف تحتوي على مئات الآلاف من الصفحات، و1400 وثيقة ورقة أصلية، و1000 صورة، و750 تسجيلاً، و150 دقيقة من المداولات الحكومية، وثمانية مقاطع فيديو.
توفر بعض الوثائق سجلات للمداولات التي جرت بين رئيسة الوزراء آنذاك جولدا مائير وقادة الأمن في الأيام والساعات التي سبقت شن مصر وسوريا الحرب المنسقة في 6 أكتوبر 1973، بينما كانت إسرائيل تحتفل بيوم الغفران.
جاء في الوثائق الإسرائيلية" لم تتوقع إسرائيل تنفيذ الهجوم على الرغم من الإشارات الصارخة التي تشير إلى أن الجيوش كانت تستعد للغزو، معتقدة أنه بعد هزيمة مصر قبل ست سنوات في حرب الأيام الستة، فإن القاهرة لن تهاجم إلا إذا اكتسبت أولاً القدرة على شل سلاح الجو الإسرائيلي".
قبل يوم واحد من بدء الحرب، قال رئيس المخابرات العسكرية إيلي زيرا لمئير إن التقييم السائد هو أن “استعداد إسرائيل ينبع بشكل أساسي من الخوف"، مضيفًا: “أعتقد أنهم ليسوا على وشك الهجوم، ليس لدينا دليل. من الناحية الفنية، فهي قادرة على التصرف. أفترض أنهم إذا كانوا على وشك الهجوم، فسنحصل على مؤشرات أفضل" وبعد ساعات كرر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي ديفيد إليعازر رؤية زيرا القائل بأن سوريا ومصر من المرجح أن تخططا لعدوان محدود أو حتى مجرد نشر قوات دفاعية.
ثم ركزت المناقشة على ما إذا كان ينبغي شن ضربة استباقية، لكن وزير الدفاع موشيه ديان قال: “لا يمكننا أن نسمح لأنفسنا بتوجيه ضربة استباقية هذه المرة، من منظور دبلوماسي. في الوضع الحالي، حتى قبل خمس دقائق أمر مستحيل"
والسؤال الآخر هو ما إذا كان ينبغي تسريب معلومات إسرائيل علناً عن الهجوم الوشيك من أجل منع حدوثه.
ودعا الوزير يجال ألون إلى تسريب المعلومات عن خطة الهجوم إلى وسائل الإعلام قبل جلسة مجلس الوزراء المقرر عقدها ظهر ذلك اليوم. ومع ذلك، أيدت مائير فقط تسريب المعلومات إلى الدبلوماسيين الأجانب، وانتهى بها الأمر بنقل المعلومة للسفير الأمريكي كينيث كيتنج بعد أن قال ديان: "يجب أن نسير بحذر، لذلك لا داعي للذعر".
وطلبت مائير من كيتنج خلال لقائهما نقل رسالة إلى مصر: "ليس لدينا شك في أننا سننتصر، ولكننا نريد أن نعلن... أننا لا نخطط لهجوم، ولكننا بالطبع مستعدون لصد هجومهم".
وعندما سأل كيتنج ما إذا كانت إسرائيل ستضرب بشكل استباقي، أجابت مائير بأنها لن تفعل ذلك، "على الرغم من أن ذلك كان سيجعل الأمر أسهل بكثير بالنسبة لنا".
بعد يوم من وقوع الهجوم – وهو ما فاجأ إسرائيل مرة أخرى لأنه حدث في وقت أبكر مما كان متوقعا – اعترف ديان لمائير وألون بأن تقييماته قد ثبت خطأها، وقال: "كان لدينا تقييم يستند إلى الحرب السابقة، وكان غير صحيح لقد كان لدينا ولآخرين تقييمات خاطئة حول ما سيحدث أثناء محاولة العبور قناة السويس".
وفقًا للأرشيف المنشور حديثا ، فإن المواد توثق الأحداث في الوقت الفعلي في جميع المجالات: السياسية والعسكرية والدولية والعامة والمدنية.
وتشمل مداولات الحكومة، والمشاورات العسكرية السياسية، واجتماعات لجان الكنيست، ومراسلات وزارة الخارجية وتقييمات الوضع فيما يتعلق بسير الحرب والدفاع المدني وتنظيم الجبهة الداخلية خلالها
وقالت الصحيفة الاسرائيلية إن هذه المادة توفر لمحة رائعة عن عملية صنع القرار في ظل ظروف عدم اليقين من قبل القادة
وعلى العكس في مصر أصبحت حرب أكتوبر مثال للتنسيق العسكري والذكاء الاستراتيجي الى جانب البطولات الفردية التي كان لها دور كبير في الانتصار التاريخي مثلما كشفت وثائق بريطانية نشرتها بي بي تقول إن تحدثت عن دور اشرف مروان في الحرب حيث كان احد اللاعبين الأساسيين في مساعدة الرئيس الراحل أنور السادات في الحصول على السلاح استعدادا للحرب، كما قدم معلومات مضللة للاستخبارات الإسرائيلية ما دفعهم لقتله كونه سببا في الخسارة وفقا لاتهامات وجهتها اسرته للموساد.
وانتهت حرب 1973 بوقف نهائي لإطلاق النار في 24 أكتوبر، وقتل أكثر من 2500 جندي إسرائيلي وجرح آلاف آخرون في القتال، إلى جانب آلاف القتلى والجرحى من القوات المصرية والسورية