فى عهد الملكية كان يتواجد عدد كبير من الأحصنة فى شوارع مصر، وانتشار للحنطور الذى كان وسيلة انتقال أساسية فى محافظة الإسكندرية، وكانت هناك كمية كبيرة من الاسطبلات بمنطقة المنشية، والتي كان مكانها بشارع فرنسا حاليا وكان لها استخدامات مختلفة منها فى حركة المواصلات ومنها كانت مملوكة للجيش الإنجليزى فى هذا التوقيت، وظلت مهنة البيطار مرتبطة بالأحصنة سنوات طويلة وهى المهنة التى ترعى الخيل وتقلم حوافره والاهتمام بمظهره ورعايته وظلت المهنة مهمة لسنوات طويلة إلا أنها اندثرت حاليا ولم يتبقى منهم إلا عدد قليل للغاية لخدمة الكارو والحنطور فقط، وذلك نظرا لعدم استخدام الأحصنة وفى الإسكندرية يوجد شخص واحد فقط ورث المهنة من والده واجداده وظل يعمل فيها بحرفية.
ويقول أحمد البيطار إنه عمل فى هذه المهنة منذ أن كان عمره 5 سنوات تعلم الاعتناء بالخيل من تقليم اظافره وحتى الاعتناء بتمشيط شعره والاستحمام وقص الشعر فهى مهنه لم تتواجد حاليا بسبب عدم وجود خيل فى شوارع الإسكندرية سوى الحنطور والكارو، بالإضافة إلى خيل السباق بأندية الجياد وغيرها.
وأضاف أن المهنة لم يتبق فيها إلا اثنين فقط فهو مسئول عن غرب الإسكندرية وشخص آخر يعمل فيها بمنطقة شرق الإسكندرية.
وعن الادوات المستخدمة فى تقليم حوافر الخيل هى مطرقة وارميل وفرشاه فهى ادوات بسيطة يستطيع ازاله الظفر الزائد الذى يعيق حركة الخيل بالإضافة إلى وضع حدوة الحصان المصنوعة من الحديد لمنع الحصان من التزحلق على الارض خاصة فى الشتاء وعلى الاسفلت.
واضاف أنه يقوم بصناعه الحدوة الحديد المستخدمة للحصان، فهى مهنة تحتاج لقوة عضلية كبيرة بدءا من تسييح الحديد وتشكيله على شكل حدوة حتى قطعه الكاوتش التى تمنع انزلاق الحصان، ويقول إنه يصنع كافة الأدوات الخاصة به لأنها أصبحت نادرة ولا احد يصنعها سوى من يعمل فيها.
وأشار إلى أن تركيب الحدوة يستغرق 10 دقائق بينما فى حاله أن الحصان "شقى" يستغرق نصف ساعه لعدم استطاعته لرفع قدمه ونفوره من الوقوف.
وأشار إلى أن المهنة تندثر حاليا ولا يوجد منها فى كافة المحافظات سوى عدد قليل لذلك مصدر رزقها فليل ولكنه لم يتعلم غيرها فهى كانت من اهم المهن قديما وحديثا واختفت بسبب ظهور السيارات الحديثة وعدم الاعتماد على الحنطور كوسيلة مواصلات.
وأوضح أن المهنة من أعرق وأقدم المهن قديما، ومن يعمل فيها كان له صلة مباشرة مع العائلة المالكة وأصحاب القصور والفيلات قديما، ويسافر معهم فى حالة سفر الخيل للسباق فهو مسئول عن رعاية الخيل بالكامل.
وقال إنه لن يعلم أبناءه المهنة لانقراضها وعدم وجود مصدر رزق لها، بالإضافة إلى أنها مهنة شاقة وتحتاج إلى قوة بدنية عالية للسيطرة على الخيل بالكامل واحتمالية التعرض للإصابات أثناء العمل فهى من أصعب المهن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة