فى كل موقف أو حدث، أو تهديد يتعرض له الأشقاء تقف مصر دائما سندا ولا تتوانى عن توفير إمكانياتها للمساعدة والمساندة، خاصة الإمكانيات الضخمة للقوات المسلحة المصرية، التى يمكنها توظيف قدراتها الهائلة فى تنفيذ مهام صعبة والوصول إلى أماكن جبلية، أو مناطق انهارت الطرق فيها أو انعزلت ، وحتى حاملة الطائرات ميسترال فقد تم إرسالها لتقوم بدور متعدد فى الإغاثة والمساعدة والإخلاء، وأيضا مستشفى فى البحر تستقبل المصابين وتتجاوز انقطاع الطرق وانهيار الخدمات.
بالطبع فإن مصاب الأشقاء فى ليبيا والمغرب كبير، بسبب الأضرار التى خلفها الزلزال المدمر فى المغرب، أو ما سببه الإعصار فى درنة، والتى تضاعفت بسبب انهيار سدين فى مدينة درنة، ما ضاعف من حجم الخسائر.
فورا تقدم الرئيس بخالص التعازى باسمه واسم الشعب المصرى فى ضحايا الكارثة الإنسانية فى المغرب وليبيا، موجها القوات المسلحة بتقديم الدعم الفورى والإغاثة الإنسانية، جوا وبحرا، للأشقاء فى ليبيا والمغرب، مؤكدا تضامن مصر الكامل ودعمها المستمر للأشقاء فى المغرب وليبيا.
فى ليبيا فقد عدد كبير من الضحايا حياتهم، أو منازلهم التى جرفتها السيول والمياه المتدفقة بعد انهيار السد، بجانب حجم الدمار المرعب فى المنازل والمناطق المختلفة.
الدولة المصرية أعلنت منذ اللحظات الأولى التضامن بكل الإمكانيات مع الأشقاء، ووجه الرئيس عبدالفتاح السيسى كل أجهزة الدولة بتقديم كل ما يمكن لمواجهة تداعيات الكارثة.
تم نقل الضحايا المصريين فورا إلى مصر، ووجه الرئيس بإقامة معسكرات بالمنطقة الغربية العسكرية للمتضررين من الأشقاء الليبيين الذين فقدوا ديارهم، جراء الإعصاروالفيضانات.
كما وجه الرئيس بإرسال حاملة الطائرات الميسترال للعمل كمستشفى ميدانى لعدم تحميل الأشقاء فى ليبيا أية أعباء، قرار الرئيس بإرسال الميسترال إلى ليبيا، جاء نظرا لتدمير الطرق نتيجة إعصار «دانيال»، وهذه الحاملة سوف تساعد فى العمل كمستشفى من البحر، لتحقيق التأمين الصحى سواء من البحر ، بما تمتلكه من إمكانات حيث يمكنها حمل 30 عربة على سطحها ومستودع للطائرات يمكن أن يستوعب 35 عربة، بالإضافة إلى سطح مركبات علوى يستوعب 55 عربة.
هذه الإمكانات المتعددة تجعل الميسترال بمثابة جيش إنقاذ ويمكنها حمل الكثير من المواد التى تساعد فى إعادة الإعمار المختلفة، والمعدات التى تستخدم فى تمهيد الطرق المدمرة.
وتقوم ميسترال بأول مهامها الإغاثية منذ انضمامها إلى القوات البحرية ، حيث تنفذ مهام متعددة منها العمل كمستشفى ميدانى بحرى، تنتشر أقسام المستشفى على مساحة 750 مترا مربعا تضم غرف عمليات وأشعة وفرق أطباء طوارئ وحوادث، ومواد طبية وأدوية وأدوات جراحة إلى جانب القيام بمهام الإخلاء وتقديم أعمال الدعم اللوجيستى للمناطق المنكوبة.
ويعتبر الخبراء إرسال الميسترال بمثابة جيش كامل بإمكانات هائلة، تسهل تقديم الإغاثة والعون والإنقاذ للأشقاء فى ليبيا، بجانب ما أرسلته مصر من جسر جوى من الطائرات إلى الأشقاء فى المغرب وليبيا، ضمن دور إنسانى وإغاثى كبير تقوم به القوات المسلحة المصرية بكفاءة وترجمة للإمكانيات التى تمتلكها وتجعلها درعا حقيقيا للأشقاء، وتنفيذ مهام قد تعجز الإمكانات العادية على القيام بها، سواء لوقع زلزال المغرب فى منطقة جبلية، أو حجم الدمار فى الطرق والانهيار فى البنية الأساسية فى درنة، وبجانب الجسر الجوى تم إرسال معدات وآليات وسيارات إسعاف إلى ليبيا واستعرضها الرئيس السيسى ووجه العناصر المتجهة لليبيا ببذل أقصى الجهد، للتخفيف من آثار الكارثة الإنسانية، وهو جهد وجد تأييدا من الشعب المصرى الذى يرى فى تحرك الدولة ترجمة حقيقية للمشاعر إلى فعل مادى، كما يظهر الدور الكبير للقوات المسلحة وإمكاناتها، فى القيام بمهام إنسانية صعبة تجدد التذكير بأن الجيش المصرى جيش يحمى ويغيث ويمثل سندا للأشقاء وقت الحاجة، ولا يكتفى بحماية تراب مصر ومواطنيها وأمنها الوطنى، لكنه لا يتوانى عن الاستجابة للأشقاء من دون طلب.
ولهذا كان استقبال الأشقاء للقوات المصرية والميسترال بمشاعر من الامتنان، وتأكيد بأن ثقتهم فى محلها بمصر الدولة والشعب، والقوات المسلحة التى تتحرك لإغاثة المواطنين والأشقاء.
الرئيس السيسى تقدم بالعزاء لأسر الضحايا من المواطنين المصريين المتوفين فى ليبيا جراء الإعصار والفيضانات، ووجه بتوفير إعانات عاجلة لأسرهم، ونقلهم إلى مسقط رأسهم وهو ما تم فورا، تم صرف 100ألف جنيه لأسرة كل متوفى، و25 ألف جنيه لأسرة كل مصاب.
لقد كشفت هذه الأزمات التى تعرض لها الأشقاء، عن موقف مصر الثابت الداعم والمساند للأشقاء، وأن الدور الإنسانى للقوات المسلحة، مع دورها الطبيعى سند دائما فى كل وقت، وحماية فى كل ظرف.