قبل بدء سباق الانتخابات البريطانية العامة، والتى من المقرر أن تنظم العام المقبل، يسعى حزب العمال لحشد الدعم على الساحة الدولية وخاصة أوروبا فى محاولة لتحقيق بعض المكاسب التى خسرتها لندن بعد الخروج من التكتل الأوروبى.
قالت صحيفة "الجارديان" إن زعيم حزب العمال البريطانى، السير كير ستارمر سعى من خلال لقائه بالرئيس الفرنسى، إيمانويل ماكرون بدء تمهيد الطريق لإعادة التفاوض المحتمل على اتفاقية التجارة بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي في عام 2025.
وألتقى زعيم حزب العمال بالرئيس الفرنسي في قصر الإليزيه في باريس الثلاثاء في المحطة الأخيرة من جولته الدولية التي شملت لاهاي ومونتريال.
ستارمر وماكرون
وأوضحت الصحيفة البريطانية فى تحليلها أن حزب العمال يأمل في استغلال الرحلة لوضع ستارمر كزعيم على الساحة الدولية، وكذلك لاختبار الرغبة في التوصل إلى ترتيب تجاري أوسع في حالة فوز الحزب في الانتخابات العامة العام المقبل.
ويحذر كثيرون في دوائر السياسة الخارجية في المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي من أنه إذا فاز حزب العمال بالانتخابات، فمن غير المرجح أن يجد جمهوراً متقبلاً في العواصم الأوروبية لإعادة التفاوض ما لم يكن الحزب على استعداد لتقديم تنازلات كبيرة.
وقال جويل ريلاند، الباحث المشارك المختص بشئون المملكة المتحدة في أوروبا المتغيرة: "إن الاتحاد الأوروبي مهتم فقط بتغيير فني ضيق للغاية يبحث في كيفية تنفيذ اتفاقية التجارة والتعاون TCA. إذا أرادت المملكة المتحدة تغيير ذلك، فسيتعين عليها تقديم حوافز قوية للغاية".
وكتب المعلق السياسي الأوروبي، فولفجانج مونشاو،: "محاولة السير كير ستارمر لإعادة كتابة العلاقة مبنية على وهم من نوع مماثل، وهو أنه من الممكن البقاء خارج السوق الموحدة والاتحاد الجمركي والحصول على صفقة أفضل.. هذه كذبة سياسية".
وقد بدأ ستارمر ووزراء الظل في تحديد عناصر الاتفاقية التي يرغبون في تغييرها بالتفصيل.
وفي حديثه لبي بي سي ، قال نيك توماس سيموندز، وزير التجارة في حكومة الظل، إن حزبه يريد تحقيق تعاون أكبر في المعايير الزراعية والجريمة والأمن. يريد حزب العمال أيضًا تسهيل سفر الشباب والفنانين بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، وجعل كل جانب يعترف بالمؤهلات المهنية والعلامات التجارية لكل منهما.
وقال: "نحن ننظر إلى كل جانب من جوانب مصلحتنا الوطنية، وهذا هو ما يأتي أولا". وأضاف: "عندما يكون من مصلحتنا الوطنية أن ننظر إلى هذه الجوانب المحددة من الاتفاقية، فهذا ما سنفعله".
وفيما يتعلق بالمعايير الزراعية، يريد حزب العمال التوقيع على اتفاقية بيطرية جديدة من شأنها أن تلغي الحاجة إلى فحص مساحات واسعة من السلع الغذائية والزراعية في الميناء. ومع ذلك، فإن القيام بذلك قد يتطلب من المملكة المتحدة التوقيع على معايير الاتحاد الأوروبي بشأن تلك السلع، وعلى حد تعبير أحد المسئولين الأوروبيين، "سوف يستغرق الأمر سنوات وستكون مفاوضات مؤلمة".
ومن المرجح أيضاً أن يتطلب التوصل إلى اتفاق منفصل للدفاع والأمن، والذي روج له وزير خارجية الظل ديفيد لامي، مفاوضات جوهرية. ويقول الخبراء إن المملكة المتحدة سيكون لها على الأقل دور قوي لتلعبه في أي محادثات من هذا القبيل، نظرًا لحرص زعماء الاتحاد الأوروبي على الوصول إلى المخابرات البريطانية والمعدات العسكرية.
وقال ديفيد مكاليستر، عضو البرلمان الأوروبي ورئيس لجنة الشئون الخارجية في البرلمان الأوروبي: "هناك بعض الأشياء الناقصة هنا والتي ينبغي إصلاحها. بالنسبة لي، الأمر الأكثر أهمية هو ببساطة أن اتفاقية TCA لا تتضمن شراكة أمنية ودفاعية منظمة."
وأوضحت الصحيفة أنه من المرجح أن يكون الاتفاق على أهداف حزب العمال الأخرى أسهل، بما في ذلك اتفاق جديد يسمح للفنانين بالسفر من وإلى القارة. كانت هناك أيضًا دعوات للسماح للطلاب البريطانيين بالدخول مرة أخرى إلى برنامج إيراسموس، حيث اقترح المطلعون على حزب العمال إمكانية مناقشة تأشيرة الشباب على النمط الأسترالي البريطاني في المستقبل.
ويخشى البعض في حزب العمال أن يكون الحزب قد أساء فهم الغرض من المراجعة المخطط لها. في وقت سابق من هذا العام، حذر ماروس سيفكوفيتش، نائب رئيس المفوضية الأوروبية: "لا تشكل المراجعة التزاما بإعادة فتح اتفاقية TCA أو إعادة التفاوض على الاتفاقيات التكميلية".
ويقول آخرون إنه حتى لو تم التوصل إلى اتفاق في بعض أو كل هذه المجالات، فلن يعزز الاقتصاد البريطاني بأي شكل من الأشكال، نظرا لالتزام حزب العمال بالبقاء خارج السوق الموحدة والاتحاد الجمركي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة