رغم أن الاستشاريين فى مستشفيات إنجلترا لم ينضموا إلى إضرابات القطاع الصحى إلا فى 24 أغسطس، إلا أن مشاركتهم ألحقت ضررا بالغا بهيئة الخدمات الصحية الوطنية المتأثرة بالفعل، لاسيما عندما شاركوا الأطباء فى إضرابهم للمرة الأولى الثلاثاء. ومع ذلك، رفضت الحكومة البريطانية عرضهم بزيادة الأجور 12% ، مما ينذر بمزيد من الاضطرابات.
وقالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن استشاريي المستشفيات في إنجلترا عرضوا إلغاء إضراباتهم إذا حصلوا على زيادة في الأجور تبلغ نحو 12% هذا العام - وهو ضعف الزيادة التي يصر الوزراء على أنها عرضهم الأخير.
ويبدو أن اقتراحهم، والكشف عن المحادثات "البناءة" الأخيرة مع الحكومة، كان بمثابة خطوة تصالحية أو "غصن الزيتون" من قبل الجمعية الطبية البريطانية (BMA) لإنهاء نزاعهم حول الأجور.
وجاء ذلك في الوقت الذي نظم فيه الاستشاريون إضرابًا آخر عن الأجور الثلاثاء وشاركوا في أول إضراب مشترك لهم على الإطلاق مع الأطباء المبتدئين يوم الأربعاء.
ومن المتوقع أن يؤدي توقف الخدمات لمدة يومين هذا الأسبوع من قبل الاستشاريين وثلاثة أيام من قبل الأطباء المبتدئين إلى تعطيل الخدمات بشكل خطير. وقالت "الجارديان" إن إجمالي عدد المواعيد والعمليات التي تم إلغاؤها منذ ديسمبر الماضي نتيجة إضرابات موظفي هيئة الخدمات الصحية الوطنية سوف يتجاوز المليون.
وفي رسالة إلى ريشي سوناك، رئيس الوزراء البريطاني، أوضحت اللجنة الاستشارية لمؤسسة الجمعية الطبية البريطانية أن 33915 استشاريًا (كبار الأطباء) الذين تمثلهم سيوقفون عملهم الصناعي إذا حصلوا على زيادة في الأجور بنحو 12% للفترة 2023-2024.
قال الدكتور فيشال شارما، رئيس اللجنة، لرئيس الوزراء في الرسالة: "نحن نسعى للحصول على حزمة رواتب للفترة 2023-2024 أعلى من مستوى تضخم مؤشر أسعار التجزئة لمدة 12 شهرًا حتى أبريل 2023، مما يضمن عدم تآكل رواتبنا". وبلغ متوسط التضخم في مؤشر أسعار التجزئة 11.4% خلال تلك الفترة.
وأشار شارما إلى الاتفاق الذي توصلت إليه الحكومة الاسكتلندية مع الأطباء المبتدئين في أغسطس، والذي بموجبه حصل الأطباء على زيادة في رواتبهم بنسبة 12.4% هذا العام، كوسيلة لإنهاء النزاع في إنجلترا. وقال: "هذا لا يختلف عن التسوية في اسكتلندا للأطباء المبتدئين، مما يدل على أن هذا الأمر قابل للتنفيذ".
وأوضحت الصحيفة أن توضيح اللجنة بأنها تريد زيادة في الأجور بنحو 12% هو المرة الأولى التي تحدد فيها رقمًا لما يبحث عنه الاستشاريون. في المقابل، أوضح الأطباء المبتدئون منذ العام الماضي أنهم يريدون زيادة فورية بنسبة 35% لتحقيق "استعادة الأجر بالكامل" ومعالجة حقيقة أن دخولهم انخفضت بنسبة 26% بالقيمة الحقيقية منذ عام 2008.
وفي خطوة أخرى يبدو أنها تشير إلى المرونة من جانب جمعية الجمعية الطبية البريطانية ، أخبر شارما سوناك أن اللجنة "على استعداد للنظر في الاستثمار في مجالات الأجور غير الرئيسية، للمساعدة في التوصل إلى اتفاق". ويتضمن ذلك قضايا مالية أخرى تؤثر على الأطباء، مثل جوائز التميز السريري والرسوم التي يدفعونها لإجراء الاختبارات المتعلقة بتطورهم المهني.
ومع ذلك، رفضت الحكومة غصن الزيتون المحتمل. وقال مصدر في وايتهول - الحكومة: "لقد قبلت الحكومة توصية هيئة مراجعة الأجور بشأن أجور الأطباء. وعلى هذا النحو، فإن منح الرواتب نهائي، كما قال رئيس الوزراء."
وأوضحت الصحيفة أن حوالي 150 ألف طبيب في إنجلترا سيحصلون على أموال إضافية في رواتبهم هذا الشهر بعد أن قرر ستيف باركلي، وزير الصحة، فرض زيادة في رواتب الاستشاريين بنسبة 6% وبمتوسط 8.8% للأطباء المبتدئين.
واعتبرت الصحيفة أن هناك ارتباكا بشأن طبيعة "المحادثات البناءة" التي أشارت إليها الجمعية الطبية البريطانية في رسالتها إلى سوناك.