وصلت الدفعة الأولى من دبابات أبرامز الأمريكية التي تعهدت بها إدارة بايدن لأوكرانيا قبل أشهر من الموعد المحدد، تمهيدا لاستخدامها في العمليات ضد القوات الروسية، التي بدأت حربها في أوكرانيا فبراير العام الماضي.
وشكّل قرار تزويد أوكرانيا بدبابات أبرامز تحولا في الموقف الأمريكي، إذ كان مسئولون عسكريون قد أشاروا مرارا إلى أنها سلاح معقد لا يناسب القوات الأوكرانية، حيث يعتبر هذا الطراز واحدا من أقوى الدبابات في العالم، من حيث التسليح والحماية، كما أنه واحد من أثقل دبابات القتال الرئيسية بالعالم حيث يزيد وزنها على 60 طنا.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على حسابه بموقع "إكس" تويتر سابقا: "تلقيت أخبارا جيدة من وزير الدفاع.. دبابات أبرامز موجودة بالفعل في أوكرانيا.. نستعد الآن لتعزيز فرقنا بها"، وأضاف أن بلاده تبحث عن عقود جديدة لتوسيع جغرافية التوزيع، ولم يوضح زيلينسكي عدد الدبابات، لكن من المتوقع أن تقوم الولايات المتحدة بتسليم 31 مركبة على مدار عدة أسابيع.
ووفقا لصحيفة نيويورك تايمز، وصلت الدبابات إلى أوكرانيا في الوقت المناسب للمساعدة في الهجوم المضاد المستمر في البلاد ضد القوات الروسية، وهو جهد من المتوقع أن ينتهى قريبا بسبب اقتراب فصل الشتاء.
وجاء التسليم استجابة لطلبات أوكرانيا العاجلة للحصول على الدبابات الحديثة في وقت سابق من هذا العام. وقد أرسلت الدول الأوروبية بالفعل العشرات من دبابات ليوبارد ألمانية الصنع وبعض طائرات تشالنجر البريطانية.
وأضاف زيلينسكي: "أنا ممتن لحلفائنا لالتزامهم بالاتفاقات"، وأشار عدد من الخبراء العسكريين إلى أنه من المتوقع أن تدخل الحرب في أوكرانيا منعطفا جديدا، مع وصول دفعة من دبابات أبرامز الأمريكية المتطورة، والتى تمتاز بقدرات قتالية عالية الكفاءة.
دبابات أبرامز
تبلغ تكلفة دبابة أبرامز الأميركية نحو 5 ملايين دولار، ولها مدفع 120 ملم يتم تحميله يدويًا بواسطة أحد أفراد الطاقم الأربعة، ويبلغ مدى إطلاق النار الفعال أكثر من 2.5 ميل (4 كيلومترات)، ومذخرة بأكثر من 11 ألف طلقة رشاش.
لكن الخزان، الذي يعمل بوقود الطائرات، يعتبر أقل ملاءمة من دبابات "ليوبارد 2" الألمانية، وخزانات "تشالنجر 2" في المملكة المتحدة، بسبب ارتفاع استهلاك الوقود واحتياجات الصيانة.
ووفقا لشبكة سي إن إن فإن الدبابات قد تمثل "أقوى سلاح هجومي مباشر تم توفيره لأوكرانيا حتى الآن"، وهو نظام مدجج بالذخائر، مصمم لمواجهة العدو وجها لوجه، بدلا من إطلاق النار من مسافة بعيدة، وستكون الدبابات مزوّدة بقذائف من اليورانيوم المنضب خارقة للدروع عيار 120 ملي.
دبابة أبرامز دخلت الخدمة في الجيش الأمريكى منذ العام 1980، وتعتبر الجيل الثالث من الدبابات القتالية الأمريكية، كما أنها تعد العمود الفقرى لجيش الولايات المتحدة ومنذ دخولها الخدمة، صنع منها أكثر من 10 آلاف و700 وحدة من مختلف النسخ، وجرى إدخال تحديثات عديدة عليها طوال العقود الماضية.
وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية بوقت سابق هذا الشهر، عن حزمة مساعدات أمنية جديدة لأوكرانيا، تصل قيمتها إلى 175 مليون دولار، تشمل ذخائر اليورانيوم المنضب من أجل دبابات أبرامز.
على الجانب الآخر، نددت روسيا بالشحنات المتتالية إلى أوكرانيا، قائلة إنها تطيل أمد الصراع، وأكد الكرملين أن دبابات أبرامز لن تغير نتيجة الهجوم الأوكرانى على قواتها.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: "كل هذا لا يمكن أن يؤثر بأي حال من الأحوال على جوهر العملية العسكرية الخاصة ونتائجها.. لا يوجد سلاح سحري، ولا يوجد سلاح واحد يمكنه تغيير ميزان القوى في ساحة المعركة". وفي تكرار لنقطة الحديث التي استخدمها الكرملين بشأن الأسلحة الغربية، قال بيسكوف: "إنها أيضًا ستحترق".