وقعت فى سنة 283 هجرية العديد من الأحداث، وخاض الخليفة المعتضد أحداثًا كثيرة وحروبًا كبيرة ضد عدد من الخارجين عليه، فما الذى يقوله التراث الإسلامي؟
يقول كتاب البداية والنهاية لـ الحافظ بن كثير تحت عنوان "ثم دخلت سنة ثلاث وثمانين ومائتين":
فى المحرم منها خرج المعتضد من بغداد قاصدًا بلاد الموصل لقتال هارون الشارى الخارجي، فظفر به وهزم أصحابه وكتب بذلك إلى بغداد، فلما رجع الخليفة إلى بغداد أمر بصلب هارون الشارى وكان صفريا.
فلما صلب قال: لا حكم إلا لله ولو كره المشركون.
وقد قاتل الحسن بن حمدان الخوارج فى هذه الغزوة قتالا شديدا مع الخليفة، فأطلق الخليفة أباه حمدان بن حمدون من القيود بعد ما كان قد سجنه حينا من وقت أخذ قلعة ماردين، فأطلقه وخلع عليه وأحسن إليه.
وفيها: كتب المعتضد إلى الآفاق بردما فضل عن سهام ذوى الفرض إذا لم تكن عصبة إلى ذوى الأرحام وذلك بفتيا أبى حازم القاضي.
وقد قال فى فتياه: إن هذا اتفاق من الصحابة إلا زيد بن ثابت فإنه تفرد برد ما فضل والحلة هذه إلى بيت المال.
ووافق على ذلك على بن محمد بن أبى الشوارب أبى حازم، وخالفهما القاضى يوسف بن يعقوب، وذهب إلى قول زيد فلم يلتفت إليه المعتضد ولا عد قوله شيئا، وأمضى فتيا أبى حازم، ومع هذا ولى القضاء يوسف بن يعقوب فى الجانب الشرقي، وخلع عليه خلعة سنية، وقلد أبا حازم قضاء أماكن كثيرة وذلك لموافقته ابن أبى الشوارب وخلع عليه خلعا سنية أيضا.
وفيها: وقع الفداء بين المسلمين والروم فاستنقذ من أيديهم ألفا أسير وخمسمائة وأربعة أنفس.
وفيها: حاصرت الصقالبة الروم فى القسطنطينية فاستعان ملك الروم بمن عنده من أسارى المسلمين وأعطاهم سلاحا كثيرا فخرجوا معهم فهزموا الصقالبة، ثم خاف ملك الروم من غائلة أولئك المسلمين ففرقهم فى البلاد.
وفيها: خرج عمرو بن الليث من نيسابور لبعض أشغاله فخلفه فيها رافع بن هرثمة ودعا على منابرها لمحمد بن زيد المطلبى ولولده من بعده، فرجع إليه عمرو وحاصره فيها، ولم يزل به حتى أخرجه منها وقتله على بابها.
وفيها: بعث الخليفة وزيره عبيد الله بن سليمان
لقتال عمر بن عبد العزيز بن أبى دلف، فلما وصل إليه طلب منه عمر الأمان فأمنه وأخذه معه إلى الخليفة فتلقاه الأمراء، وخلع عليه الخليفة وأحسن إليه.
وفيها توفى من الأعيان: إبراهيم بن مهران أبو إسحاق الثقفى السراج النيسابوري، كان الإمام أحمد يدخل إلى منزله - وكان بقطيعة الربيع فى الجانب الغربى - وينبسط فيه ويفطر عنده، وكان من الثقات العباد العلماء، توفى فى صفر منها.
إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن حازم أبو القاسم الجيلي، وليس هو بالذى تقدم ذكره فى السنين المتقدمة.
سمع داود بن عمرو وعلى بن الجعد وخلقا كثيرا.
وقد لينه الدارقطنى فقال: ليس بالقوي.
توفى عن نحو من ثمانين سنة.
سهل بن عبد الله بن يونس التسترى أبو محمد أحد أئمة الصوفية، لقى ذا النون المصري.
ومن كلامه الحسن قوله: أمس قد مات واليوم فى النزع وغد لم يولد.
وهذا كما قال بعض الشعراء:
ما مضى فات والمؤمل غ ** يب ولك الساعة التى أنت فيها
وقد تخرج سهل شيخا له محمد بن سوار، وقيل: إن سهلا قد توفى سنة ثلاث وسبعين ومائتين فالله أعلم.
وفيها: توفى عبد الرحمن بن يوسف بن سعيد بن خراش أبو محمد الحافظ المروزى أحد الجوالين الرحالين حفاظ الحديث والمتكلمين فى الجرح والتعديل، وقد كان ينبذ بشيء من التشيع فالله أعلم.
روى الخطيب عنه أنه قال: شربت بولى فى هذا الشأن خمس مرات - يعنى أنه اضطر إلى ذلك فى أسفاره فى الحديث من العطش -
على بن محمد بن أبى الشوارب.
عبد الملك الأموى البصرى قاضى سامرا.
وقد ولى فى بعض الأحيان قضاء القضاة، وكان من الثقات، سمع أبا الوليد وأبا عمرو الحوصى وعنه النجاد وابن صاعد وابن قانع، وحمل الناس عنه علما كثيرا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة