تمر علينا اليوم ذكرى هزيمة جيش أحمد عرابى فى معركة التل الكبير بالإسماعيلية على أيدى القوات البريطانية في 13 سبتمبر من سنة 1882، ووقع عرابى فى الأسر وحكم عليه بالإعدام ثم خفف للنفى لينتهى الأمر بأن تقع مصر تحت الاحتلال الإنجليزى.
وكان التدخل الأجنبى فى مصر سبباً لقيام الثورة العرابية على الإنجليز والخديو توفيق نتيجة لسوء الأحوال الاقتصادية وزيادة التدخل الأجنبى فى شؤون البلاد، واضطهاد الضباط المصريين فى الجيش.
بادر الخديو توفيق بمحاولة تحريض الإنجليز ضد "عرابى"، الذى كان قد تزعم الثورة ضده، ما شكل خطراً كبيراً عليه، فقام "توفيق" بالمبالغة فى وصفه للزعيم ولموقفه من الإنجليز، حيث وصفه بأنه وطنى متطرف يكره الأجانب ويسعى لطردهم من مصر.
وحاولت القوات البريطانية دخول مصر عن طريق الإسكندرية إلا أن مواجهة قوات أحمد عرابى لها فى الإسكندرية منعتها من الدخول من هناك، بعدها توجهت القوات البريطانية إلى محافظة الإسماعيلية بالقرب من مدينة القصاصين ودارت معركة بينهم وبين قوات أحمد عرابى عُرفت باسم "معركة القصاصين"، حيث كان عرابى يهدف إلى استرداد قناة السويس، التى استولى عليها الجنرال "جارنيت ويلسلى" بعد مغادرة الإسكندرية، إلا أن المعركة انتهت بتراجع قوات الجيش المصرى بعدما وصلت إمدادات للقوات البريطانية أثناء المعركة.
ولعبت الخيانة دورا بارزا فى معركة "التل الكبير" التى قامت بعد يومين من معركة "القصاصين"، فقد قام البدو فى الصحراء بإطلاع الإنجليز على مواقع الجيش المصرى بمنطقة التل الكبير الواقعة بمحافظة الإسماعيلية، ذلك إلى جانب خيانة بعض الضباط الذين كانوا منتمين إلى صفوف الجيش المصرى بهدف اطلاع الإنجليز على معلومات وخطة المعركة، وتسهيل المهندس الفرنسى ورئيس شركة قناة السويس "فرديناند دليسبس" مرور الإنجليز عبر القناة على الرغم من رفضه ردمها عندما طلب "عرابى" منه ذلك لمنع الاحتلال الإنجليزى لمصر.