محمود عبدالراضى

صيدلانية الغلابة

الخميس، 14 سبتمبر 2023 01:50 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قبل نحو نصف قرن من الزمان، في جنوب البلاد بصعيدنا الطيب، بقريتنا الرائعة شطورة، ظهرت صيدلية عتيقة، أو "أرزخانة" كما كانوا يطلقون عليها آبائنا وأجدادنا، حيث كانت بمثابة مستشفى كاملة يذهب اليها المريض صباحا أو فجرا أو مساءً يصف الألم الذي يعاني منه فيحصل على الدواء، قبل أن تزدحم قريتنا بالأطباء والصيادلة.

على بعد أقل من 10 أمتار من منزلنا بالقرية، ولدت وتربت الصيدلانية "إيمان إبراهيم محمد"، في بيت العلم والدين، حيث كان والدها ورعا تقيا وكذلك أشقاءها وباقي العائلة المعروف عنهم الاحترام والذوق.

هذه البيئة الرائعة هيأت لها أن تكون صيدلانية تزيح الألم عن المرضى، وتتفتح صيدلية بقريتنا، لتكون قبلة لأهالينا يتوجهون اليها فور شعورهم بالألم.

زوج الصيدلانية القديرة "إيمان إبراهيم" ساعدها في اتساعها وتطويرها وخدمة أهالي القرية، لا سيما أنه ينتمي لعائلة عريقة محبة للجميع.

بوجه بشوش وابتسامة ترتسم عليه، تستقبل "صيدلانية الغلابة" -كما يطلقون عليها - الجميع ، فيحصلون على الدواء جميعا، سواء من معه الأموال أو من لا يملكها، فقد كانت ترى أن الهدف هو أداء الرسالة لا جمع المال.

وكأنها ملاك يتحرك على الأرض، لسنوات طويلة تقف وسط الأدوية لا تبُالي بالارهاق أو التعب، فالأهم لديها أن تخفف الألم عن سيدة بسيطة أو طفل صغير أو مسن نهش المرض في جسده.

مسيرة وسيرة طيبة للصيدلانية الرائعة بقريتنا، وقصص كثيرة عن أفعال الخير يتجاذبها أهالي القرية، حتى رحلت عن عالمنا في هدوء، كما عاشت في هدوء دون ضجيج.

إن العظماء لا يموتون وهذه الصيدلانية الرائعة كانت عظيمة في قلوب الناس فموعدنا معها في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة