عضو بنقابة الأطباء: الطب مهنة تبدأ بعد التخرج والدراسة تكسب مهارات لتخطى المواقف الإنسانية بسرعة
عضو بـ"الأسنان": حضور كل المحاضرات والسكاشن ضرورة لفهم المناهج
عضو بـ"البيطريين": مناهج "غليظة" تحتاج للمذاكرة أولا بأول
حياة جديدة، وتفاصيل تختلف تماما عن أجواء الثانوية العامة وما سبقها في المراحل الدراسية الأولى، يبدأها طلاب الصف الأول في الجامعات مع بداية العام الدراسى الجديد، بشعور يجمع بين الفرحة والقلق من الإلتحاق بالكليات وتخصصاتها المختلفة، وكيفية الإنتهاء من الدراسة دون الوقوع فى أحد المواد، أو ما يتبع الدراسة والدخول فى سوق العمل، وفى محاولة من "اليوم السابع" فى تسهيل الأمر على الطلاب، يقدم مجموعة من النقابيين نصائح خاصة بأهم ما يجب الاهتمام به في الدراسة، وطرق الإعداد لدخول سوق العمل بسهولة فور التخرج، وتطوير المهارات الفردية لكل طالب أثناء الدراسة.
الطب مهنة تبدأ بعد التخرج
بدأت الدكتورة إيمان سلامة عضو مجلس النقابة العامة للأطباء، حديثها عن الدراسة بكلية الطب البشرى قائلة: إن الطب مهنة تبدأ بعد التخرج، فالدراسة بها تمنح أساسيات يبنى عليها حديث التخرج اختياراته في تخصصه الذى سيعمل به بعد ذلك، وهى دراسة طويلة وشاقة وتحتاج إلى الاهتمام بالأنشطة الطلابية والشأن العام والمشاركات المجتمعية والأعمال التطوعية، خلال سنوات الدراسة بكلية الطب حتى لا تقتصر تلك الفترة على الجلوس أمام الكتب، لأن ذلك مُهلك للصحة النفسية لطول مدة الدراسة، وأشارت إلى أن الدراسة الجامعية شهدت منذ جائحة كورونا نظام الدراسة أونلاين، مؤكدة أنها لا تلائم الطب والذى يعتمد بشكل أساسى على الدراسة العملية، وأن يرى الطالب المعامل والمشرحة في السنوات الأولية الأكاديمية، ليصبح مؤهلا للتعامل مع المرضى بعد ذلك، واكتساب مهارات الطبيب الأساسية، وكيفية التواصل مع المريض، فضلا عن الاتصال بشكل دائم مع أساتذة الكلية.
وعن صعوبة اللحظات الأولى للقاء الطالب لجثث الموتى لدراسة التشريح، قالت إيمان، لليوم السابع،: الشعور بالرهبة الأولى لا يمكن تخطيها أو عدم المرور بها لطبيعة النفس البشرية، لكن مع الوقت تتحول الجثث إلى آداة للتعليم ويعتاد الطالب رؤيتها، ويساعده في ذلك الإلتزام بالتواجد بشكل دائم فى الكلية، مؤكدة أن الرهبة من أول مرة وتجنب التعامل مع الجثث لن ينتج طبيب جيد، وأضافت: أن دراسة الطب كلها صعبة، فكل المواد الدراسية في صلة من المواقف الإنسانية التي لا تنتهى، بداية من التشريح والطب الشرعى، وعلوم الأنسجة، حتى دخول المستشفيات والتعامل مع الأطفال المريضة والعمليات الجراحية، أو الأمهات في النساء والتوليد، لكن مع الدراسة وتكرار التعرض لتلك المواقف تجعل الطبيب قادرا على تخطيها تدريجيا، وقد شاهدنا كثيرا من الأطباء يستقبلون حوادث يوجد بها أحد أفراد أسرهم، وغيرها من المواقف الصعبة، والتي استدعت إدخال أجزاء بالمناهج الدراسية بشأن كيفية تخطى تلك المواقف، خاصة بعد جائحة كورونا والأعداد الكبيرة من الموتى التي كانت تمر على الأطباء.
طب الأسنان:
وفى كليات طب الأسنان، يقول الدكتور أحمد الشيال، المتحدث باسم النقابة العامة لأطباء الأسنان،: إنه على الطالب أن يحرص ألا تستمر فترة الحيرة التي سيمر بها في البداية لمدة طويلة، ويحاول أن يتعرف على طبيعة المحاضرات والسكاشن، والمواد التي سيتم تدريسها، وأماكن كل منها وموعدها، والإنتهاء من الإلمام بالمعلومات الخاصة بكل ذلك في الأسبوع الأول من العام الدراسى فقط، والتركيز على تعلم المصطلحات الطبية، خاصة أن أغلب الطلاب خريجين مدارس عربية، وأن تلك المصطلحات تختلف كثيرا عن اللغة الإنجليزية، وبالتالي لابد من الاهتمام بشكل كبير على كل المحاضرات أو الوسائل الممكنة لتوضيح وشرح المصطلحات الطبية، كما لابد أن يكون الطالب حريض على أن يكون مميز من بداية الدراسة وحتى نهايتها فى اتجاهين، هما: التخصص "طب الأسنان" والدراسة الأكاديمية، من خلال حضور كافة المحاضرات وتسجيلها كاملة، حيث أن هناك بعض الأجزاء لن يفهمها الطالب إلا إذا كان موجود بالمحاضرة، ولن يتمكن من مذاكرتها منفردا في البيت، بالإضافة إلى الإلتزام بحضور السكاشن للتطبيق العملى للمحاضرات، خاصة أنها يطبق عليها نظام الحضور والغياب وقد يتعرضون للفصل حال تخطى نسبة الغياب حد معين.
وأكد الشيال، في تصريحات لليوم السابع،: ضرورة أن يكتشب الطالب من أول سنة بالكلية مهارات مختلفة بجانب دراسته لطب الأسنان، مثل: التسويق، والإدارة، وغيرها من التخصصات التى قد تفيدهم كأطباء الأسنان في الجانب الإدارى بعد التخرج والعمل في العيادات، حيث أن الإلمام بتلك المهارات مبكرا تمكنهم فيما بعد من التعامل بشكل جيد مع المرضى وإدارة عملهم بشكل جيد، مضيفا: كما لا أنصح أبدا بأن يستبق طالب المراحل الدراسية، خاصة في الصفوف الثلاثة الأولى من الكلية، وألا يحاولوا نزول تدريبات في العيادات فلم يحصلوا بعد على معلومات تفيدهم في العيادة، وفقط الاهتمام بإتقان المهارات الملائمة لكل صف دراسى، مؤكدا ضرورة مساعدة الطلاب لبعضهم البعض، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعى في تبادل المحاضرات وجداول الحضور وغيرها، حتى يتخطوا الكلية بسلام.
الطب البيطرى:
أما عن كلية الطب البيطرى، يقول الدكتور أحمد البندارى عضو مجلس النقابة العامة للأطباء البيطريين،: إن الدراسة بكلية الطب البيطرى تحتاج للتركيز على الجانبين النظرى والعملى، لافتا إلى أن الجانب العملى تشتد صعوبته في الصفين الرابع والخامس لوجود العمليات الجراحية والولادات، أما المراحل الأولى فتشمل تحضير المستحضرات وسلوكيات الحيوانات والتشريح، وأضاف: الكلية صعبة وتطلب الإلتزام في الدراسة، والإلمام بكل المصطلحات الطبية جيدا خاصة لصعوبة ذلك في البداية، مؤكدا ضرورة المذاكرة أولا بأول نظرا لأن المناهج "غليظة"، لكنها جميعا تفيد دارسها في حياته بشكل عام وليس في الكلية فقط حتى الإحصاء.
ولفت البندارى في تصريحات لليوم السابع، إلى أن أصعب ما قد يواجه الطلاب هي دخول المعمل في سكاشن التشريح، حيث سيمرون برهبة شديدة في التعامل لأول مرة مع جثث الحيوانات، لكن من تكرار الاحتكاك والتعامل معها يصبح الأمر طبيعى، ويظل إحساس "الرحمة" والشفقة على الحيوانات قائمة لإنقاذ الحيوانات التي مازالت على قيد الحياة بعد ذلك، لافتا إلى أن بدء التدريبات العملية خارج إطار الكلية بالمستشفيات والعيادات يمكن بداية من الصفين الرابع والخامس، لافتا إلى أن تطبيق نظام الصف السادس بكلية الطب البيطرى مازال جديدا، ومن المنتظر أن يتم تخصيصها للتدريب أيضا.
وأوضح أن دراسة الطب البيطرى تتضمن العديد من التخصصات، التي تفتح مجالات لسوق العمل بعد التخرج، من بينها: الطبيب الحقلى، باطنى ومعدية، جراحة، بيع وتداول الأدوية، مندوب بالأدوية، الحيوانات الأليفة وهى أحد التخصصات التي شهدت انتعاشا كبيرا خلال الفترة القليلة الماضية، بالإضافة إلى تخصص سلامة الغذاء والذى يؤهل للعمل في المصانع الكبرى العاملة بالأغذية ذات الأصل الحيوانى، فضلا عن المجازر والمحاجر.
استحداث 4 تخصصات بكليات الزراعة يحتاجها سوق العمل:
وحول كليات الزراعة، قال الدكتور سيد خليفة نقيب الزراعيين، إن التعليم الزراعى يشهد اهتماما كبيرا خلال تلك الفترة خاصة أن أغلب المشروعات القومية زراعية، وتتيح عدد كبير من الشباب حديثى التخرج من الزراعيين، مضيفا: وبالتالي على كل من إلتحق بكليات الزراعة أن يتدرب بشكل جيدا ويؤهل نفسه لسوق العمل بشكل جيد، والتركيز مع المحاضرات العلمية والبرامج التعليمية المستحدثة مؤخرا، حيث تم اعتماد 4 برامج بلجنة التعليم الزراعى في المجلس الأعلى للجامعات، هم: الزراعة المحمية، التصنيع الزراعى، الاستزراع السمكى، والتكنولوجيا الحيوية، وهم جميعا أبرز التخصصات المطلوبة مستقبلا، وسيتم تدريسها باللغتين العربية والإنجليزية لتأهيل الخريجين لسوق العمل المحلى والخارجى "الاتحاد الأوروبى وإفريقيا".
وأضاف خليفة، في تصريحات لليوم السابع،: أتمنى أن يركز الطلاب الجدد على الأربعة تخصصات الجديدة المطلوبة في سوق العمل، خاصة أنهم يعتمدون على ما يسمى بالزراعة الحديثة والذكية والتي يتجه لها السوق المحلى والخارجى، مؤكدا ضرورة أن يتم عمل بروتوكولات بين كليات الزراعة والقطاع الخاص في التخصصات المختلفة، لإتاحة فرصة لا تقل عن 3 أشهر للتدريبات العملية للطلاب، وعدم الاكتفاء بالمحاضرات النظرية بالكلية، خاصة أن ذلك يرفع من قدرات الخريجين ويؤهلهم بشكل أفضل لفرص العمل بالقطاع الخاص عند تخرجه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة