بعد الكثير من الشكاوى حول الآثار الصحية والبيئية للسجائر الإلكترونية ذات الاستخدام الواحد، يستعد الوزراء البريطانيون لحظرها استجابة لسلسلة من الدعوات من المجالس، وأطباء الأطفال الرائدين ونشطاء النفايات العامة لجعل بيع الأجهزة التي تستخدم لمرة واحدة غير قانوني لاسيما مع تزايد مخاطرها على الأطفال.
وأوضحت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن بريطانيا تتخلف عن بقية دول العالم في معالجة هذه القضية، حيث حظرت أستراليا جميع أنواع السجائر الإلكترونية دون وصفة طبية، كما حظرت ألمانيا السجائر الإلكترونية المنكهة، بينما حظرت نيوزيلندا معظم السجائر الإلكترونية التي يمكن التخلص منها ووضعت قيودًا على تسويقها للأطفال. وفي وقت سابق من هذا الشهر، أعلنت فرنسا أيضًا أنها تخطط لحظر جميع السجائر الإلكترونية التي تستخدم لمرة واحدة.
قالت صحيفة "ديلى تليجراف" البريطانية إن خطوة حظر السجائر الإلكترونية يمكن أن تأتي الأسبوع المقبل بعد أن خلصت الحكومة إلى أن المنتجات تستهدف بشكل كبير الأطفال، الذين يصبحون بعد ذلك مدمنين. ومن المقرر أن يتم الكشف عنها في استشارة تصدرها وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية الأسبوع المقبل، على الرغم من أن التوقيتات قد تتغير.
في الأسبوع الماضي، كشفت صحيفة "الجارديان" أنه يتم تدخين أكثر من 5 ملايين من السجائر الإلكترونية ذات الاستخدام الواحد في المملكة المتحدة كل أسبوع، أي بزيادة قدرها أربعة أضعاف عن عام 2022. وقال البحث الذي أجرته منظمة ماتيريال فوكس غير الهادفة للربح إن هذا يصل إلى ثمانية أنواع من السجائر الإلكترونية يتم التخلص منها في الثانية. ويكفي الليثيوم الموجود في المنتجات لإنتاج 5000 بطارية سيارة كهربائية سنويًا.
وانتقد أطباء الجهاز التنفسي للأطفال الحكومة العام الماضي لفشلها في الاستجابة للتحذيرات بشأن مخاطر السماح ببيع السجائر الإلكترونية في عبوات صديقة للأطفال تحتوي على أسماء الحلويات الشعبية - بما في ذلك اللبن المخفوق بالموز وجيلي الأطفال، وكلاهما يحتوي على 2% من النيكوتين، وهو أعلى تركيز مسموح به في المملكة المتحدة.
في ذلك الوقت، قال البروفيسور أندرو بوش، استشاري أمراض صدر الأطفال في مستشفيات رويال برومبتون وهيرفيلد: "أشعر بالقلق من أننا نسير نحو كارثة صحية عامة مع وجود جيل من الأطفال مدمنين على النيكوتين".
وقال سكوت بتلر، المدير التنفيذي لمنظمة ماتريال فوكس ، يوم الجمعة الماضي، إن "مشكلة السجائر الإلكترونية ذات الاستخدام الواحد أصبحت خارج نطاق السيطرة" خلال العام الماضي. وقال: "تعد السجائر الإلكترونية ذات الاستخدام الواحد منافسًا قويًا لكونها المنتج الاستهلاكي الأكثر إهدارًا للبيئة وضررًا وخطورة على الإطلاق".
وفي يوليو ، حث النواب الحكومة على فرض قيود على تعبئة وتسويق السجائر الإلكترونية التي تستخدم لمرة واحدة لمعالجة الاتجاه المقلق المتمثل في استخدام الأطفال لهذه المنتجات التي تسبب الإدمان.
ومن المفهوم أن الحكومة لم تصل إلى حد فرض حظر على جميع أنواع السجائر الإلكترونية دون وصفة طبية لأنها ترى أن السجائر الإلكترونية بديل جيد للبالغين الذين يدخنون.
قال البروفيسور السير كريس ويتي، كبير المسئولين الطبيين في إنجلترا، في الماضي: "إذا كنت تدخن، فإن التدخين الإلكتروني أكثر أمانًا؛ إذا كنت لا تدخن، فلا تستخدم السجائر الإلكترونية، والتسويق للأطفال أمر غير مقبول على الإطلاق."
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة