تشهد إسبانيا بشكل سنوى، الحدث الأكثر جنونا، إنه مهرجان الطماطم ، الذى يقام كل عام في آخر أربعاء من شهر أغسطس، وتصطبغ فيه بلدة بونيول شرقى إسبانيا باللون الأحمر، حيث يتراشق السكان والزوار بثمرات الطماطم في مهرجان يطلق عليه "لا توماتينا" السنوي.
وقد حظى المهرجان هذا العام، بمشاركة عشرات الآلاف من السياح ، حيث جذب "توماتينا" السائحين من مختلف أنحاء العالم، الذين شاركوا فى الفعاليات مستخدمين نحو 120 طناً من الطماطم، وتقاذفوا الثمرات الحمراء في لحظات من المرح واللهو، فتحولت الشارع إلى بحر من عصير الطماطم الحمراء في تقليد سنوي معتاد، وكان عدد كبير من المشاركين يضعون نظارات شمسية أو تلك الخاصة بالسباحة أو قناع غطس لتجنب أن تدخل في عيونهم ثمرات الطماطم.
ويجذب المهرجان السنوي، الذي يتعرض لانتقادات تتعلق بهدر الغذاء، آلاف السياح من جميع أنحاء العالم للمشاركة في المعارك الطريفة، والفوز بلحظات من المتعة.
تاريخ المهرجان
بدأ هذا المهرجان عام 1945 في أحد عروض مهرجان الدمى العملاقة، حيث نشب شجار بين المشتركين وشرعوا برشق الخضار والفواكه من السوق المجاور للساحة الرئيسة في البلدة، مما أدى إلى تدخل القوات المحلية لإنهاء معركة الفواكه، ثم اتخذ منه الشباب تقليدًا سنويًا، وقد تم حظر هذه الاحتفالات في خمسينات القرن الماضي رغم إصرار الشباب على إحيائها وتجمعهم وجلبهم الطماطم تحضيرًا للمعركة.
وقد احتج السكان عن هذا الحظر بتشييع مراسم دفن للطماطم بحملهم لتابوت مملوء بالطماطم وعزفهم لموسيقى حزينة، وتم الإعتراف بمهرجان لا توماتينا رسميًا من قبل السلطات الإسبانية في عام 1959 حيث أصبحت تقدم حبات الطماطم للمشتركين مجانًا منذ عام 1980، وتجري فعاليات مهرجان لا توماتينا في مدينة بونول الإسبانية التابعة لولاية فالنسيا، وتقع بونول في شرق إسبانيا على بعد 30 كيلومتر من البحر الأبيض المتوسط.
فعاليات المهرجان
وبالنسبة لفعاليات مهرجان لا توماتينا، فتستمر لمدة أسبوع كامل، وفي يوم المهرجان يجتمع آلاف المشتركين في وسط مدينة بونول، ويدخلون في حرب تراشق الطماطم لمدة ساعة واحدة، ثم يتوجب عليهم طلاء ساحات المدينة ببقايا الطماطم لأن حمض الستريك الموجود في الطما0طم يسمح بتلميع الأسطح، وبعد تنظيف المدينة باستخدام خراطيم الماء التي يوفهرها السكان المحليون يذهب بعض المشتركين إلى السباحة في نهر لوس بينونس، وفيما يأتي بيان بعض فعاليات مهرجان لا توماتينا.
يتضمن المهرجان عروضًا موسيقية وألعابًا نارية. يتسابق المشاركون فيما بينهم لإعداد طبق البايلا في الليلة السابقة ليوم المهرجان. وخلال هذا المهرجان ترتدي النساء ملابس بيضاء بينما يبقى الرجال عاريي الصدر.
وتضع بلدية بونول قائمة من القوانين والتعليمات التي يجب اتباعها حفاظًا على سلامة المشاركين في البرنامج كمنع رمي أي شيء عدا حبات الطماطم المقشرة والمسحوقة والناضجة جيدًا. يمنع تمزيق الملابس ورشق الطماطم على المباني. و تُسخر السلطات عددًا كبيرًا من العمال والموظفين للحرص على سلامة المشاركين وضمان سيرورة المهرجان في ظروف ممتعة ومميزة.
