تمر اليوم ذكرى قيام الروس بقيادة أمير موسكو دميتري دونسكوي بهزيمة ساحقة لجيش يتكون من مزيج من التتر والمغول في معركة كوليكوفو، التي تعد بداية انهيار الدولة التترية في آسيا الوسطى.. وفي الذاكرة الشعبية يربط الكثير من الناس بين التتار والمغول على انهما شعب واحد وقومية واحدة، لكن البعض الآخر يرى أن ذلك صحيح فعليا، ما الحقيقة وراء ذلك؟
بعض المصادر التاريخية العربية أشارت إلى المغول والتتر باسم واحد وهو "التتار"، وقد يعود السبب إلى ما ذكره رشيد الدين الهمزانى فى كتابه "جوامع التاريخ"، إذ قال إنه فى أغلب العصور القديمة، كانت الغلبة للتتار، الذين كانت تخضع لهم معظم القبائل بتلك المنطقة، وبسبب مكانة التتار فى ذلك الوقت، أُطلقت تسمية التتار على القبائل الأخرى.
وبحسب موسوعة "المكتبة الشاملة" فإن المغول والتتار شعبان مختلفان، كان كلاهما يسكن هضبة منغوليا، فيقطن التتار جنوبها جهة الصين، ويحتل المغول شمالها جهة سيبريا، بل كانت مراعي المغول تمتد صيفا حتى أقاصي سيبريا، وكلا الشعبين (وهما أبناء عمومة مع التُرك) يعيشان على الرعي، ولكن كان للتتار حضارة بدائية نتيجة احتكاكهم بالصينييين، بل إن آخر الأسر الحاكمة لشمال الصين قبل سقوطها فى أيد جنكيزخان كانت ترجع أصولها إلى التتار!! وحين ظهرت حركة جنكيزخان استطاع توحيد الشعبين وذلك في مطلع القرن الثالث عشر الميلادي وكان هو قد بلغ الأربعين من العمر، حيث ولد ما بين 1165م و1167م، ثم قادهما لغزو الصين، ثم بلاد خوارزم و فارس و روسيا.
وكون جنكيزخان مغوليا جعل الرياسة للمغول، في حين كان التتار على الأغلب يتحكمون نسبيا في المغول قبل ظهور جنكيزخان، وكان أكابر قادته كسابوتاي وجيبي وغيرهما من المغول أيضا، ولم يمنع ذلك ظهور بعض الوزراء من التتار، لاحتياجه إليهم نظرا لتحضرهم النسبي مقارنة بالمغول، وظل الوضع هكذا في عهد خلفائه أوجوتاي خان ومنكوخان وهولاكو و قبلاي خان، وهذا الأخير تأثر إلى حد كبير بالحضارة الصينية ونقل بلاطه من "قرة قورم" إلى بكين!! و في عهده كانت رحلات الإيطالي ماركو بولو (إن صحت هذه الرحلات)، وظل الوضع قائما حتى بعد انقسام الدولة المغولية إلى دولة للمسلمين (القبيلة الذهبية) وأخرى للبوذيين (في الصين) وثالثة للمغول الوثنيين.