قالت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية إن الولايات المتحدة اتهمت الصين بمحاولة خلق ما أسمته "مجتمع السلطويين الرقميين"، وذلك فى تقرير يهدف إلى إقناع الدول الأخرى بأن بكين تقوم بجهود دعائية عالمية كجزء مما وصفته واشنطن بحرب معلومات غير معلنة.
وأشار التقرير الصادر عن الخارجية الأمريكى إلى أن جهود بكين لتشكيل مجال المعلومات العالمي تتراوح من الرقابة والدعاية إلى دفع السلطوية واستغلال المنظمات الدولية، على حد زعمه.
وقال التقرير إن "الصين توظف مجموعة من الأساليب الخادعة والقسرية فى محاولتها التأثير على بيئة المعلومات الدولية". وحذر من أنه "بدون التحقق منها، فإن جهود الصين لإعادة تشكيل الرأى العام العالمى وخلق انحيازات وفجوات قد تدفع الدول لاتخاذ قرارات تخضع مصالحها الاقتصادية والأمنية لمصالح بكين".
واتهم جيمس روبين، المسئول رفيع المستوى بالخارجية الأمريكية، الصين باستخدام ما وصفه بالأساليب القسرية والأكاذيب الصريحة بشكل متزايد لتحقيق طموح مذهل للبحث عن الهيمنة المعلوماتية.
وقالت فاينانشيال تايمز إن تقرير الخارجية الأمريكية يأتى فى ظل تنافس متزايد بين واشنطن وبكين حول سلسلة من القضايا تشمل الوجود العسكرى للصين فى بحر الصين الجنوبى وإنتاج أشباه الموصلات وتكنولوجيا الطاقة النظيفة.
كما أشارت إلى أن التقرير يمثل محاولة أمريكية أخرى لمواجهة أنشطة الصين التى تعتقد واشنطن أنها تهدد النفوذ الأمريكى مع تزايد استعداد بعض الدول النامية لإعادة إنتاج المحتوى الصينى الذى يقوض مصادر الإعلام الغربية.
فعلى سبيل المثال، قالت الخارجية الأمريكية إن شركة استثمار الصين، وهى صندوق الثروة السيادى، قد استحوذ على 7% من أسهم يوتيلسات، مشغل الأعمار الصناعية الفرنسى، واستخدمت الاستثمار فى الترويج لدعاية فى مناطق بأفريقيا ببث إعلان صينى تديره الدولة على الأقمار الصناعية.