تعرف على أغلى لوحات الفنان الرائد محمود سعيد فى المزادات العالمية

الجمعة، 15 سبتمبر 2023 09:00 ص
تعرف على أغلى لوحات الفنان الرائد محمود سعيد فى المزادات العالمية لوحة الدراويش
كتب عبد الرحمن حبيب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
 يظل محمود سعيد واحدًا من أكثر الفنانين العرب المعاصرين رواجًا في العالم؛ وتعتبر أعماله من الركائز الأساسية للفن المصري في القرن العشرين وقد بيعت لوحاته بأغلى الأسعار فى المزادات العالمية حيث احتفت تلك المزادات بلوحاته ووصل سعر لوحاته إلى مستوى غير مسبوق بالنسبة للوحات فنانى الشرق الأوسط وهنا مع أغلى لوحات محمود سعيد

لوحة الدراويش

باعت  دار مزادات كريستيز العالمية فى أبريل 2010 لوحه "الدراويش" للفنان محمود سعيد بمبلغ 2.434 مليون دولار، وفى وقت بيعها سجلت كأغلى لوحة رسمها فنان من الشرق الأوسط فى العصر الحديث، ويرجع تاريخ اللوحة إلى 1935.
 
والدراويش هى لوحة فنية للفنان المصرى محمود سعيد، وتم رسم هذه اللوحة فى العام 1929م، هذه اللوحة هى أحد أعمال محمود سعيد المبكرة تظهر ستة من دراويش المولوية بملامح متشابهة وملابس متماثلة مع فروق فى وضعية كل منهم أثناء أداء الأذكار الدينية فى العصور العثمانية، فقد اشتغل سعيد طوال رحلته الفنية على الموضوع الدينى، فأخذته فكرة الموت والدفن والآخرة والتصوف والتعبد فى مراحل النضج، فى لوحاته: الدفن 1926، الرسول 1924، قبور باكوس برمل الإسكندرية 1927، الدراويش المولوية 1929، الصلاة 1934، الذكر 1936، المصلى 1941، دعاء المتعطل 1946، واختتمها بلوحة المقرئ فى السرادق 1960.
 
لوحة
 
رسم محمود سعيد لوحة "الدراويش" عام 1935، أى فى مرحلة توظيف الأساليب الغربية فى الرسم، لكنه كان النموذج الفريد الذى هضم هذه المدارس، وطوع خلاصتها فى رسم لوحات مصرية صميمة، ومنها لوحة "الدراويش"، فقد طاف فى حلقات الذكر وأنصت إلى الترتيل، رغم أنه ابن الطبقة الأرستقراطية، لكنه اهتم بالبسطاء من الفلاحين والصيادين فى رسم لوحاته، بل سيطرت عليه حالة من التصوف والتأمل فى جماليات الكون والطبيعة، وجذبه جمال الفتيات السمراوات بأجسادهن الخمرية الذهبية، وملامح وجوههن البارزة ونظرات عيونهن الفاتنة، فرسمهن كما لم يرسمهن أحد من قبله أو بعده.
 

لوحة ميناء بيريوس
 

طرحت دار سوثبي للمزادات عام 2021 اللوحة الأيقونية والفريدة من نوعها التي تعود لعام 1949 بعنوان ب"Le Pirée a l'aube" بسعر يتراوح بين 300 إلى 400 ألف جنيه استرلينى وبيعت في النهاية بشعر 400 ألف جنيه استرلينى واعتبرتها تحفة فنية نادرة، تصور مشهدًا صناعيًا استثنائيًا في اليونان لميناء بيريوس، يمثل بقوة انطباعات التأثير الأوروبي لسعيد، بعد أسفاره في عشرينيات القرن الماضي.

ولد محمود سعيد لعائلة أرستقراطية في الإسكندرية، عام 1897 إذ كان والده محمد سعيد باشا رئيس وزراء مصر تحت الحماية البريطانية، وابنة أخته صافيناز ذو الفقار، المعروفة بالملكة فريدة، الى تزوجت من الملك فاروق الأول ملك مصر عام 1938 ويعتبر محمود سعيد مؤسس الفن المصري الحديث في زمن النهضة الفكرية، ويحتفل به حتى يومنا هذا باعتباره سيدًا ورائدًا مصريًا.

وعلى الرغم من أن خلفية سعيد الأرستقراطية لم تكن السبب وراء الاعتراف العالمي والأهمية التاريخية التي يحملها عبر تاريخ الفن اليوم، إلا أن مكانته الاجتماعية مهدت الطريق لرحلاته إلى أوروبا، مما أثر على نظرته بشكل كبير وبالتالي على أعماله حيث كان يسافر كثيرًا إلى إيطاليا وفرنسا وإسبانيا وهولندا، حيث تعرف على أعمال الأساتذة القدامى وذخيرة واسعة من الجماليات الغربية.

وكانت أعمال البدائيين الفلمنكيين مثل جان فان إيك، وروجير فان دير فايدن وهانز ميملينج، إلى جانب الألوان النابضة بالحياة لرسامين عصر النهضة الإيطاليين الأوائل، مؤثرة بشكل خاص وإلى جانب أسفاره، حضر دورات في أكاديمية جوليان وجراند شومير المرموقة في باريس، وكان يتردد على استوديوهات الفنانين الأجانب الذين يعيشون في الإسكندرية.

بعد هذه الرحلات المكثفة والتكوينية، بالتزامن مع إحساسه بالقومية ومواهبه الفنية التي لا تقبل الجدل، سرعان ما أثبت سعيد نفسه كرائد للفن المصري ونظم معارض في القاهرة والإسكندرية ونيويورك وباريس وروما وشارك في معارض دولية في الإسكندرية والبندقية ومدريد

إن تأثير الروائع الغربية خلال رحلات سعيد الأوروبية مهم بشكل استثنائي وذو صلة بهذا العمل، ويشبه هذا العمل النادر عمل جورج سورات (1859-1891) الذي أصدره عام 1888، مؤسس المدرسة الانطباعية الجديدة الفرنسية في القرن التاسع عشر عندما قضى سورات صيف عام 1888 في قرية الصيد الصغيرة بورت أون بيسين، حيث رسم ستة مناظر للميناء البحري، بهدف ترجمة تألق وإضاءة الهواء الطلق، بجميع ظلاله، قدر الإمكان ويعكس سعيد شعورًا مشابهًا، حيث يشاركه هدفه المتمثل في ترجمة ظلال الطبيعة الحية من الضوء والألوان من خلال القماش، كما لو كان يحاول إيقاف الزمن تمامًا.

على غرار سورات، يوفر محمود سعيد إحساسًا أكثر دقة بالعمق والمنظور لعمله من خلال دمج لعبة معقدة من الخطوط القطرية والأفقية والعمودية - كل ذلك مع الحفاظ على توازن متناغم بين العناصر المختلفة للتكوين. في Le Pirée a l'aube، نشهد الثبات الهندسي وغير المتماثل، الذي تم تصويره من خلال الخطوط المائلة للجبال، مقابل الخطوط المسطحة للأرصفة وانعكاسات البحر، والتي تتخللها بدورها مسارات السفن المستقيمة التي تقف عموديًا بثقة ، فقط لإطلاق عوادم الدخان المائل ويخفف الانبعاث من البناء الصارم، وتندمج نفحات الدخان السخية بهدوء، ولكن بشكل واضح في السماء الغائمة التي يمزقها الفجر والتي أخرجها سعيد إلى الوجود ببراعة.

في دراسات سعيد لتاريخ الفن الغربي، من المحتمل جدًا أنه صادف اللوحات الصناعية الشهيرة للورانس ستيفان لوري (1887-1976) حيث يمكن مقارنة Le Pirée a l'aube بالمناظر الطبيعية الصناعية ومناظر المدينة البانورامية التي رسمها لورانس ستيفان لوري طوال حياته المهنية.

قدمت أعمال لوري انطباعًا عامًا عن البيئة الحضرية، التي تهيمن عليها الصروح الشبيهة بالمدينة مثل المداخن المدخنة، مقارنة بالسفن المشتعلة السائدة في تحفة سعيد عام 1949 ويشارك سعيد قدرة لوري على تنظيم المواد الحضرية في تكوين متناغم من خلال إتقانه لموازنة الألوان والإضاءة والأشكال، مما يؤدي إلى موجة غير متوقعة من التفاؤل والهدوء من الناحية الأسلوبية.

لوحة محمود سعيد

لوحة صباح فى بيريوس

 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة