ما زالت العنصرية الغربية الأوروبية و الأمريكية تمارس انتقاداتها لحقوق الإنسان، وتنظيرها غير المنقطع بهذا الشأن فيما يخص الدول العربية والإسلامية.
هل تتشدق الدول الغربية بحقوق إنسان دون الآخر؟.. هل تتجاهل العنصرية والتفرقة الواضحة التي تتعامل بها مع اللاجئين السوريين والعرب دون الأوكرانيين؟
هل تنسى مئات الآلاف من اللاجئين الذين تم منعهم من دخول أراضي دول أوروبا، ومرت بهم عشر سنوات على الأقل بمعسكرات على الحدود فى حالة غير آدمية؟
وفي واقعة مشينة وجريمة إنسانية لا تغتفر، قد أرسل إلي أحد الأصدقاء، مصري نمساوي الجنسية، مقطع فيديو للحكومة الألمانية تختطف فيه أطفالا من أسرتهم المسلمة التي رفضت تعليمهم المثلية الجنسية، والذي قد انتشر على منصة تويتر بجميع اللغات، ومن وقتها تضغط الحكومة الألمانية لوقف هذا النشر خوفاً من الفضيحة.
ولكن:
هل تجرؤ حكومة الألمان علي فعل مثل هذا التصرف غير الإنساني والذي يتعارض شكلاً وموضوعاً مع الحرية وحقوق الإنسان مع إحدي الأسر الأخرى، غير المسلمة؟
الإجابة:
بالطبع لا تجرؤ، و إن سولت لها نفسها من باب العداوة القديمة، ستخشي حتماً غضب و استياء العالم المتقدم الذي يتشدق بالحريات واحترام الخصوصية، وكذلك ستخشي بطش الذين يتحكمون بالعالم اقتصادياً.
لذا:
فما هي إلا شعارات زائفة وكذب بيّن واستقواء فقط على المستضعفين.
هل نسيت أمريكا أن التفرقة العنصرية التي من المفترض أنها قد انتهت منذ عقود طويلة ما زالت متغلغلة بالنوايا والأنفس، وكثير من السلوك؟ على سبيل المثال لا الحصر، قتل رجل الشرطة الأبيض ل "جورج فلويد" التي هزت العالم في واحدة من أخطر قضايا العنصرية وانتهاك حقوق الإنسان.
هل نسيت أو تناست دول حقوق الإنسان ومنظماتها المتعددة، إرهاب الإخوان وتنظيماتهم المختلفة وقتلهم الأبرياء وترويعهم الناس بشكل عشوائي في حالة من الانتقام الأعمى لإزاحة جماعتهم عن حكم مصر بأوامر المصريين؟
فدولة بريطانيا العظمى، كما كانوا يطلقون عليها بالماضي، هي واحدة من أهم و أعرق الداعمين لجماعة الإخوان منذ تم تأسيسها على يد حسن البنا بتمويل إنجليزي معلوم وحتى يومنا هذا.
فبعد أن تم إغلاق قنوات الإخوان ومنابرهم الإعلامية بإحدي الدول، فتحت بريطانيا أبوابها وفضاءها للجماعة وقنواتها لتبث من جديد وتكرس بثها لتحريض المصريين وإيهامهم بعودة الثورة واللعب على معاناتهم الاقتصادية وظروف المعيشة الصعبة التي أول من يعاني منها شعب بريطانيا قبل غيره من الشعوب بالعالم.
نهاية:
يا أيها الغرب المتحضر، فكما تعلمون أن الله سبحانه وتعالى، فى الديانات السماوية وكتبها الثلاث قد أكد على تكريم الإنسان، وكما تعلمون أيضاً أن جوهر الأديان هو المعاملة بين الناس وحسن الخلق وسلامة السلوك ومراعاة الآخرين بالإحسان إليهم، والعطف علي الضعفاء منهم والرحمة دون القسوة، والعدل والمساواة دون التمييز و العنصرية.
فهل هناك حقوق يستحقها إنسان بلون وعرق وجنس ودين ولا يستحقها آخر، يختلف عنه فى المواصفات، لكنه يتساوى معه بكونه هو الآخر إنسانا؟